الرئيس خلال مغادرته بودابست عائدا للقاهرة اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس جولته الاوربية التي شملت ألمانيا والمجر عائدا من بودابست الي القاهرة مباشرة بعد مباحثات ناجحة عقدها الرئيس مع رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان تناول خلالها قائدا البلدين مجمل العلاقات وسبل دفعها الي اطر ارحب من خلال تعزيز التعاون في كافة المجالات وعلي رأسها السياسية والاقتصادية والثقافية وأشاد الرئيس بتجربة المجر ودور رئيس الوزراء المجري في إحداث النهضة في بلاده وتجاوز أزمتها الاقتصادية، وهوالأمر الذي يساهم في منحنا الأمل في الارتقاء بالأوضاع الاقتصادية المصرية من خلال العمل الجاد والمتواصل حيث إننا في مصر نسابق الزمن من أجل تحقيق التنمية الشاملة في كافة المجالات. ومن جانبه اكد رئيس الوزراء المجري علي أن كل دولة لها خصوصيتها التي يتعين احترامها، ولا توجد نماذج ديمقراطية يتم فرضها علي كافة الدول، واضاف أن بلاده تقدر وتحترم الدين الاسلامي ولا تخلط بينه وبين أية ممارسات عنيفة ومغلوطة تُرتكب من قبل البعض. وأكد «أوربان» استعداد بلاده للتواصل والتعاون مع مصر في كافة المجالات، داعياً ممثلي مجتمع الأعمال المجري إلي أن يتجاوز هذا التعاون الابعاد الاقتصادية ويهدف إلي المساندة والمساهمة في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر. مذكرات تفاهم كما شهد السيسي واوربان التوقيع علي ثلاث مذكرات تفاهم للتعاون في عدة مجالات اولها مجال السكك الحديدية، وأخري في مجال التعاون الأمني. وأعقب ذلك مؤتمر صحفي مشترك للرئيس ورئيس الوزراء المجري الذي عاود التأكيد علي محورية دور مصر واهتمام بلاده بتعزيز علاقاتها الثنائية معها لتشهد آفاقاً أرحب ومجالات جديدة للتعاون مثل مجال الصحة وإدارة الموارد المائية وتقنيات إدارة المدن. وتوجه بعد ذلك الرئيس الي الجامعة المجرية الوطنية للعلوم الاجتماعية حيث تم منحه الدكتوراة الفخرية ليصبح بذلك اول شخصية سياسية يتم منحها هذا التكريم منذ انشاء هذه الجامعة العريقة في عام 1912 . وعقد الرئيس السيسي مساء امس الاول حوارا هاما مع لاسلوكوفير رئيس البرلمان المجري علي مأدبة عشاء أقامها كوفير تكريماً للرئيس . وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس البرلمان المجري رحب بالرئيس معتبراً أن زيارته للمجر تعد خطوة هامة وكبيرة في تاريخ العلاقت بين البلدين. كما أشاد «كوفير» بالجهود التي تبذلها مصر لتحقيق الاستقرار علي المستويين الداخلي والاقليمي، وهوالأمر الذي ينعكس إيجابا علي أوروبا. وأكد رئيس البرلمان المجري اهتمام بلاده بأمن واستقرار مصر ودعمها التام لجهودها لتحقيق التنمية الشاملة، منوهاً إلي استعداد بلاده لتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، ولاسيما مجالي التعليم والثقافة وكذا في المحافل الدولية. ورحب رئيس البرلمان المجري بالطلاب المصريين الدارسين في المجر.وأعرب «كوفير» عن أمله في دعم العلاقات البرلمانية بين البلدين، عقب انتخاب مجلس النواب المصري الجديد الذي سيساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار في مصر. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد علي العلاقات المتميزة بين البلدين، وما لمسه من تفاهم وتطابق في الرؤي حيال العديد من الموضوعات سواء علي الساحة الداخلية المصرية أوعلي الصعيد الاقليمي. الانتخابات البرلمانية وأشار الرئيس إلي أنه كان من المقرر أن يتم انتخاب مجلس النواب الجديد في مارس الماضي، إلا أن قرار المحكمة الدستورية بضرورة مراجعة قوانين الانتخابات أدي إلي تأجيلها. وأكد الرئيس علي إجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري تنفيذاً لبنود خارطة المستقبل، واِستكمال البناء المؤسسي والديمقراطي في مصر. وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس وجه الشكر رئيس البرلمان المجري علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والأجواء الايجابية التي تسود الزيارة وما أسفرت عنه المباحثات بين الجانبين من اتفاقيات وتوافق في الرؤي، وأكد علي الدور الثقافي والتاريخي للمجر، مؤكداً أن تلاقي الدوتين في هذا المنحي يزيد من مساحات التفاهم وييسر من تعزيز العلاقات الثنائية بينهما في كافة المجالات. واستهل الرئيس السيسي نشاطه في ثاني ايام الزيارة بإجراء حوار تليفزيوني مع التليفزيون الرسمي المجري أشاد خلاله بالعلاقات المصرية - المجرية المتميزة، مؤكداً علي الارادة السياسية لدعمها وتطويرها، ومنوها إلي أن الفترة القادمة ستشهد دفعة للتعاون بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، والثقافية