جاءت الزيارة لتفتح البوابة الموصدة بيننا وبين الطيبين الذين وقفوا معنا في السدّ و السلم والحرب وعاملناهم أقسي معاملة!! جاءت الزيارة المهمة في الوقت شديد الأهمية لتعطي نفَسا يخرج من الصدور التي ما ان تخففت قليلا من شهداء سيناء حتي غمرت بكارثة مقتلة شباب الكورة. الفارق رهيب بين الموتين، فهناك ذهب أبناء مصر الي باريهم فداء لوطنهم ولو كان الاستشهاد إراديا لقبلوه دون تردد . راحوا يذكرنا رحيلهم بتربص الاعداء بنا ويستفز فينا نخوة الدفاع عن الوطن من تتار جديد تضرب شروره كل متر رمل وكل جدار مدرسة أو عمود كهرباء، وكأن تترية هؤلاء البلطجية المتأسلمين ستعوقنا عن التصدي لهم وتقديم الروح هينة إيمانا بالوطن. ثم جاءت الزيارة الهامة ونحن علي أبواب البله والجنون من زهر مصر الباحث عن موته المجاني الذي يسوقهم اليه عملاء وتجار إرهاب، يقودونهم - كما حدث من قبل في بورسعيد - الي حتفهم. في كل بلاد الدنيا ربما يخطف نظام جمهور الكرة وتوحده وتحركه في حركات منتظمة الي جانب الاناشيد الرائعة الصاعدة أبصارنا وهم يلبسون افضل ما لديهم وكأنهم ذاهبون للاحتفال بالعيد. وفي فترة ما كان جمهورنا يسر القلب بأغنيات ورايات وتشكيلات. اما الآن.. فليس ثمة إلا تلك الاحذية الكوتشي علي الارض امام الاستاد لهؤلاء الموتي الذين لايعرفون حتي لماذا ماتوا ومن الذي قتلهم. جاءت الزيارة ونحن حزاني من اليمين ومن الشمال، علي شهداء الصحراء الذين قتلوا بتدبير وصاح صائحهم: «الله أكبر» بعد ان قتل كفار قريش، وهؤلاء الذين ماتوا عبثا وكأننا نريد ان نتخلص من وزننا الزائد فلم نجد غير الشباب نلقي به لنتخفف!! جاءت الزيارة والطبيعة غاضبة غضبا لم نره من قبل، وكأنها غاضبة بقصد وبنية حقيقية لعقابنا وايذائنا، فلم ير الرجل مصر التي يحب أي زائر أن يري أجزاء منها فَعُلِّب في الأماكن المغلقة التي لايتسرب إليها الغبار المتعمد كالاوبرا ليري عايده، والزائر - كما أظن - شبعان أوبرا فهو ابن البولشوي العظيم، لكني كنت اعرف أنهم هاربون به من أمشير لكي لا يصاب صدره بما أصبنا به، ثم صعدوا به الي برج الجزيرة الناصري تشفيا في المسلك المعتاد للامريكان في افساد الرؤساء والقادة واعلانا لنزاهة الزعيم المصري الذي بني هذا البرج ليخزق به عين من خيل له أنه من الممكن شراء عبدالناصر. لكن البرج راح يدور ليبحث الزائر عن مصر الغائبة في أتربة الماضي وغَبرة السنين الماضية. جاءت الزيارة لتفتح البوابة الموصدة بيننا وبين الطيبيين الذين وقفوا معنا في السد والسلم والحرب وعاملناهم أقسي معاملة فلم ينتقموا أو يتحرشوا بنا أو يعاملوننا بعملنا!!. جاءت الزيارة الموفقة في وقت نحن أحوج فيه لها، وكانت نتائجها مرضية ورائعة نأمل أن يمكننا زمن العراقيل من اتمامها وأن يديم المعروف بين الدولتين الصديقتين والرئيسين الصديقين فهما أهل للصداقة التي تبعدنا