ما كل هذا الكره والحقد الدفين الذي يحمله أردوغان تركيا لمصر في قلبه؟ الرجل يقتله استقرار مصر، وانطلاقها نحو آفاق التنمية، فأصبح اشبه بمن اصابه مس من الجنون، فلا شيء يسيطر علي فكره الا مصر وما يحدث فيها، ونسي أنه رئيس دولة بها العديد من المشكلات والتحديات، فلا يراها ويرقب فقط كل ما يحدث في مصر سواء كان حدثاً كبيراً أو صغيراً. ولكن هل جماعة الإخوان مبرر لكل ما يفعله أردوغان, وهل تكون الجماعة مبرراً لحالة العمي التي اصابته، فلا يدرك حجم الجريمة التي يرتكبها في حق بلاده، بجعلها مأوي للإرهابيين من كل بقاع الأرض يفتح لهم أبواب بلاده ليعقدوا اجتماعاتهم التي يخططون فيها لتوجيه ضرباتهم الإرهابية الي مصر؟ أن الجرائم التي يرتكبها اردوغان في حق شعبه تؤكد أن ما يفعله لا يمكن ان يكون تعاطفا مع الإخوان، والأولي أن يتعاطف مع من يتعرضون من شعبه للظلم والإضطهاد وحالة الكبت والعصف بالرأي، أو أن يعترف بالجريمة التي أرتكبت في حق شعب الأرمن. فلم ولن يفعل أردوغان لأنه ليس كما يحاول أن يبدو حامي حقوق الانسان ولكنه يسير علي خطي راعية الأرهاب الأولي في العالم ترتكب المذابح وتقتل الأبرياء من البشر، في نفس الوقت الذي تعطف فيه علي كلب شارد أو قطة سقطت علي الطريق؟! سكوت المجتمع الدولي وخاصة أمريكا علي الجرائم التي يرتكبها أردوغان وتدخله في الشأن الداخلي لمصر، وتقديم المساعدة للإرهابيين لضرب استقرار مصر، لا يختلف عن الجريمة التي ترتكب في حق الشعب السوري بتقديم المساعدة الي الارهابيين الذين استولوا علي نصف دولة سوريا الشقيقة، ولا يختلف ايضاً عن الجريمة التي ترتكب فيحق دولة ليبيا، بمنع تسليح جيشها الوطني في مواجهة تنظيم داعش، الامر الذي أدي إلي سقوط مدينة سرت تخطيء أوروبا كثيراً بصمتها علي الجرائم التي ترتكب وتخطيء أكثر إذا توهمت أنها ستكون بمعزل عن الإرهاب.. سيدفعون الثمن باهظاً. مصر ماضية في طريقها بكل قوة، دون أن تستطيع أي جهة علي وجه الأرض من إعاقتها. دعاء أسأل الله أن يعطيكم أطيب ما في الدنيا «محبة الله»، وأن يريكم أحسن ما في الجنة «رؤية الله» ، وأن ينفعكم بأنفع الكتب «كتاب الله»، وأن يجمعكم بأبر الخلق «رسول الله» صلي الله عليه وآله وسلم .. اللهم في هذا الصباح اجعل لنا نصيبا في كل خير تقسمه، وفي كل نور تنشره، وفي كل رزق تبسطه، وفي كل ضر تكشفه، وفي كل بلاء ترفعه، اللهم كما ايقظت أعيننا من المنام ايقظ قلوبنا من الغفلات، وكما أنرت الكون بنور الصباح أنر حياتنا بنور الهداية، آمين.