غريب أمر الحكومة لاتملك المبادرة.. ولا الحس الشعبي.. وتعاند مواطنيها.. وتتمسك بتطبيق قرارات وقوانين قديمة حتي ولو كان هناك إجماع من الرأي العام علي رفضها! كعادتها ومثلما يحدث كل عام فرضت علينا التوقيت الصيفي. والآن مع قدوم شهر رمضان قررت عودة التوقيت الشتوي في 11 اغسطس الحالي وتأخير الساعة.. ثم استئناف العمل بالتوقيت الصيفي مرة اخري من تاريخ 01سبتبمر حتي نهاية الشهر! الحكومة مازالت تتجاهل المشاكل التي تسببها عملية تقديم الساعة وتأخيرها من ارتباك في الاعمال.. ومشاكل في التشغيل وخاصة في العديد من الجهات التي تتأثر بها كحركة الطيران والسفر بانواعه.. وكذا مواعيد العمل في الادارات العامة والخاصة وجميع قطاعات الدولة لان كل شيء مرتبط بالتوقيت! الحكومة ربما لاتعلم ايضا ان اغلب الدول التي ابتدعت هذا النظام ألغته نتيجة عدم جدواه.. وان خبراء الطاقة في بلدنا أكدوا عدم فاعليته في ترشيد استخدام الكهرباء لان مصر المحروسة منورة 42 ساعة.. نتيجة استمرار العمل في المحال التجارية والسياحية ودور المسرح والسينما حتي فجر اليوم التالي! فلماذا تتحدي الحكومة رعاياها.. وتتمسك بالتوقيت الصيفي رغم أنف الجميع؟!
الآن.. وبعد ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة.. وانقطاع التيار الكهربائي لفترات في اغلب المناطق.. وعجز الوزارة المسئولة عن مواجهة زيادة معدلات الاستهلاك وخاصة في اوقات الذروة.. اصبحت الحكومة في موقف صعب وبمثابة من صعقه تيار الكهرباء! وزير كهرباء الحكومة واجه الازمة منددا بسلوك المواطن وجهله بالترشيد.. واتهم الجميع بالتسبب في ارتفاع الاستهلاك خلال فترات الذروة التي تستمر من الثامنة صباحا وحتي العاشرة مساء.. مؤكدا أننا نحتاج خلالها الي ثلاثة آلاف ميجاوات تعادل ضعف الطاقة المنتجة من السد العالي لمواجهة هذه المشكلة.. الوزير أبدي غضبه من وجود ثلاثة ملايين جهاز تكييف في المنازل.. يزيد استهلاكها للكهرباء عن الاستهلاك الصناعي خلافا لما هو موجود في كل دول العالم! لذا فان الحكومة تضامنا مع وزيرها.. وبعدما صعقها التيار الكهربائي تدرس الآن عدة خيارات منها زيادة اسعار الكهرباء لاصحاب الشرائح الاعلي استهلاكا.. ثم تخفيض الانارة ليلا في الاماكن العامة.. ووضع قيود علي تعليق الزينات الكهربائية المعتادة في شهر رمضان وفرض عقوبات علي أصحابها! ربما الاهم هو العودة الي التفكير في تطبيق القرار القديم الخاص بالاغلاق المبكر للمحال التجارية ودور السينما والمسرح لتوفير الطاقة الكهربائية المهدرة علي مدار 42 ساعة يوميا. يأتي سؤال مهم ويحتاج الي اجابة وتوضيح من وزير الكهرباء الذي يبدو لنا منزعجا من المشكلة.. هناك دراسات علمية اكدت علي تغير المناخ.. وارتفاع حرارة الجو بمعدلات غير مسبوقة.. فلماذا تجاهلها المسئولون عن الكهرباء.. ولم يتم التوسع في انشاء محطات كهرباء جديدة تواجه حجم ومعدلات الاستهلاك المتزايد بسبب كثافة أجهزة التكييف.. وانقلاب احوال الجو وانفلات درجات الحرارة؟!