قليلا عن تجار الصداقة في الغرب!!. هدية الاستاذ..!! الاثنين : نحن أحباب الاستاذ محمد حسنين هيكل أستاذ «الادب السياسي» كما أحب أن أسمي إبداعه العبقري خلال مسيرته الطويلة الشاقة في الكتابة السياسية. نحن احباب الرجل او محبوه بالأصح يؤلمنا النيل منه احيانا ونعتبر ان هذا نوع من الجحود، فلا يوجد أحد ممن يهاجمونه أحيانا لم يستفد من رؤي الرجل وكتابته ذات الحدقات التي تتسع لاحتواء تفاصيل كل شبر علي أرض الله، حكامه وشعبه وتناقضاته وبعده أو قربه منا، ولن ينكر أحد أنه بغياب ذلك الجبل من الجهد الابداعي ، ينقص الكتابة التي نفخر بها أهمها فلقد كان الاستاذ - دائما - نظارة من لايري والضوء الكاشف لنا عبر مسيرتنا الطويلة المليئة بالعثرات والغموض. لست هنا في مجال الدفاع عن الاستاذ الذي لم يره أحد منا يوما يدافع عن نفسه. هو يمارس صدقه وليجتمع أو يتفرق عليه الآخرون تماما كما قال المتنبي يوما: «أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جرّاها.. ويختصمُ» ما دعاني لذكر الاستاذ هيكل هي تلك التقدمة التي شرف بها ديواني الاخير «مربعات الابنودي»، وهو الديوان الذي ظللتُ من خلاله - بتواضع - أقاوم حكم الاخوان الشياطين يوميا. عام كامل وربما لم أشعر بالامتنان لأي نظام سياسي عاشته بلادنا مثلما أنا مدين بالمربعات اليومية التي كنت أنشرها بجريدة «التحرير» لمدة عام فقد كانت أفعال الاخوان اكثر من موحية لغرابتها ومفارقاتها التي تستفز أي مبدع والتي كانت تقذف بالشعر من حولها كالاسماك القفازة الي البر، ما عليك الا ان تلمها في حجر ثوبك.. ربما كانت فترة حكمهم من أخصب ما منحتني الدنيا من أشعار. المهم.. ما أن ابدي الاستاذ مرة شبه اعجاب بهذه المربعات أو بعضها حتي ورطته: «هل يمكن ان تشرفني بكتابة مقدمة للمربعات اذ انني بصدد اصدارها في كتاب؟» وما ان قال «بكل سرور» - حتي أحسست بأنه ربما ورطتُه عاطفيا فاستجاب، لكن لا أنكر اني كنت سعيدا وسارعت بإرسالها اليه حسب طلبه. وما هي إلا أيام وهاتفني ليقول ان المقدمة جاهزة. متي؟ وأين؟ وكيف يملك الوقت لإنجاز ماينجز؟ و- ايضا - يجد الوقت ليكتب مقدمة هي في الواقع قطعة إبداع حقيقي حين اقرؤها افصل نفسي عنها، اعتبرها قطعة من وعيه الادبي الي جانب السياسي ليعلمنا كيف مزج بين الادب والسياسة في كل كتاباته، فأنت امام كل عمل سياسي إنما تلتهم وجبة أدبية وسموقا وسموا أدبيا نادرا لاتدري كيف مرت من خلاله الوقائع وأقوال الشهود والاستشهاد بأقوال الساسة و.. و..و.. وفي النهاية لايبخل عليك بالمتنبي وبأحمد شوقي من مخزونه النادر»!! أرسل الاستاذ المقدمة لتتصدر ديواني الاخير «المربعات» ولا أحب لها أن تظل مسجونة به فما ذنب من لم يقع الديوان بين أيديهم ليحرموا من كتابة رائعة للاستاذ هيكل؟ مربعات الأبنودي لايحتاج «عبدالرحمن الابنودي» - بالطبع - إلي من يقدمه للناس لأنه حاضر أمامهم طلعة وطلة، وصوتا هادرا، وجاذبية مغناطيس يشد ما حوله. ولايحتاج «عبدالرحمن الابنودي» إلي من يحلل الانسان فيه، فالخلاصة في شأن «الأبنودي» انه شراع علي النيل جاء من صعيد مصر مرتحلا الي الشمال، حاملا معه خصب النهر العظيم ينثره حيث يصل، ويحول الطمي بالفن الي زهر وورد.. وإلي شوك أحيانا!! وأخيرا لايحتاج «عبدالرحمن الابنودي» الي من يمهد لعمله، فذلك العمل اغنية تتردد صوتا وصدي في ارجاء الوطن. وحين سألني «عبدالرحمن الابنودي» اذا كنت استطيع تقديم مربعاته عندما تنشر علي شكل كتاب. فإن طلبه أسعدني ليس فقط لأنني كنت اتمني لهذه المربعات ان تظهر كاملة علي شكل كتاب، وانما سعادتي ان طلبه جاء فرصة متجددة أقرأ فيها المجموعة موصولة بعد أن تابعتها يوما بيوم تنشر متقطعة علي صفحات جريدة يومية. وتصورت في كل الاحوال ان قراءة المخطوطة في صورتها الاصلية وقبل أن تدور بها المطبعة فرصة حميمة بين المربعات وبيني، تتيح لي قراءتها مكثفة مركزة!! تحمست - إذن - لكتابة مقدمة للمربعات من جديد مرة واحدة، وباهتمام غير متقطع، تجلت أمامي مربعات «الأبنودي» علي صورة مختلفة. تذكرت المقولة الشهيرة التي سمعناها قبل أربعة قرون من فلاسفة جامعة «فرايبورج» - وهي من اوائل جامعات زمن النهضة - «ان كل الانهار تتسابق الي البحر». إشارة الي وحدة المعرفة مع كثرة المنابع!! في القراءة المتقطعة الأولي فإن المربعات كل يوم بدت لي نوافذ علي فضاء لا يصل إليه النظر، وعند القراءة الثانية الموصولة سياقا واحدا بدت لي المربعات أفقا غير محدود، ساحة بحر واسع، لكنه خضم حافل بكل فصول الطبيعة في الوقت نفسه، في اللحظة ذاتها!! صامت هاديء في موقع، غاضب هائج في موقع آخر. نائم حالم قرب صخرة، ثائر جامح يضرب نفس الصخرة بقوة إعصار. ساءلت نفسي طويلا كيف يمكن وصف هذا المشهد غير الطبيعي علي لوحة الطبيعة ذاتها: ساحة واحدة، ومناخ تتباين ظواهره من صيف الي شتاء، ومن ربيع الي خريف، وشراع مرفوع دخل الي البحر قادماً من النهر. سر مربعات «الأبنودي» يتجلي عند القراءة الموصولة. هو محاولة جديدة وتلقائية ما بين الأدب والسياسة، بين الفكر والتاريخ، بين الفن والثورة. هو شاعر عاش وسط الجماهير وهي تحاول بالثورة أن تصنع مستقبلا، وهو لايغني لهذا المستقبل من بعيد، وانما ينشد من وسط الجموع وبلُغتها، وهي تتدافع بالزحف أحيانا، وبالتراجع احيانا اخري، خطوة بالأمل وخطوة بالألم، وهي أحيانا صيحة بالفرح تهلل وفي أحيان اخري جرح بالوجع مفتوح!! والثائر الشاعر في قلب المعمعان، هو الثائر يوما، وهو الشاعر في اليوم التالي، هو الفعل في الصبح، وهو الضمير في المساء. ما يدعو للتأمل ان «عبدالرحمن الابنودي» - واصل كتابة مربعاته سنة كاملة، يوما بعد يوم، وصباحا بعد صباح، لايسكت ولا يهدأ ولايكل ولا يملّ. يصيح بالقلق علي السياسة أن تتماسك لتصنع