أيوه أنا اتسرقت يا جماعة، وأشعر بقهرة من سرق منه شيء أمام عينه وهو عاجز عن استرداد ما سرق من. اتسرقت جهارا نهارا، أمام مبني جريدة الأخبار، في قلب القاهرة، ووسط زحام بشري كبير. اتسرقت ولم اجد أحدا لديه نخوة ، كما كان، لم اجد أحدا يطارد الحرامي زي زمان اثنين من اللصوص أحدهما يقود الموتوسيكل والآخر وراءه انتزع من يدي الموبايل أثناء اخراجه من جيبي لأجري مكالمة، طاردته، وصرخت حرامي حرامي، ولا حياة لمن تنادي الكل فاغر فاه، تركوني وحيدا أجري وراء اللصوص حتي ذابوا وسط الزحام، وبعد ذلك جاءني من يسأل : هيه حصلته ؟ الله يعوض عليك، هذه سادس حالة في نفس المكان، وأكيد العيال دي مسجلين خطر. وهناك من عزاني : احمد ربنا انه لم يغزك بمطوه أو يطلق عليك خرطوش. المشكلة ليست في الموبايل بالدرجة الاولي، بقدر ما هي ما عليه من بيانات شخصية، وأرقام تليفونات وإيميلات تعد رأسمال أي صحفي. الذين عزوني في المرحوم الموبايل، الذي لم أهنأ به بعد، والذي سأظل اسدد في اقساطه بدلا من اللص الذي سرقه لمدة ستة اشهر قادمة، كشفوا لي أن هذه ظاهرة، فهذا خطف منه « التاب» وهو في يده يتصفحه داخل السيارة أثناء وقوفه في الإشارة، وهذا شاغله بسؤال تافه عن عنوان والآخر انتزع الموبايل من يد زوجته. زمان من عشرين سنة كتبت عن تفشي ظاهرة سرقة السيارات في إحدي مناطق شارع فيصل وانقلبت الدنيا رأسا علي عقب، وجاءني مساعد وزير الداخلية للتحقق مما كتبت. السيد وزير الداخلية : كيف أقنع الناس ان مصر فيها أمان، وأنا لا أتمتع بهذا الأمان ؟