«الضنا غال».. يضحي له بما هو أغلي من الذهب.. تتنازل عن رغباتك وسعادتك في سبيل اسعاد فلذة أكبادك.. تخرجها من فمك لتعطيها لابنائك.. لا يغمض جفنك حتي يناموا.. هكذا كان لسان حال الامهات المثاليات بعد تكريمهن لصبرهن في تربية أبنائهن رغم قوة المعيشة والسواد الحالك الذي يفرضه الزمان.. حكايات وحكايات تقشعر لها الابدان وتضرب مثالا في العطاء ترويها الامهات المثاليات في عيدهن الذي نحتفل به مرة كل 365 يوما! هاهي صيصة.. تفوز بجائزة المرأة المعيلة علي مستوي الصعيد.. اطلقوا عليها الخنساء.. وهبت حياتها لابنتها هدي بعد وفاة زوجها.. كانت انذاك تحمل صيصة ابنتها هدي بين احشائها لتأتي الفتاة الي الدنيا وهي حاملة لقب اليتمية.. أغلقت جميع الطرق في وجه امهم الصامدة، فكان القرار الصعب.. ارتدت «صيصة» ملابس الرجال وتنكرت في زي الجلباب الصوف والشال والطاقية، واقتحمت مجال المعمار.. منذ 42 عاما ولاتزال صيصة تعمل في صناعة الطوب داخل مقابر القرية تارة، وفي حمل «الاسمنت» علي كتفيها تارة أخري.. أكدت حيصة ان العمل شاق ولكن حفظ كرامتي اغناني عن السؤال.. خيط المثالية كان موجودا ايضا لدي الحاجة «سرية» ابنة المنوفية التي فازت بلقب الام المثالية علي مستوي المحافظة.. مات زوجها وترك 3 من الابناء، تحملت صعوبات الحياة لتري ثمرة جهدها في النهاية.. الابنة الكبري «اميرة» مدرس مساعد بكلية الطب جامعة المنوفية، عبدالمنعم الشقيقة الاصغر يعمل طبيبا بمستشفي القصر العيني، هنادي الشقيق الثالثة عضو هيئة تدريس بكلية الطب جامعة المنوفية، ومازالت الحاجة سرية تواصل عطاءها. العطاء كان موجودا ايضا لدي سميحة الفائزة بلقب الام المثالية علي مستوي محافظة بني سويف، توفي زوجها وترك لها 2 من ذوي الاحتياجات الخاصة «أصماء» فضلا عن البنت الوحيدة هدي.. عكفت علي تربيتهم حتي استطاعت تعليمهم ومساعدتهم في الزواج.. ابناؤها يحملون لها الجميل ورغم فوزها بالام المثالية لا يرون انها اخذت حقها. أم محمد.. امرأة ب1000 رجل.. فازت بالمثالية علي مستوي الغربية، توفي زوجها وترك 5 من الابناء.. واصلت الليل بالنهار في تربية ابنائها معتمدة علي معاش ضئيل.. وبالفعل صار ابناؤها خيرة شباب مدينة كفر الزيات وهم جميعهم اولاد.. ولانها تعشق البنات تبنت رانيا وندي، وربتهما مع «الصبيان» بمرتب 75 جنيها، وجاء رد الجميل من الاولاد بزيارة الام لبيت الله، ولا تزال «أم محمد» تضرب أمثلة في العطاء.. فيما فازت سامية عبدالواحد بالمركز السادس بعد تربية 3 فتيات بعد وفاة زوجها.