أكد د.عبد المنعم فؤاد عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر أن اتهامات «إسلام بحيري» للتراث لا تستند لمنهج علمي وهو ناقل لشبهات المستشرقين وأقاويل الرافضة الشيعة وأن المسألة أكبر منه فهو مكلف من جهة خارجية للنيل من تراث الأمة وأن الأزهر لديه تفريغ كامل لحلقاته التي تؤكد تشكيكه في الثوابت الدينية وسبابه وشتمه للأئمة الأربعة حيث اتهمهم بأنهم سفلة وقتلة وقال عن الإمام أحمد بن حنبل :«تعالي ياحمادة» وعن ابن كثير «الكابتن بن كثير» وشدد علي أن الأزهر لا يحجر علي الآراء ورسالته هي البيان فقط وليس الإلزام ومن عليه الإلزام فقط هو ولي الأمر وأن الغرض من البيان هو تصحيح الأفهام والمحافظة علي البلاد والعباد وأنه رغم كل ذلك لا يكفر اسلام بحيري وليس لنا معركة معه وإنما مع فكره لمنع تضليل الناس والمحافظة علي الأمن الفكري للأمة».. بهذه الكلمات جاء رد د. عبد المنعم فؤاد عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين تعليقا علي جهود الأزهر في مواجهة الذين يهاجمون السنة النبوية وأئمة الحديث والصحابة. وكان هذا الحوار: ماذا تقول للذين يتهمون الأزهر بالتقصير في مواجهة من يروجون الشبهات حول السنة النبوية؟ الأزهر قدم شكوي لهيئة الاستثمار ضد فضائية «القاهرة والناس» والمذيع إسلام بحيري لتعمده تضليل الناس لأن ما يقوله ليس علما وهو مجرد ألفاظ جارحة وشتائم، فهو يقول عن التراث الإسلامي «تراث ملعون» وان الائمة الأربعة «سفلة» ويقول عن الإمام أحمد بن حنبل : «تعالي يا حمادة» ونحن لم نجد عالما لنواجهه ولكنه مجرد ناقل لصورة طبق الأصل لشبهات المستشرقين واقاويل الرافضة وأعداء الإسلام وكل هذا الكلام فنده علماء الإسلام وهو كلام ندرسه لطلابنا في كلية أصول الدين في مادة «الغزو الفكري» وهو يحوي الشبهة والرد عليها. لماذا تأخرتم في الرد علي هذا الكلام والشبهات لدرجة اتهام الأزهر بالغفلة؟ الأزهر لا يتسرع في أحكامه علي أحد وإنما يدعو للمواجهة الفكرية ينتظر ويتأني ولا تأخذه العزة بالإثم وفيما يتعلق بإسلام بحيري فقد انتظرنا حتي تأكدنا من سوء نيته ولدينا تفريغ كامل لحلقاته وسي ديهات تتضمن اساءاته وسيقدم تقريرا كاملا للإمام الأكبر عن ذلك،وقد فوجئنا بأنه ليس بعالم ولا باحث ،وإنما هو مكلف من جهة من الخارج،وقد تثبتنا من ذلك فالمسألة أكبر من إسلام بحيري فهو مجرد أداة ليس أكثر أرسل من أتباع جامعة ويلز ولذلك فهو لايحتاج إلي رد من الأزهر ولكن إلي ردع بالقانون وهو يحتاج إلي محاكمة تأديبية عن كل لفظ سب به علماء الأمة وعن كل الألفاظ التي سخر فيها من الصحابة والتابعين الذين نالوا السبق في العلم ونالوا الاحترام ويأتي اليوم رويبضة لا نعرف من أين نال علمه ليتحدث بألفاظ وأسلوب لا ينطق به أطفال الشوارع وتفتح له قناة ويعطي ما يعطي والأزهر ليس شيخ «خفر» يجري وراء الناس ولكنه ينتظر الدليل للتوضيح والتبيين . هل الإساءات مرصودة ولديكم الأدلة علي مايقوله إسلام بحيري؟ لك أن تتأمل كيف يتحدث فهو يقول عن الإمام ابن كثير مثلا: «الكابتن ابن كثير» ويتحدث عن ابن تيمية بقوله: «سفاك الدم» ويتحدث عن علماء الأزهر بقوله: «بتوع الحور العين» ويحاول نقض القرآن وعدم تقديسه فيقول: «إننا لا نقدس القرآن ونفهم النص بالطول والعرض عشان نعرف ، لا إذا ما حصلش علي الأقل ما نقدسهوش وإذا ما قدسنهوش يمكن أن ننقضه وهذه حالة كنا نحلم بها».. ويقول إسلام بحيري ساخرا عن الشهود الأربعة الذين ذكرهم القرآن الكريم في قوله تعالي: «فاستشهدوا عليهن أربعة منهم» فقال ولا 4 ولا نيلة، ويقول عن كتب التراث فيصفها بكتب النفايات البشرية وذلك في حلقة 14يناير الماضي وفي حلقة 23 مارس