مثل كل شيء يسقط وينهار في بلادنا , تنهار اللغة العربية وتسقط في هاوية بسرعة الصاروخ. لو كنا ناجحين في كل المجالات مثلما نجحنا في إسقاط لغتنا ،هويتنا لبلغنا في المجد عنان السماء. كتبت كثيرا عن هذا الانهيار ولكن لا حياة لمن أنادي. صدق الشاعر عمرو بن معد يكرب الذي قال : لقد أسمعت لو ناديت حيا.. لكن لا حياة لمن تنادي.. فنارك لو نفخت بها أنارت لكنك تنفخ في رماد. فعلا لقد مات مجمع اللغة العربية وتفرغ أعضاؤه لأمور غير اللغة وإحياء الميت منها وتقوية القائم ومواكبة السرعة اللامتناهية في مجال الكلمات والعبارات الجديدة. ليت الأمر يقتصر علي العوام أو أنصاف المتعلمين , لكن نشرت الصحف مؤخرا أن وزير الإسكان وهو ممثل رسمي للحكومة بل أحد المحسوبين بقوة علي رئيس الوزراء تفقد مع السفير السعودي مشروع « سيكون نايل تاورز «.. !! وهو أحد الفنادق الجديدة. عجزت عن « بلع « اسم المشروع ولم أفهم مقدار خردلة : لماذا تقيم مصر والسعودية مشروعا مشتركا وهما دولتان عربيتان كبريان وإن كانا الدولتين الأكبر فعلا , لماذا تقيمان مشروعا علي أرض الكنانة مصاغ اسمه بلغة أخري غير العربية؟..!!. عجزت عن مغزي الأمر. هل لأنه فندق ورواده من الخواجات جعلنا نتغاضي عن لغتنا، هويتنا فأطلقنا عليه هذا الاسم ؟. هل هي «الموضة» التي جعلت صاحب محل عصير القصب يسمي محله «سيتي درنك»؟ هل هي الموضة التي جعلت كل المشروعات العقارية الجديدة لها أسماء أجنبية ؟. أعتب علي السفير السعودي بعد أن يئست من مخاطبة الحكومة المصرية , أعتب عليه لأن السعودية منشأ العروبة ومهد الإسلام ومع ذلك انساقت لطريقة الحكومة المصرية الواعية جدا وانزلقت إلي هذه المخالفة الحضارية. هل مات كل من يهتم باللغة والهوية ؟.