تجاوزت الحملة علي ليليان داود مذيعة (أون.تي.في) حدود المنطق والمقبول..بالغت في العداوة، وهبطت إلي عنصرية مقيتة، بتدشين هاشتاج بعنوان (اطردوا ليليان) وآخر بعنوان (ليليان لازم ترحل) والذي حقق المركزالأول في قائمة الأكثر تداولا، سمح للمغردين تصور أن حملتهم (شعبية)! علقت ليليان علي دعوي طردها(بأن مصر دولة عظيمة، ويجب ألا تهدر فيها قيمة القانون) وأكد نجيب ساويرس صاحب (أون.تي.في) دعمه لليليان حتي لو اختلف معها، وهو أيضا موقف الكثيرين (وأنا بالطبع معهم) معلنين (معا لحماية ليليان). حملة العداء، جاءت بعد تغريدة ليليان علي(تويتر) تعقيبا علي الحكم بالسجن المشدد خمس سنوات لعلاء عبد الفتاح..(شباب ماتخلوش شيء يحبطكم، الشعب ده ياما شاف وكمل، بأيديكم سلاح اسمه إرادة الحياة، وجلادكم مش بإيده، إلا أنه يحاول سلبها منكم، تمسكوا بها)! اعتبروها تدس أنفها، وتتدخل في الشأن المصري، والسياسات المصرية، وأحكام القضاء، وتحرض علي الدولة المصرية !! ليليان داود مذيعة لبنانية، أبرز ما يميزها الهدوء، والمهنية العالية..تقدم الرأي والرأي الآخر، بموضوعية شديدة، مؤمنة بثقافة الاختلاف، وأن الدول تتقدم حين يجلس المختلفون علي طاولة واحدة.. ليليان لا تصرخ، ولا تتشنج، ولا تشتم، ولا تطبل، ولا تمارس نفاقا إعلاميا (سائدا) رغم انحيازها المعلن إلي ثورة 25 يناير و30 يونيو.. ربما تغرد ليليان خارج السرب أحيانا، ربما تسير عكس الاتجاه، لكن لا يعني ذلك إعلان الحرب عليها، أو المطالبة برحيلها، أو محاولة إسكاتها، كما سبق أن حدث مع (ريم ماجد، ويسري فودة، وباسم يوسف)....لماذا نخشي الاختلاف إلي هذه الدرجة ؟ ونخاف الرأي المغاير؟ لماذا يفزعنا الصوت الآخر، حريصون بكل الطرق والوسائل علي إسكاته، وكتم الصوت ؟!