يقول «هذه الكتب التي نسميها كتب الدين كتب ملعونة» ثم يقول في حلقة 4 مارس 2015 «كتب التراث هي المعون الأصلي والمصدر الرئيسي لكل إرهاب،وكتب التراث هي الإرهاب والقرون الثلاثة الأولي هي القتل والإرهاب والدموية ثم قال في 2 سبتمبر 2014 الدين منتج بشري ومعني ذلك ثم يقول في 11 فيراير 2015 «كتب الفقه أتت بجديد لا علاقة له بالنص ،ثم قال عن علامات يوم القيامة التي جاءت في المصادرفي حلقة 23 فبراير 2015»يقولون بالعلامات الموجودة بالكتب ليوم القيامة نكون عارفين موعدها إيه العبط ده»..ثم قال في 19 يناير 2015 «في صلح الحديبية يقول الرسول إن من كفر أحسن يروح في داهية» ثم قال في مقطع نشر له 30 مارس 2015 «أنا كفيل بفضح الأئمة الأربعة السفلة.والمفروض أن تتقطع أيديهم وأرجلهم،وإذا ماتوا نجيب الكتب ونحرقها وندفنها ومايبقلهاش أثر..ده اللي أنا بافهمه ..دول مش سفلة دول قتلة ودول الخوارج والمتطرفين والإرهابيين ثم تحدث عن المولي تعالي في إحدي الحلقات وقال: ما كانش يتخيل هذا العمل اللي يعمله علماء التراث. ما خطورة هذا الكلام الذي يردده إسلام بحيري؟ هو لا يكتفي بذلك رغم ما عليه من خطورة واضحة وإنما يدعو للإلحاد ويزينه للناس وهذا نص ما قاله في 19 يناير 2015 «خطوة بخطوة يعني في هدم التراث وبمساعدتكم،وبتقبل الدوائر العليا في الدولة المصرية وعندي وقائع وهناك تحرك حاصل،عايزين دين علي مزاجنا» ثم يقول في 23 سبتمبر 2014 «بعد ذلك هدم التراث سنكون قد تحررنا من كل القيود التي فرضت علينا خلال الالف سنة الماضية وسنبدأ علي نظيف وسيصبح كل شئ مباحا كما هو مبدأنا». ثم يقول في 25 فبراير 2015» كلما بنخرج بره تبقي مستريح ومافيش حاجة خالص علشان كده لما تيجي سيرة أصدقائنا الملحدين يبقي حقهم». ثم يقول في 21 ديسمبر 2014 «أقول للتيارات الممتعضة من برنامجي أنا سوف أقدم برنامجي بشكل مؤسسي مع الدولة وسوف أعمل مشروعي مع د. جابر عصفور من الإسكندرية إلي أسوان وإلي حلايب وشلاتين ومن رفح لمرسي مطروح فلن نترك قرية أو نجعا إلا وأذهب إليه بنفسي ولن نكتفي بالبرنامج وبعد ذلك سأتواصل بمؤسستي مع الناس في الوطن العربي وسوف نقدم للاعضاء الذين سيصبحون أغلبية في مجالس الشعب وغيرها وسوف نفرض قوانين». وبعد احتقاره للتراث وللأئمة المسلمين وزعمه أن الفقهاء كلامهم عبيط وبعد سخريته من الإمام أحمد بن حنبل بقوله «تعالي يا حمادة» وغير ذلك نراه يمجد أوروبا في المقابل في حلقة 4 مارس 2015 يقول: «أوروبا سلم الله يدها قضت علي الخلافة كلها « وفي حلقة أخري يقول «قضت علي الخلافة كلها وعلي كل خليفة» وفي حلقة 23 ديسمبر 2014 يقول» الممالك السوداء اللي اسمها الخلافة لعنة الله علي الخلافة». ويوضح د. عبد المنعم فؤاد: معلوم أن الخلافة تولاها أبو بكر الصديق ومن بعده من الأفاضل . ويضيف :إسلام يقول عن أئمة السنة هم يعتبرون أن الرافضي يعني كل الشيعة ..كده حنقتل كل الشيعة..يعني دين عظيم وأئمة كبار بس أئمة الشيطان ..الشيطان نفسه يتعلم منهم تبقي سفاح ودموي ورئيس عصابة» ويتحدث عن ابن تيمية في 17 مارس 2015 «مفتي الدم..سفاح الدم الكون ابن تيمية». كعلماء في الأزهر ما الذي تستدلون عليه في كلام إسلام بحيري؟ هو لا يقول علما وإنما يغذي برنامجه في كل حلقة بالسباب والشتم وهو لا يوقر أحدا ويقول عن علماء الأزهر: «أكذب الناس هم الحاليين قاعدين في التكييف ومتجوزين يقصد متزوجين 500 واحدة مش بس السلفيين الأزهريين هو مفيش غير الأزهر» ويقول: «ردوا علي صفحة من دول بدلا من التجريح طبعا متعرفوش لأنكم جبناء أنا مش عاوز عالم يرد أنا عاوز راجل يرد راجل فيه رجولة ثم يقول « أفسد ناس أنتم وأجدادكم « يقصد بالأجداد العلماء السابقين» واللي أنا حطمت اسطورتهم في برنامج واحد في 7 شهور . يقال إن الأزهر ضد حرية الرأي والتعبير ما ردكم؟ الأزهر صاحب رسالة وهي الدفاع عن الإسلام ورد الشبهات ولا نتهم أحدا إلا بعد استماع وليس تكفيرا ولا حجرا علي الآراء وإنما لتصحيح الأفهام للمحافظة علي البلاد والعباد ونزاعنا ليس مع الأستاذ إسلام بحيري..ليس مع شخصه وإنما مع فكره الذي خرج به علي الهواء وقد نصحناه في أكثر من مقال ولقاء ولكنه لم يقبل وكان لابد من المواجهة لأن هذا واجب علينا رسالة التبيان وليس الإلزام حيث يقول تعالي: «لتبين للناس ما نزل إليهم» ويقول «إن عليك إلا البلاغ» ولدينا اللجان العلمية التي ترصد وتفند وترد أما الإلزام فهو لمن عليه مسئولية تأمين البلاد فكريا ووطنيا وعقديا واقتصاديا واجتماعيا وهو ولي الأمر من أجل تأمين البلاد..ولذلك كانت مواجهتنا لأفكار بحيري ولا نحكم عليه بكفر أبدا،بل نقول قد يكون قد اجتهد فأخطا وعلي القضاء أن يقول كلمته وما جعل الأزهر يتقدم بشكوي لهيئة الاستثمار المسئولة عن القنوات الفضائية هو واجبه ورسالته في المحافظة علي عقائد وأفكار 90% من أبناء الأمة الإسلامية ولذلك يثق العالم في الازهر وترسل 112 دولة أبناءها ليتعلموا في الأزهرينهلون من مذهبه الوسطي المستمد من الإسلام ويشربون من مائه الفكري العذب الزلال. لماذا لا يظهر علماء الأزهر في الفضائيات للرد علي الشبهات أولا باول؟ نرجو من الإعلام أن يسمح لنا بتفنيد الشبهات التي تثار ويعطي مساحة للعلماء المعتبرين ونتمني من الإعلام أن يشارك في بناء الفكر الوسطي ولا يدع كل من هب ودب من أمثال الشيخ كذا خطيب كذا ومن أمثال المستشار المحكم الدولي ولا ندري أين حكم؟ ومن أمثال الذين يعتمدون الشعر والزي والملابس دون الاعتماد علي العلم والفهم الصحيح ..وفضيلة الإمام الأكبر يهتم بالامر كثيرا ولا يغلق أبوابه أمام أحد وساعة أن يسمع بالشبهات التي تثار تري الحزن في عينيه . ما نظرة الأزهر لتجديد الخطاب الديني؟ مواجهة التحديات التي تواجه مصر وأن نقف جميعا لبناء الوطن في فكر يجمع بين التراث والمعاصرة ويتفاعل مع الناس والشباب في المنتديات والمساجد والمقاهي و الأندية ويقتحم كل القضايا بعلاج وسطي يبين للناس أن التراث سمح ويجب أن نظهر هذا الوجه السمح وأن نبين ثقافة التعاون علي البر والتقوي وأن نظهر خطابا يثبت أن التراث ليس عبئا علي الأمة وإنما هو «دينامو» محرك للفكر وفيه الرأي والرأي الآخر فكتب التراث تقوم علي التحاور لا التصادم . كثيرون يتهمون التراث بأنه مصدر الاختلاف والإرهاب وعدم التسامح مع الآخر؟ علي العكس من يتأمل يجد أن التراث ثقافات رائعة علمنا إياها الإسلام وعلماء الأمة وهو ما يجب ان نركز عليه..لا يوجد في التراث إرهاب أو ثقافة إرهاب لم يرد عليها علماء الامة وجمهور العلماء الذين علمونا ما جاء في كتاب الله تعالي الذي يقول: «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة» وعلمونا ثقافة النبي حيث يقول عليه الصلاة والسلام: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، بل في هذا التراث ما يثبت أن علماء الإسلام لم يقبلوا بالإفراج عن أسري المسلمين دون أسري أهل الكتاب وأبن تيمية لم يقبل في عهد التتار بالإفراج عن أسري المسلمين فقط. وقال«إخواننا من أهل الكتاب أولا فعهدنا معهم أن لهم مالنا وعليهم ما علينا»..وتراثنا يعلمنا أن سيدنا عمرو بن العاص عندما جاء إلي مصر بني مسجده بجوار كنيسة مار جرجس ومع أنه الفاتح إلا أنه لم يهدم الكنيسة وإنما بحث عن بطريرك المسيحيين الذي نفاه الروم وأفرج عنه وأكرمه..والتراث يعلمنا أن المسيحي هو أخو المسلم وأن الناس إخوة في الإنسانية.