يبدو أن مشروع القوة العربية المشتركة التي طالب بها الرئيس عبدالفتاح السيسي أصبحت واقعا ملموسا علي الأرض بعد تضامن 10 دول عربية في ارسال قوات عسكرية إلي اليمن لانقاذها من الحوثيين وإعادة الشرعية إلي البلاد. الخبراء الاستراتيجيون أكدوا هذه الخطوة تشير إلي تكاتف الدول العربية معا وتؤكد اهمية التدخل العسكري كخيار وحيد لوقف تقدم الحوثيين نحو مقر الرئيس الشرعي لليمن المؤقت في عدن واجبارهم علي العودة إلي طاولة المفاوضات. أشار اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية السابق الي ان دولة اليمن تعتبر العمق الاستراتيجي لمعظم الدول العربية حيث انها لها حدود مع دولة السعودية , وفي الآونة الاخيرة تزايدت اعمال الاقتتال بين قوات الجيش وبين الحوثيين وهو ما جعل الحوثيين علي مشارف عدن , خطرهم يزداد يوما بعد يوم , حيث انهم يهدفون الي السيطرة علي اليمن لصالح دعم النفوذ الايراني لانها تهدف الي الهيمنة علي دول الخليج وبالتالي تحقيق السيطرة الكاملة علي منطقة الشرق الاوسط . وقال ما يحدث الان هو نتيجة لتنامي الخطر المحدق للحوثيين والذين لهم اتصال وثيق بالامن القومي وان دولة ايران وراء تقوية الحوثيين وهو ما يستكمل حلقات النفوذ الايراني داخل سوريا والعراق وهذا ما يجعل الخطر الايراني يتزايد علي المنطقة العربية وعلي دول الشرق الاوسط اجمع , واصبح الان الخطر الحوثي في تزايد مستمر وهو تهديد لكل الدول العربية بما فيهم السعودية ومصر والدول الكبري جميعا وهي تعتبر الخطوط الحمراء لاستقرار المنطقة العربية وهو ما يؤكد ان الامن القومي المصري هو اساس الامن القومي العربي . واكد ان الحل العسكري لا مفر منه لوقف الخطر الايراني والعودة الي مائدة المفاوضات علي المستوي الدولي والاقليمي, كما انه لابد من تقديم الدعم اللوجيستي والمعلوماتي للقوات العربية هناك , ومن هنا اعلنت مصر استعدادها لوضع الامكانيات الحربية والجوية للمشاركة علي جميع المستويات في التدخل لانقاذ اليمن . واكد اللواء سامح ابو هشيمة الخبير الامني ان المشاركة في التدخل العسكري في اليمن جاء بناء علي طلب من الحكومة الشرعية اليمنية المتمثلة في عبد رب هادي منصور , وذلك نتيجة الصراع الدائر في المنطقة , والذي يستهدف تفتيت الارادة العربية لمصر ولدول الشرق الاوسط بأكملها , وهو ما يستوجب التحالف الشعبي العربي لمنع التوسع الشيعي الذي تسعي اليه قوات الحوثيين في اليمن والتي تهدف الي توسيع نفوذها في الوطن العربي ونشر الفكر الشيعي . كما انه لابد وان يكون هناك ارادة سياسية شعبية عربية لمجابهة المشاكل العربية الداخلية وهذا ما لاقي تأييدا من المجتمع الدولي لان اعترافهم بان ما يحدث في اليمن في الوقت الراهن من خروج علي الشرعية ماهو الا شهادة رسمية وتأييد مطلق لاي تحرك عربي تجاه الحوثيين , ووقف المد الشيعي في الدول العربية يعد من اهم القضايا التي ستكون محط اهتمام وانظار العالم اجمع . كما أكد اللواء مجدي بسيوني خبير عسكري ان التاريخ شهد علي وجود العديد من الاتفاقيات السابقة بين الدول العربية ولكنها كانت للأسف مجرد حبر علي ورق و لم يحدث فيها أي تفعيل ،و لكن الوضع هذه المرة مختلف كليا فعندما أستشعر العرب ان الارهاب أصبح يمثل خطورة بالغة عليهم و ان الهدف الرئيسي هو محاولة تفتيت دول المنطقة قائم بالفعل قرروا التكاتف و قد تم ذلك بمنتهي السرعة. ويقول اللواء ممدوح عبد السلام خبير أمني الوضع في اليمن حاليا ما هو الا مجرد تنفيذ للمخطط الامريكي في المنطقة و الذي يهدف الي اضعاف كل الدول المحيطة من أجل ان تصبح اسرائيل القوي الأقوي في المنطقة وكل ذلك من خلال ايران بالتنسيق مع الاستخبارات الامريكية للسيطرة علي مضيق باب المندب لتكون الخطوة التالية هو تفكيك باقي الدول ومحاولة اسقاط مصر باعتبارها اقوي دول المنطقة.