تاريخا، ويصرخ بالنذير حتي يمنع النسيم أن يتحول إلي عاصفة، ويمسك بالجمع لا ينفك الي شراذم، ولا يتفرق الي هباء!! يريد للتاريخ ان يتحول إلي نبوءة، ولايريد للسياسة ان تتحول الي لعنة. وهو يواصل المحاولة لعام كامل، مربع إلي جانب مربع، نافذة بعد نافذة، ثم تتجمع النوافذ وتنفتح علي بعضها فإذا هي بحر متلاطم، وأفق بعيد، والقراءة الموصولة للمربعات هي وحدها التي تكشف فتبين..!! ساءلت نفسي بعد القراءة الثانية الموصولة للمربعات، بعد سنة كاملة واصل فيها «عبدالرحمن الابنودي» كتابة مربعاته، ثم اغلق دفترها ونحي القلم. هل استراح واطمأن، ورأي أن يعطي نفسه لحظة هدوء وصفاء بعيدا عن صخب البحر وموجه العاتي وصخره؟!!. أم أن القلق استبد به خشية أن يضيع صوته في اللامحدود يطغي عليه هدير البحرويغطي نشيده.. هل أرهقه الإيقاع المنتظم كل صباح وحسبه قيدا علي الشاعر، لان الشراع لايطيق قيدا أو رباطا، ولاخطّا ملاحيا يحدد مسار حركته مسبقا من النهر إلي البحر؟!! لا أعرف جوابا قاطعا، لكني أعرف أن الشراع القادم علي النيل من صعيد مصر إلي شمالها مازال يصارع في أعالي البحار، والريح مازالت تملأ ذلك الشراع، وهو يواصل رحلته الي أفق لم يظهر بعد شاطئُه!! محمد حسنين هيكل كان الاستاذ يحب المربع الآتي! واقف علي باب وداع واللحظة فعلا حزينة ع البُعد شايف شراع ماشايفش تحته سفينة!! ناتج الطرح الخميس : يعرف الأصدقاء أن لا صلة لي بوسائل الاتصال الحديثة رغم أني أملك بعضها وألجأ احيانا الي الاستعانة بالبعض اذا ما احتجت لمعرفة معلومة بالتحديد، وبمجرد تلقي الاجابة أغلق الجهاز وأفتح الكتاب من جديد. لايغيب علي أحد أن جميع الامور المهمة وغير المهمة «تطرح» الآن في الصحف الورقية التي مازلت أدمنها - أقرأ مقالاتها واتابع اخبار الدنيا من خلالها - الي جانب المصادر المختلفة الاخري. ملاحظ أن معظمنا يعيش الآن مرحلة رد الفعل، فنحن ننتظر الخبر حسنا كان أو سيئا، مبهما او كارثيا وما أكثر تلك الاخبار السيئة التي صارت مجالا لتندر الاخوان «وصيٍٍِِع الفكر» علي الفيس بوك والتويتر .. علي شكل نكات تتشفي وأنابيش تخون، كما وأنها - تلك الاخبار السيئة - صارت نعمة لكثير من الكتاب ومقدمي البرامج والمحللين تهبهم فرصا ومجالات لاستعراض فنون رد الفعل، فلولا الكوارث لأفلس الكثير منا. لذلك فان أمثالي من القراء والمشاهدين يعيشون علي «ناتج الطرح» الذي يتباري في طرحه المئات من هنا والعشرات من هناك، اضافة إلي هؤلاء الذين تحركهم الكراهية والشماتة كلما ألمت بالبلاد مصيبة، إضافة الي صغار العقول الذين يعتقدون أن الوطنية وثقافتها هي التسابق في البحث عن «إفيهات» وتعليقات ساخرة تافهة لاطعم لها كماء البئر كلما شربت منه ظمئت وعدت تبحث عن ارتواء من جديد. كما انتقلت من القاهرة إلي الريف، وضبطت خطواتي علي إيقاعه الهادي الرتيب والذي يختلف