زهور الياسمين داخل الجهاز الخاص بتحويلها إلى عجينة لا يخلو «الطيب» من «العيب» فهناك مشاكل كثيرة تعوق هذه الصناعة، وخاصة شكوي المزارع من استغلال اصحاب المصانع، والتي يرد عليها الصناع بشكوي اكبر وهي اتهام المزارع بغش الياسمين وخلطه بالمياه لزيادة الوزن، وهو ما يؤدي في النهاية إلي رفض شحنات التصدير من مصانع العطور في الخارج لعدم جودة العجائن. وفي قرية شبرا بلولة كانت هذه الرحلة التي نبدأها مع اشرف الشبراوي صاحب احد مصانع انتاج العطور الذي قال لنا ان القرية تشتهر بزراعة الياسمين حيث تتميز مصر بصناعة عجينة الياسمين والزيوت العطرية لأزهار البنفسج واللارنج واليوسفي والريحان والتي يتم تصديرها للدول الاوروبية من بينها فرنسا والمشهورة بالعطور واشار الشبراوي إلي ان موسم الياسمين يبدأ من 1 يونيو الجاري وحتي 30 ديسمبر القادم وموسم زهرة القرنفل يبدأ موسمها من 15 مايو وحتي 30 يونيو وكذلك زهرة البنفسج ويبدأ موسمها من 1 يونيو وحتي 30 ديسمبر وكذلك الحال في العطر ولبلوب اليوسفي والتي يستخرج منهما الزيوت. وعن مراحل صناعة عجينة الياسمين واستخلاص الزيت الخاص منها يقول «الشبراوي» ان البداية تكون عند استلام ازهار الياسمين من الفلاحين ووزنها وبعدها تدخل الازهار علي اوان نحاسية ليوضع عليها غاز الهيكسان الذي يعمل علي فصل الزهرة عن الزيت بمساعدة البخار الذي يضخ عليه ثم يتم تحويله لجهازين اخرين يعملان علي استخلاص الزيت الناتج عن الزهرة وفصله تماما عن الهيكسان واخيرا يتم دخول الزيت للمعمل لانتاج عجينة زيت الابسليوت الخاص بها واخيرا تأتي مرحلة المعمل الكيميائي والتي يتم فيها تحليل المنتج للتأكد من جودته.. وعن المشاكل يقول الشبراوي ان هناك مشكلة في توفير الايدي العاملة في زراعة الياسمين وتجميعه بالاضافة إلي عدم وعي الاهالي بالصناعة واهميتها وكذلك عدم تسليط الضوء علي هذه الصناعة برغم انها مصدر كبير من مصادر الدخل القومي. ومن جانبه يقول محمد السيد المسئول عن مجمع الياسمين بالقرية والذي يقوم بجمع ازهار الياسمين من المزارعين وتوريدها لاصحاب المصانع أن هناك معاناة شديدة بسبب قلة المقابل المادي الذي يحصل عليه الفلاح من اصحاب المصانع وهو ما يجعله يقوم بغشه وخلطه بالمياه كما حدث العام الماضي بعدما قامت المصانع بتحديد سعر الياسمين الناشف ب 20 جنيها والمبلوب ب 10 جنيهات.