لولا الاداء الرفيع، المتقدم للمتحدث العسكري للجيش العميد محمد سمير، ولتحويله المهمة الي مؤسسة تتبع أحدث اساليب العصر في التواصل مع الجمهور ولا تكتفي بإصدار البيانات وتأدية الواجب، لولا هذا الاداء ما شعر الشعب بمعركة شرسة تجري في سيناء، لها خصائص تختلف تماماً عن كافة الحروب التي خاضها الجيش في تاريخه القديم والحديث، يضاف الي ذلك تعدد مصادر الخطر. لم يعد الشرق وحده إنما أصبح التهديد من الغرب والجنوب أيضاً، وقد يصدر عن الشمال أيضاً إذا ما تصاعدت حدة الصراع مع تركيا التي تتدخل مخابراتها عمليا في سيناء وفي ليبيا الآن. يبقي احتمال الصدام وارداً عبر البحر مع استمرار السياسة الخرقاء للرئيس الإخواني أردوغان، وضع لم يعرفه الوطن في تاريخه. من هنا ضرورة ادراك حجم الجهد الهائل الذي يتحمله الجيش الآن عصب الدولة وأساس الوجود في التاريخ والجغرافيا، جهد المتحدث العسكري المتنوع يسد الفراغ الناتج عن غياب إعلام الدولة الذي ترتب علي الدستور الموسوي الذي يجب إعادة النظر فيه طال الوقت ام قصر، الدولة الآن بلا عقل إعلامي، بلا مركز يعبر عن سياساتها ويوضح مواقفها، الجيش يحارب معركة مصيرية في ظروف استثنائية وباستثناء جهد المتحدث العسكري لا يوجد ظهير إعلامي له ولا ثقافي. الغياب الاعلامي يتضح في عدم وجود مراسلين حربيين مقيمين في سيناء سواء للصحف او قنوات التليفزيون، حتي الآن الثقافة غائبة تماماً لان الوزير الحالي بعد ثمانية شهور من وجوده مشغول بالعزل والتولية ومعاركه الصغيرة وتغييب قضايا الوطن الأساسية عن أولوياته ضيقة الافق، حتي الآن لم يقم بزيارة علي رأس وفد من المثقفين والفنانين الي رفح والشيخ زويد، في حربي الاستنزاف وأكتوبر كان تواجد المبدعين في الخطوط الامامية جزءا من الواقع اليومي، نتيجة المعركة التي يخوضها الجيش ببسالة في سيناء ستحدد مصير الوطن وجميع عناصره لقرون عديدة وفي المقدمة الثقافة، لنا ان نتخيل لو استمر الحكم الإخواني، لو تمكن الارهابيون من آثار مصر وتراثها الذي يمثل ستين في المائة من تراث البشرية. لذلك لا أبالغ إذا قلت إن غياب إعلام الدولة ووجود وزير ثقافة متخاذل. يخدم الارهاب ويقويه، في الوقت الذي يتسابق فيه ضباط وجنود الجيش والشرطة في سيناء، خاصة بعد الهجمات الارهابية الكبري، يغيب الاعلام ومن يمثلون الروح عن مواقع الحرب، المتحدث العسكري أصدر أول مارس الحالي تقريراً عاماً عن جهود الجيش خلال فبراير، وقد حفل بوقائع دقيقة عما جري في العريش ورفح والشيخ زويد، ويجيء هذا التقرير الشامل بعد قرار الرئيس بإسناد قيادة موحدة لسيناء تضم قوات الجيشين الثاني والثالث. وتعيين قائد واحد مطلق الصلاحيات، وقد تمت ترقيته الي رتبة فريق، اثر هذا القرار يظهر واضحاً في البيان الشامل للمتحدث العسكري، واضح ان الجيش استوعب طبيعة القتال الجاري في سيناء واستخلص الدروس، يتضح ذلك من عمليات إجهاض هجمات ارهابية من خلال كمائن قوية كما حدث في الشيخ زويد عندما هوجمت إحدي المجموعات الارهابية عند شروعها في محاولة تفجير قسم الشرطة بسيارات مفخخة، ايضا في مهاجمة مراكز التجمعات للارهابيين وتدمير مخازن ذخيرتهم. يتضح من حجم العربات رباعية الدفع غزارة التمويل، الوطن يواجه عملاً مخابراتياً دولياً مدعوما بمال غزير، كما يتضح قدرة الجيش علي التعامل مع العبوات الناسفة وتفجيرها عن بعد، من البيان نقف علي حجم الجهد المبذول علي مدار الساعة، والانطلاق من موقع المبادرة. وتطوير وسائل التعامل، طبعاً يتم ذلك بتضحيات ودماء شهداء غالية من الجيش والشرطة، أرجو قراءة بيان المتحدث العسكري المنشور علي صفحته في الفيسبوك. وفي صحف الامس بدقة، ورغم دقته وتعدد وسائط نشره إلا ان الظهير الروحي للمعركة، أعني الاعلام والثقافة، يجب أن يكون موجوداً فهذه معركة مصير، ليس لمصر وإنما بالنسبة للإنسانية.