مصائب قوم عند قوم فوائد فبعد انهيار أسعار النفط أكد عدد من المسئولين والخبراء أنها قد تكون مفيدة لمصر خاصة في تقليل فاتورة الدعم نظرا لقيام مصر باستيراد كميات كبيرة من المنتجات البترولية. وتوقع المهندس طارق الملا رئيس هيئة البترول انخفاض فاتورة الدعم من 100مليار جنيه إلي 75 مليار جنية نتيجة خفض أسعار الخام. ومن جهته أكد المهندس مدحت يوسف خبير البترول ونائب هيئة البترول السابق ان الانهيار المتتالي لأسعار النفط يصاحبه انهيار موازي لأسعار المنتجات البترولية، مشيرا إلي ان الانهيار في الاسعار يرتبط بمتغيرات اخري بحجم العرض والطلب في الاسواق العالمية حسب موسمية الشراء والبيع بخلاف متطلبات الاستخدام لنوعيات المنتجات البترولية للمشتقات المستخدمة لوقود محركات البنزين والديزل من الناحية الأدائية ومن الناحية البيئية.. وقال مدحت يوسف أن أغلب معامل التكرير في مصر والعالم اجمع حققت خسائر كبيرة نتيجة الانخفاض شبه اليومي لأسعار النفط وبالمثل للمنتجات البترولية بمتغيراتها المعروفة وذلك لأن معامل التكرير تقوم بشراء النفط اولا ثم تقوم بتكريرة وتجميعه ثم عرضة وبيعه بعد فترات محددة وهذا التأخير يؤدي إلي تلك الخسائر ،،، وقال ان التركيبة السعرية للمنتجات البترولية ستتسبب في خسائر كبيرة لمعامل التكرير المصرية والتي تنتمي في تصنيفها لمعامل القطف والمعامل البسيطة وحتي المعامل التحويلية مثل العامرية والسويس لتصنيع البترول والإسكندرية للبترول. وقال ان الموقف في مصر مشجع تماماً ومبشر بتحسن كبير في ميزان المدفوعات المصري نتيجة لانهيار اسعار الزيت الخام عالميا وانخفاض الدعم المحمل علي كاهل الحكومة. وأوضح أن أكثر الإيجابيات علي الاقتصاد المصري من انخفاض أسعار البترول هو انخفاض فاتورة الدعم بنسبة كبيرة، مشيرا إلي أنه رغم تلك الانخفاضات لا يوجد مبررا لوقف أو تجميد خطة الحكومة المعلنة بزيادة أسعار الطاقة في مصر علي مدار خمس سنوات، مضيفًا أنه رغم الزيادات الأخيرة التي تمت خلال يونيو الماضي علي أسعار الطاقة في مصر إلا أنها مازالت أعلي من الخارج فالبوتجاز انخفض تكلفته إلي 60 جنيها للأنبوبة إلا أنها تباع ب 8 جنيهات.مشيرا إلي أن المازوت هو المنتج الوحيد الذي اقترب سعره عالميا من السعر المحلي حيث انخفض حجم الدعم الموجه للمازوت 15% فقط. وأضاف أن علاقتنا مع دول الخليج ظهرت قوية من خلال مواقفها مع مصر في محنتها ولم يقتصر دعمها علي الموقف السياسي بل دعمتنا بإمدادنا بالطاقة والوقود. ولكن هناك تخوف من اتباعها سياسة التقشف في المرحلة القادمة نتيجة انهيار سعر النفط الذي يؤثر علي مواردها ومدخلاتها واعادة النظر في ميزانياتها ومساعداتها الخارجية نتيجة للظروف الراهنة. وهناك تخوف آخر من تراجع لتحويلات المصريين بالخليج. ورغم تقلبات الخام فمعامل التكرير بدأت عملية توسعات ضخمة لمواجهة الاستهلاك المحلي وأبرز تلك المعامل أسيوط وميدور بالإضافة إلي تجديدات معامل السويس والنصر. وأكد د محمد عبد العزيز رئيس معمل وشركة ميدور بدء المراحل الاساسية للتوسعات الجديدة لمعمل تكرير ميدور والتي تسمح برفع كفاءته إلي 75٪ باستثمارات تزيد عن مليار دولار، مضيفا أن هذة التوسعات ترفع انتاج السولار إلي 95٪. مؤكدا وجود عدة عروض عالمية لتمويل التوسعات أبرزها عرض من البنك الأهلي بلندن وبنك الإمارات ليبدأ الإنتاج الفعلي بنهاية عام 2017 بحيث ترتفع كفاءة المعمل من 100 ألف برميل إلي 160 ألف ثم 175 ألف برميل يوميا. وأضاف محمد عبد العزيز أننا نهدف لإنتاج المنتجات البيضاء ولا تنتج مازوت مطلقا كما أن المعمل ينتج 400 ألف طن من الفحم والتي تستخدم في تشغيل مصانع الأسمنت، بالاضافة إلي انتاج 30٪من حاجة السوق المحلي من البنزين والسولار والبوتاجاز ،بخلاف التصدير للخارج والذي يركز علي تصدير وقود النفاثات وقال ان هناك متابعة دائمة من المهندس شريف اسماعيل وزير البترول والإشراف علي مراحل الأعداد لتنفيذ التوسعات لسرعة إنجازها لتسهم بشكل ملحوظ في حل ازمة المواد البترولية، مضيفا أن هناك خطة تم وضعها بالتنسيق مع المهندس شريف إسماعيل وزير البترول تعطي المرونة لإدارة المعمل لشراء الخام والمناورة من خلال ظروف السوق وتقلباتة ومتابعة بورصات البترول العالمية لإستنباط الخام الجيد وبسعر مناسب وان انهيار السعر يسري علي جميع الدول ولدينا خطط لتجنب الخسائر من خلال انتاج منتجات لها مواصفات خاصة ولها سوق جيد ونسعي للتغلب علي مشكلات الاسعار بخطط شراء تسمح بتعويض تقلبات السوق. ويضيف أن معمل تكرير ميدور يتميز بتكريربعض المشتقات البتروليه ذات القيمة المنخفضة مثل المازوت والمقطرات الشمعية وذلك لتحويلها إلي منتجات عالية الجوده. وهناك ميزة أخري وهي إدارة المخزون من المنتجات، وذلك بالقراءة الجيدة للسوق العالمية وحركة تطور الأسعار. مشيرا إلي وجود خطط متناغمة مع وزارة البترول والهيئة العامة للبترول للحصول علي الخام بسعر رخيص وتعزيز الاستفادة لاستخلاص أنقي أنواع الوقود وتوفيره لسد حاجة الاستهلاك المحلي باستخدام تكنولوجيا البرمجة الخطية الذي يتفرد بها معمل ميدر لوضع خطط تكرير الخام باختيار انسب الخامات المحققة لاعلي انتاجية من المنتجات البيضاء ذات الاقتصاديات المرتفعة.وأكد المهندس محمد علام رئيس معمل بترول أسيوط ان لدينا خطة استثمارية ولدينا حسابات للسوق وندرس العرض والطلب علي الخام وهناك مشروعات نعمل علي الانتهاء منها لزيادة المنتجات من خلال انشاء وحدة استرجاع الغازات بطاقة 400ألف طن سنويا بتكلفة 150 مليون جنيه لرفع طاقة انتاج البوتاجاز من 75 طن إلي 228 طن يوميا. وتطوير وحدة النافتا من خلال توسعات بتكنولوجيا متطورة لإنتاج البنزين عالي الأوكتين لتلبية احتياجات الصعيد.