فتح اللواء مدحت عطية رئيس هيئة مواني بورسعيد قلبه ل» الاخبار» ليجيب لنا في لقاء صريح عن كثير من التساؤلات التي تشغل بال الرأي العام حول طبيعة مشروع التفريعة الجديدة وموقعها.. وماهي الفائدة والعائد الذي سيعود علينا منها؟ في البداية قال انه كان هناك مخطط عام بميناء شرق التفريعة ( شرق بورسعيد) منذ اعوام وتوقف لاسباب كثيرة، ولكن مع ارادة سياسية واعية وتصميم يقودهما الرئيس عبد الفتاح السيسي تقرر تنفيذ مشروع القناة الجانبية المكمل لمشروع قناة السويس الجديدة،مؤكدا ان مشروع شرق التفريعة الجديد شرف لمصر كلها فهو يمثل قاطرة التنمية في مصر حيث ان الهدف منه زيادة الدخل القومي للبلاد وعدد السفن العابرة للقناة وزيادة حجم التجارة من ناحية، وخدمة هذه المنطقة التي يقع بها من ناحية اخري لانها ستخدم هذا المشروع حيث سيتم انشاء مشروعات صناعية ولوجيستية وصناعات مختلفة ومتوسطة واخري تكميلية، مشيرا الي ان هذه الصناعات ستتسبب في عملية جذب عدد كبير للسفن العابرة بعد مشروع قناة السويس الجديدة، وفيما يتعلق ببدء عمليات التكريك قال اللواء عطية انه يجري الان عمليات التفاوض مع تحالف الكراكات فيما تجري حاليا عمليات المسح البحري للموقع واماكن التكريك منذ يوم 7 اغسطس الجاري مشيرا الي انه لايوجد حفر جاف حيث ان التفريعة الجديدة تقع في مياه البحر المتوسط، ومن المنتظر ان تبدأ الكراكات عملها منتصف الشهر، مضيفا ان احدي الكراكات وصلت منذ عدة ايام إلي ميناء غرب بورسعيد وفي انتظار باقي الكراكات، واوضح ان القناة الجديدة هي عبارة قناة فرعية بطول 9.5 كيلو وبعمق 9 أمتار حاليا وسيتم تكريكها وتعميقها إلي 18.5 متر استعدادا لاستقبال السفن العملاقة وستستغرق فترة العمل بها مدة تتراوح مابين 6 إلي 7 أشهر بتكلفة متوقعة 40- 50 مليون جنيه. مدخل خاص واكد ان قناة شرق التفريعة ستكون « الرئة» التي سيتنفس منها ميناء شرق بورسعيد موضحا ان التفريعة الجديدة ستمثل المدخل الخاص للميناء امام السفن بعيدا عن مجري قناة السويس وبالتالي لن تكون هناك ساعات انتظار او عمليات تأخير للسفن،مما سينتج عنه تقليل نفقات النقل والرحلة بالنسبة لمالك السفينة، مؤكدا ان المردود الذي سيعود علي التفريعة الجديدة عقب انتهائها سيظهر اثره في اليوم الاول من العمل بها وهذا يعتبر نقطة جذب للسفن ولخطوط ملاحية جديدة لهذا الميناء التي يقع في افصل المواقع الاستراتيجية في مصر كما انه يقع علي الخطوط الرئيسية للملاحة العالمية الذي تقوم عليها اكثر من 60% من حجم التجارة العالمي..واوضح ان مساحة الميناء تبلغ 72 كيلو متر مربع وتوجد به شركة قناة السويس وهي شركة تتعامل مع عدد ضخم من الحاويات ويبلغ عددها في العام الواحد 3،6 مليون حاوية لذا نسعي ان تكون هناك اكثر من شركة لنقل الحاويات بخلاف انشاء ما يقرب من سبع محطات صب سائل وجاف وحبوب، كذلك محطات تداول حاويات وبضائع. المنطقة الصناعية وعن منطقة الظهير الصحراوي الواقعة خلف هذا الميناء فسيتم استغلالها في عمل منطقة صناعات مختلفة مثل صناعة تجميع سيارات وصناعة حاويات وملابس وصناعات خشبية، فضلا عن صناعات صغيرة ومتوسطة وانواع كثيرة من الصناعات الاخري كصناعة ترسانة لاصلاح السفن واخري لتخريد السفن وصناعة لعمل عمرات لها وايضا صناعات تكميلية، كل هذا الصناعات ستساهم في توفير نصف مليون فرصة عمل علي الاقل للشباب حتي قبل انطلاقها في العمل،وذلك من خلال الاستعانة بهم واشراكهم في عمليات الانشاء والتنفيذ، لذا والحديث علي لسان رئيس الهيئة يجب ان يكون لدينا ميناء محوري،حيث للاسف ان معدل انحراف مسار التجارة العالمي لهذا الميناء في الوقت الحالي يساوي صفرا، ولكن مع استغلال الارادة السياسية للدولة في تطوير منطقة محور قناة السويس سيمثل هذا الانجاز مصدرا رئيسيا للدخل القومي،حيث من المعروف ان ميناء واحدا فقط يرفع من اقتصاد دولة،اذن فكيف سيصبح الامر اذا تملكنا اكثر من ميناء في هذا الممر الملاحي؟ واكد اللواء عطية انه بانتهاء التفريعة الجديدة نتطلع إلي ان قفز ميناء شرق بورسعيد في التصنيف العالمي إلي افضل عشرة مواني علي مستوي العالم فيما يتعلق بتداول الحاويات بدلا من احتلاله حاليا المركز 37 في التصنيف العالمي. واستطرد ان هذه المنطقة والتي يتم تخطيطها من قبل الادارة الهندسية بالقوات المسلحة ستكون مجالا خصبا للاستثمار، مؤكدا بدء قيام اكبر خمس شركات في مصر بالعمل الان في المنطقة حيث تقوم بعمليات تجهيز لانشاء الارصفة الجديدة بالميناء وعمليات توسعته ومن هذه الشركات شركة بتروجيت والمقاولون العرب واوراسكوم، مشيرا الي انه يوجد بالمنطقة بعض مشروعات البنية التحتية للميناء ومن هذه المشروعات محطة كهرباء بطاقة 250 ميجا وات وسيتم الانتهاء منها في شهر اكتوبر القادم، وكذلك وجود طريق شرياني بطول 10 كيلو مترات واخر فرعي بطول 9 كيلومترات، بالاضافة إلي محطة معالجة الصرف الصحي بحجم 500متر مكعب وساحة شاحنات تتسع ل420 شاحنة و30 ثلاجة، كما ان المنطقة مجهزة ايضا بخط مياه وكهرباء وابراج اتصالات لاسلكية ومحطة تحلية المياه وخط سكة حديد بطول 7كيلو مترات وخطوط تليفونات، فضلا عن برج الارشاد الجديد للميناء. الشباك الواحد وعن الارصفة الجديدة بميناء شرق بورسعيد اوضح اللواء عطية انه تم انشاء رصيف بطول 1200متر وتقوم العمل من خلاله شركة قناة السويس للحاويات بنظام «p.o.t»،كما قامت الشركة ببناء رصيف جديد بطول 1200 متر علي حسابها الخاص وذلك بعد عمل تعديل للعقد المبرم معها عام 2007 مقابل اجراء مقاصة بين هيئة مواني بورسعيد والشركة بمبلغ 80 مليون دولار، ولكن الحديث علي لسان اللواء عطية لقد تعلمنا الدرس من العقود السابقة،حيث سيتم عمل عقود موحدة مع جميع الشركات التي سيتم التعامل معها بالميناء الجديد، ولن يكون هناك قد احتكار لاي احد، موضحا ان الرئيس السيسي اكد في احد لقاءاته انه لا ضرر ولا ضرار لأي مستثمر او الدول فالكل يفيد ويستفيد، مشيرا الي انه صدر الاسبوع الماضي قانونا بإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة وهي التي ستنظم وتدير جميع مشروعات محور تنمية قناة السويس بما فيها الموانئ الستة الواقعة علي القناة وهي موانئ شرق وغرب بورسعيد وموانئ السويس والسخنة والطور،علي ان يتم تطبيق النظام الالكتروني وكذا نظام الشباك الواحد لاستخراج التراخيص والاوراق الخاصة بالعمل مثل ما يتم تنفيذه بموانئ جبل علي وهونج كونج،مشيرا الي ان الاسعار التي سيتم تطبيقها ستكون تنافسية بين الشركات والخطوط الملاحية للمساهمة في جذب اكبر عدد من الخطوط الملاحية للعمل في هذه المنطقة.معلنا انه تم الترويج لهذه المشروعات والقناة الجديدة خلال مؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ، منوها انه سيتم الاعلان قريبا عن حوافز للمستثمرين لتشجيعهم علي اقامة المشروعات الاستثمارية بالمنطقة. ميناء غرب بورسعيد وعن ميناء غرب بورسعيد قال رئيس هيئة موانئ بورسعيد ان وزارة النقل بصدد اعداد خطة لتطوير هذا الميناء، حيث ان جميع الارصفة بالميناء تحتاج إلي تعميق الغاطس حتي تستقبل الاجيال الجديدة من السفن وتساير الموانئ العالمية، مشيرا الي ان العمق الحالي لهذه الارصفة يتراوح ما بين 5 إلي 7 امتار فضلا عن زيادة مساحاتها، واكد ان هناك مشروعات مقترحة لتطوير هذا الميناء منها رفع كفاءة شبكة المرافق الحالية ومد شبكة المرافق الكاملة للميناء، انشاء نظام مراقبة بالكاميرات تغطي الميناء بالكامل ومزودة بالليزر عالية الدقة من اجل مراقبة الحالة الامنية وسير العمل به، اعداد وتطوير الطريق الرئيسي الذي يصل طوله 3.23كم وعرضه 20 مترا وكذلك الطرق الفرعية بالميناء، تطوير الارصفة السبعة به مع تحويل ارصفة البترول إلي ارصفة الحاويات بطول 440 مترا وعمق 16 مترا وبمساحة خلفية 55 الف متر، بالاضافة إلي تطوير حوض الترسانة بطول ارصفة 510 أمتار وعمق 8 أمتار للخدمات البحرية وتطوير الارصفة السياحية بطول 300 متر وعمق 16 مترا وايضا عمليات التكريك.