أعلنت هيئة الانتخابات التونسية أمس فوز السياسي المخضرم «الباجي قائد السبسي« في انتخابات الرئاسة بنسبة 55.68%، وذلك بعد الانتهاء من فرز الأصوات الانتخابية في جولة الإعادة التي أجريت أمس الأول. وبحسب النتائج التي أعلنت أمس فقد حصل منافسه الرئيس المنتهية ولايته «المنصف المرزوقي« علي 44.32 % من الأصوات. وقبل ساعات من إعلان النتائج، أطلقت الشرطة قنابل الغاز في مدينة الحامة الجنوبية لتفريق مئات الشبان المحتجين علي الفوز المحتمل للسبسي وذلك بعد ان كانت حملته قد أعلنت في وقت سابق بأنه بات رئيس البلاد. وأفاد شهود إن محتجين أشعلوا إطارات مطاطية في شوارع المدينة بينما أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز لتفريقهم واعتقلت البعض منهم. وكان الناخبون في تونس قد أمضوا الليلة قبل الماضية في احتفالات مع إعلان كلا المرشحين الرئاسيين ومديري حملاتهما الانتخابية فوز كل منهما بالانتخابات الرئاسية. وكانت استطلاعات الرأي عقب الخروج من مراكز الاقتراع قد أظهرت مؤشرات علي فوز «السبسي« زعيم حزب «نداء تونس» والسياسي المخضرم منذ عهد الرئيس الأسبق «الحبيب بورقيبة» في الانتخابات بنسبة 55%. وانتقد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات «شفيق صرصار» من جانبه إعلان المرشحين فوز كل منهما، مشددا انه أمر لا يمكن قبوله من الناحية الأخلاقية او القانونية. وأضاف «صرصار» انه لاحظ تراشقًا بالاتهامات بين المرشحين، موضحا أن الهيئة ستحقق في هذه الاتهامات. وأكد أن نسبة الإقبال علي التصويت كانت جيدة، وتدل علي أن التونسيين توجوا المسار الانتخابي علي أحسن وجه. وسيؤدي فوز السبسي (88 عاما) الي صعود مسؤول سابق في عهد بن علي للرئاسة بعد أربع سنوات من سقوط بن علي وفراره الي خارج البلاد. ويرفض السبسي ما يقوله منتقدون من أن فوزه سيمثل عودة لرجال النظام القديم. ويقول إنه «الرجل الخبير» الذي تحتاجه تونس بعد ثلاث سنوات اتسمت بالاضطراب في ظل حكومة ائتلافية قادها إسلاميون. من جهته صور المرزوقي (69 عاما) رئاسة السبسي علي أنها انتكاسة «لثورة الياسمين» التي أجبرت بن علي علي الفرار إلي الخارج. والانتخابات بحسب مراقبين هي «الخطوة الأخيرة نحو إقامة نظام ديمقراطي كامل بعد أربع سنوات تقريبا من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق «زين العابدين بن علي«. من جهتها نوهت الصحف التونسية بالانتخابات «التاريخية»، وقالت جريدة «المغرب» ان تونس أكملت مرحلة من تاريخها السياسي بانتخاب أول رئيس منتخب مباشرة من الشعب، في انتخابات شفافة ونزيهة، كما عنونت جريدة «لابريس» الناطقة بالفرنسية صفحتها ب»الباجي قائد السبسي رئيسا».