مصطفي بكير شخصية غير عادية.. متعدد المواهب لدرجة يمكن معها وصفه بمهندس الفن والرياضة.. فعلي مدار 74 عاما كان نموذجا في العطاء وتسخير مواهبه.. فهو أول سيناوي يتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1966 وكان مشروع البكالوريوس «بادية سيناء والبيئة السيناوية». عمل مديرا للعلاقات العامة ومستشارا إعلاميا لمحافظة شمال سيناء لمدة 34 عاما.. وأسس أول ناد رياضي بعد جلاء الاحتلال الإسرائيلي عن مدينة العريش في أعقاب انتصارات مصر في حرب أكتوبر المجيدة.. كانت مشكلة الفنان التشكيلي مع اتحاد الكرة طوال السنوات الماضية عدم وضع اللعبة الشعبية علي خريطته بحيث يسمح بتواجدها بين الكبار من حيث الدعم المالي أو وضعها في مجموعة تراعي ظروف البلد وحداثة عهد اللعبة بها إلي أن جاءت الفرصة في أعقاب ثورة يناير ليشارك في دوري القسم الثاني مع منطقة القناة. ولأن المنافسة غير متكافئة بسبب الظروف سالفة الذكر فقد هبط الفريق إلي الدرجة الثانية.. المهندس مصطفي بكير هو رمز للفن السيناوي.. ترجم عشقه لبلده في لوحات مختلفة ومازال قادرا علي العطاء رغم ظروفه الصحية وسيقيم معرضا للوحاته في دار الأوبرا المصرية من 18 إلي 28 مايو ليكون أول فنان سيناوي يحظي بهذا الشرف حيث تستضيف قاعة صلاح طاهر المعرض الذي يضم مائة لوحة ويفتحه وزيرا الثقافة والشباب والرياضة.. حصل علي العديد من الجوائز المختلفة والعربية والدولية خاصة لوحته الشهيرة «موناليزا سيناء» التي عرضت بمتحف برلين الدولي.. ولوحة أخري باسم «سيناء أرض السلام» موضوعة باسم مصر في هيئة الأممالمتحدة، وكان كوفي عنان سكرتير عام الأممالمتحدة قد حضر خصيصا ليتسلمها بمدينة العريش.. بكير فنان شامل فهو يجيد استخدام الفرشاة في الرسم التشكيلي والقلم في كتابة المقالات في صحيفة «الأخبار» وتتركز مقالاته حول سيناء بما تملكه من كنوز لم تستغل حتي الآن وهو دائم الحديث عنها وسجل هذا الحب والعشق في لوحاته وعددها ألفا الوحة.. وشارك في 45 معرضا منها 9 معارض دولية. وفي كتاب «عاشق سيناء» الذي أصدرته «أخبار اليوم» تقديرا لعطائه وحصوله علي العديد من أوجه التكريم علي كافة المستويات.. ولقب بأمير الفن السيناوي باعتبار أن لوحاته تفيض عشقا في الوطن.. كما يسمونه عميد الرياضة السيناوية لدرجة أنه يفوز برئاسة نادي نجمة سيناء بالتزكية لعدم دخول أحد لمنافسته علي هذا المقعد وإن لجأ إلي الاستقالة أكثر من مرة اعتراضا علي تجاهل المحافظة واتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة للنادي الذي يمثل شمال وربما جنوبسيناء باعتباره الأكبر في سيناء كلها وتحمل اسم ارفع وسام عسكري حصل عليه أبطال سيناء بعد انتصارات أكتوبر. مارس مصطفي بكير رياضة كرة السلة وتنس الطاولة في المرحلة الثانوية.. ثم تركز نشاطه الرياضي علي إنشاء أول ناد رياضي بمعني الكلمة يمجد اسم تاريخ العسكرية المصرية في عام 1980 بعد زوال آخر جندي إسرائيلي عن مدينة العريش ورفع العلم المصري علي صواريها.. ورغم شح الموارد يشمل النادي العديد من الرياضات يمارسها حوالي 500لاعب ولاعبة من مختلف الأعمار في ألعاب القوي وكمال الأجسام والكرة الطائرة والسلة وتنس الطاولة بخلاف كرة القدم.. ومن حسن الطالع أن يقام مسجد يحمل نفس الاسم علي أسوار النادي يسع لحوالي ألف مصل يعتبر أحد المعالم السياحية لمدينة العريش بما يملكه من فنون العمارة الحديثة.