تماما عن ايقاع المدن، قررت ان أفضل الصفاء - صفائي - لا أشاحن أحدا ولا أزاحم أحدا وإنما أهدأ لأن الهدوء هنا اجباري. يسعدني ما يسعد بلادي، ويحزنني جدا ما يحزنها ولا أستطيع قراءة شماتة أو سخرية أو نكات تافهة مصدرها أحزاننا. لا أستطيع - مجرد - قراءة ما يكتبه القتلة وأذنابهم علي صفحات تلك الأجهزة، ولا استطيع أن أقتات واعيش علي ردود الفعل وناتج طرح الأغبياء الظامئين لدمائنا والذين يحلمون بسدّ الطريق إلي مستقبل أجيالنا. متخلف؟ هارب فار من «المعرفة»؟ نعم. لا أريد ولو قَدِمت مهنتي وبليت، فأنا أعيش الجزء الأخير من حياتي متأملا بحياد وليس بردود أفعال. أقرأ مقالات الزملاء، لا يعرف الكثير منهم أني من عشاقه، فلم أبلغهم يوما بذلك، ولم أسع للتعرف إلا لمن قرر هو وبدأ. نحن نملك كتّابا عظاما تغريهم لعبة رد الفعل حيث هم دائما متأهبون وفي انتظار أن يكثر الله من مصائبنا لينشطوا. لا ألجأ للكمبيوتر لا انتقي كلماتي وتعبيراتي، وإنما هي شيء أصيل من نطقي وتحمل طوابعي سواء حملت قيمة أولا فإنني راض عنها لأنها أنا دون التلوث باستفزاز من يستفزون مصر، ولا تعلق بها رائحة النكات السخيفة للشامتين!! وجدي الحكيم الإذاعي الشهير الخبير بكل ما تحويه مكتبة الإذاعة، والخبير بنا والذي يعرفنا جيدا فقد كنا أصدقاء عبدالحليم حافظ. رحل «وجدي»، وكان شاهدا مهمَّا لكثير من الوقائع كنت أسردها في حياته عن علاقتي بعبدالحليم وبليغ حمدي وكمال الطويل والموجي وكل تلك المجموعة التي أعطت في زمنها تراثا وثروات لا تنضب من الفن، والتي لم يعد لها اثر بعد أن أصبحت الإذاعة وكأنها متحف نهب خلال الثورة، لم نعد نستمع لأحد من عظماء ما أنجبت واجتذبت مصر من أصوات، من محمد عبدالوهاب وعبدالحليم ونجاة وفايزة أحمد ووردة ونجاح سلام وسعاد محمد وصباح ومحمد قنديل ومحمد رشدي ومحمد عبدالمطلب وكارم محمود ومحرم فؤاد وغيرهم وغيرهم من الأصوات العظيمة التي التهمتها تروس وسيور الإذاعة التي كانت أُنْسناحين نستلقي لننام وكان الترانزستور يتولي هدهدتنا.. كله راح. كان وجدي الحكيم آخر من دافع بقوة وخبرة عن الإذاعة الحقيقية قبل أن يرحل، فكان يستخرج لنا كنوزا رائعة، وبرحيله غربت شمس الأجيال التي كانت الأمة العربية تتعلم منها مهنة الغناء وصرنا اليوم نحاول اللحاق بالعربة الأخيرة بقطار الغناء الحقيقي. كنت في وجود الحكيم أحكي مثلا عن رهاني مع العندليب عن كتابة أغنية كلاسيكية وكيف كتبت «أحضان الحبايب»، في وقت أقل من الذي تستغرقه في الغناء، وهروبي من العندليب إلي السويس، ثم بحثه عني في انجلترا بعد حرب أكتوبر. اظن أني لن استطيع سرد تفاصيل علاقتي بكثير من الفنانين حضر معظمها وجدي الحكيم وبعضها تم في وجود الإعلامي الكبير كامل البيطار. لذا فإن خسارتي في رحيل وجدي الحكيم خسارة قاسية، وإن غيابه عن الإذاعة كان يشكل آخر محاولة لانقاذها.