والتعليمية والسياحية، كما تناول مجمل تطورات الاوضاع علي الساحتين الداخلية والاقليمية.. ومجموعة من القضايا المتعلقة بمستقبل العلاقات المصرية المجرية، وتطورات الأوضاع الداخلية في مصر، والتطورات الجارية في منطقة الشرق الاوسط.. واشار المتحدث الرسمي الي ان الرئيس السيسي استهل الحوار بالإعراب عن التقدير للمجر حكومة وشعبا، وتحدث عن النتائج التي خرج بها من زيارته للمجر والانطباعات الإيجابية التي لمسها من المسئولين الذين التقاهم، وما لمسه من مساندة لمصر في مختلف المجالات، خاصة في ظل خصوصية العلاقات بين البلدين. وتناول الحوار أهمية الدور المصري في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وشمال آفريقيا وحوض المتوسط، وانعكاسات ذلك علي الأمن والاستقرار الأوروبي، كما تناول الدور الذي يمكن أن تقوم به المجر داخل الاتحاد الأوروبي في دفع العلاقات مع مصر، وزيادة الاستثمارات والسياحة الأوربية في مصر، خاصة في ظل ما ستمثله قناك السويس الجديدة من أهمية في انطلاق دول الاتحاد الاوروبي إلي الأسواق العربية والأفريقية المجاورة. وتطرق الحوار إلي الإجراءات التي نفذتها الحكومة المصرية لتحسين بيئة الاستثمار ومكافحة الفساد وهوما تولي له مصر أهمية كبيرة، كما تطرق إلي إقامة توأمة بين مصر والمجر في مجال السياحة بحيث يمكن تبادل الأفواج السياحية، إلي جانب العمل علي زيادة السياح المجريين الي مصر. وردا علي سؤال من المحاور حول خطط الرئيس في المرحلة المقبلة، أكد عزم مصر علي إكمال خارطة المستقبل وإجراء الانتخابات النيابية، والعمل علي تحقيق العدالة الاجتماعية، وتلبية احتياجات الشعب المصري وتحسين أحواله المعيشية. أزمات المنطقة كما تناول الحوار الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وأهمية أن تعمل مصر مع شركائها الأوروبيين والخليجيين لمواجهة الإرهاب، وتطرق إلي القوة العربية المشتركة التي لقيت مساندة من الجامعة العربية، وأكد الرئيس أنها ليست موجهة ضد أحد ولكن يتمثل هدفها في تأمين مصالح الدول العربية. ثم توجه بعد ذلك الرئيس السيسي إلي ساحة الأبطال في بودابست، حيث قام بوضع أكليل من الزهور علي النصب التذكاري الرسمي، وذلك في إطار مراسم زيارة الدولة التي يجريها الرئيس إلي المجر. وفوجئ الرئيس عند وصوله الي ساحة الأبطال باحتشاد عدد كبير من أبناء الجالية المصرية، الذين اصطفوا في ساحة الأبطال للترحيب به، والذين قدموا من مختلف المدن المجرية والأوروبية، وتوجه اليهم لتحيتها بنفسه حيث التفوا حوله معربين عن سعادتهم بزيارته وتقديرهم لجهوده في تحسين اوضاع مصر داخليا وخارجيا كما حرصوا علي التقاط الصور معه، ومن جانبه وجه الرئيس لهم التحية والتقدير لحرصهم علي الحضور لتحيته خلال زيارته للمجر.. ليغادر السيسي عقب ذلك مباشرة الي مطار بودابست ليستقل طائرة الرئاسة عائدا الي ارض الوطن. واوضح المتحدث في تصريحات صحفية للوفد الاعلامي المرافق للرئيس خلال زيارته لبودابست ان الفترة القادمة ستشهد مزيدا من القوة والتطوير في عدد كبير من المجالات للتعاون بين مصر والمجر مشيرا الي مذكرات التفاهم التي تم توقيعها في مجالات السكك الحديدية واتفاق التعاون في المجالات الامنية وفي الايام القليلة القادمة سوف تنعقد لجنة مشتركة بين البلدين بالمجر كما سيتم طرح عدد آخر من المجالات التي سيتم تنفيذها لتنمية العلاقات بين الدولتين علي المستوي الثنائي.. اما علي المستوي متعدد الاطراف كان هناك تقدير كبيرمن الجانب المجري من مواقف مصر ورؤيتها للعديد من الموضوعات الخاصة في مصر والخاصة في منطقة الشرق الاوسط ولاشك ان هذا سوف ينعكس علي دعم المواقف المصرية في المحافل داخل الاتحاد الاوروبي وداخل المنظمات الدولية الاخري والدعم الذي استمعنا اليه في المنتدي الاقتصادي من جانب المجري سيكون له تاثير كبير في المرحلة المقبلة . اتفاق الرؤي اضاف : كان هناك اتفاق تام في الرؤي حول تأثير الازمة في ليبيا علي منطقة الشرق الاوسط وبالتالي علي امن اوروبا وكان واضح من حديث رئيس الوزراء المجري استيعابه لاهمية وضع حد للازمة التي تشهدها ليبيا. وحول ما اثاره رئيس الوزراء المجري خلال المؤتمر الصحفي عن التعاون العسكري بين البلدين خلال الفترة المقبلة اوضح المتحدث ان التعاون العسكري بين البلدين سيأتي علي محاور عديدة وسيكون ضمن منظومة كبيرة لزيادة التعاون في الكثير من المجالات الاخري وبالنسبة للعلاقات المصرية الاوربية وتأثير جولة الرئيس علي مساراتها، قال السفير علاء يوسف : لوتم متابعة المواقف علي مدي الشهور الماضية سوف نلمس تغيرا واضحا في المواقف الاوربية تجاة مصر وتحول كبير واصبحت معظم الاصوات التي نستمع لها تنادي بدعم مصر.