ممثلو مجموعة ال 5 +1 وإيران فى مفاوضات فيينا اليوم تتجه الأنظار إلي فيينا..حيث الموعد النهائي للتوصل إلي اتفاق نووي شامل مع ايران ينهي الجدل المتعلق ببرنامجها النووي والمخاوف ازاء امكان تطوير ايران لسلاح نووي تحت غطاء برنامج سلمي والخلافات المستمرة بين الغرب وايران منذ 12 عامًا تخللتها تهديدات عسكرية متبادلة وعقوبات اقتصادية واستعراضات سياسية للقوة لم يدفع ثمنها سوي دول الجوار العربية. الاتفاق لا ينص علي التفكيك الكامل لمنشآت طهران النووية.. وتملك إيران حاليًا 8 أطنان من اليورانيوم المخصب بمعدل 3.5 إلي 5% وهي الدرجة المستخدمة في المفاعلات النووية ووافقت في يناير الماضي علي وقف تخصيب اليورانيوم موقتًا بنسبة 20% وهي الدرجة المطلوبة للاستخدام الطبي. كما وافقت علي تخفيف مخزوناتها منها. لكن مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يري ان ايران بحاجة لأقل من اربعة اشهر لانتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 90% لصنع قنبلة. الخيار العسكري وتخوض ايران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إلي جانب ألمانيا) مفاوضات بالغة التعقيد منذ فبراير الماضي من اجل التوصل إلي اتفاق شامل قبل مهلة 24 نوفمبر بناء علي اتفاق انتقالي توصل اليه الطرفان قبل عام، حيث ترغب ايران في رفع العقوبات الشديدة التي تخنق اقتصادها فيما تطالب المجموعة الدولية بأن تحد طهران قدراتها النووية بشكل يجعل الخيار العسكري امرًا مستحيلًا. ولهذا شملت المفاوضات مسألة قدرات تخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تحتفظ بها ايران بعد التوصل إلي اتفاق. حيث تستخدم طهران آلافًا من اجهزة الطرد المركزي القادرة علي انتاج المادة الاولي لصنع القنبلة الذرية. فهناك مطالب غربية بأن توافق ايران علي تقليص القدرات الحالية لبرنامجها النووي بشكل كبير علي ان تستفيد بعد ذلك من تعاون حول النووي المدني وهناك خلافات اخري حول مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي يقع علي بعد 240 كلم جنوب غرب طهران هو احد نقاط التعثر في المفاوضات النووية فقد اقترحت واشنطن تحويله إلي مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة وهو ما رفضته طهران مؤكدة ان هدفه هو مجرد الأبحاث وهو منشأة يمكن ان تنتج البلوتونيوم – وهي مادة اخري يمكن استخدامها لصنع السلاح النووي، إلي جانب نظام التفتيش المفترض ان تقوم به الاممالمتحدة وتخضع له ايران بعد التوصل إلي اتفاق، وكذلك مسألة رفع العقوبات التي تطالب ايران برفعها بشكل فوري وهو ما تراه الدول الغربية امرًا غير واقعي في ظل إصرار الدول الغربية علي ضمانات لسلمية البرنامج النووي الإيراني ورفع للعقوبات بشكل تدريجي. فرصة لاتتكرر وقد تصاعدت حدة التوتر فجأة في الأيام الثلاثة الأخيرة من الموعد المحدد لنهاية المفاوضات في فيينا وهو ما أثار شكوكًا حول النتيجة التي يمكن الوصول اليها و جعل المفاوض الروسي سيرغي ريباكوف يعرب عن قلقه من الأجواء التي شابت المفاوضات ويحذر من تفويت هذا الرهان علي أهمية وانجاح هذه المفاوضات لدرجة دفعت واشنطن وموسكو إلي طرح خلافاتهما حول النزاع الأوكراني جانبًا للعمل علي هذا الملف في الوقت نفسه فإن كلا من الولاياتالمتحدة ( ومعها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا ) وايران، لا يرغبون في تضييع هذه الفرصة وكل منها له اسبابه.. فالدول الغربية تعتبر ان هذه المفاوضات فرصة لاتتكرر خاصة أن العقوبات جعلت الإيرانيين مستعدين للتفاوض وتقديم تنازلات لضمان أن مشروعهم النووي لا يهدف إلي إنتاج سلاح نووي علي الجانب الآخر تريد ايران التخلص من العقوبات الاقتصادية الخانقة وتحقيق إنجاز للرئيس الإصلاحي حسن روحاني يبني عليه في التحول بعيدًا عن التشدد في الداخل ويفتح الباب أمام علاقات إيرانية إقليمية جديدة. في الوقت نفسه فإن الرئيس الأمريكي باراك اوباما يريد تحقيق إنجاز دبلوماسي مع دخوله آخر عامين في رئاسته ويواجه كونغرس يسيطر عليه الحزب الجمهوري المنافس لحزبه الديمقراطي وربما يعمل علي عرقلة أي إنجاز له في نهاية فترتي رئاسته. وأداة الكونغرس هي فرض مزيد من العقوبات علي إيران لإجبارها علي قبول خفض قدرات تخصيب اليورانيوم مقابل رفع تدريجي للعقوبات.وتستخدم إدارة أوباما هذه الحقيقة كدافع لإنجاز الاتفاق في فيينا، علي الجانب الآخر فإن من شأن اي اتفاق محتمل ان يفتح الطريق امام تطبيع العلاقات بين ايران والغرب وامام امكانية التعاون خاصة مع واشنطن لمواجهة الازمات في العراق وسوريا. كما سيخفف ايضا من خطر الانتشار النووي في منطقة الشرق الاوسط وسيسمح التوصل إلي اتفاق ايضًا لإيران بإعادة اطلاق اقتصادها واستعادة مكانتها الكاملة في مصاف ابرز المنتجين للنفط في العالم. الي جانب ذلك فإن الاتفاق النهائي سيضع حدًا للنزاع النووي مع إيران ويجنب المنطقة نزاعًا عسكريًا كارثيًا.. وسيساهم التعاون بين الولاياتالمتحدةوإيران في عرقلة تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا. معارضو الاتفاق من ناحية اخري فإن الاتفاق يلقي معارضة من اطراف يهمها استمرار الخلاف بين ايران والغرب فقد حذرت إسرائيل من اتفاق سيئ مع ايران واكدت الاحتفاظ بجميع الخيارات للدفاع عن نفسها في حال تطور قدرات ايران النووية أما في واشنطن، فقد توعدت المعارضة الجمهورية للرئيس الامريكي باراك اوباما بإفشال اي اتفاق قد يكون ضعيفًا وخطيرًا. وهناك أيضا التيار المتشدد داخل ايران والذي يري أن التنازل للغرب لن يؤدي إلا إلي إضعاف الجمهورية الإسلامية، وهؤلاء لا يريدون لحكومة روحاني أن تحقق نجاحًا لاعتبارات سياسية داخلية في سياق تطلعهم لعودة رئيس متشدد مثل محمود أحمدي نجاد ومع ذلك فهناك توقعات بمد فترة المفاوضات وتحديد موعد جديد غير موعد اليوم، حيث يسعي الطرفان إلي حل الخلافات السياسية حول حجم تخصيب اليورانيوم في إيران وسبل إلغاء العقوبات المفروضة علي طهران حيث تسعي كل الأطراف لإيجاد مخرج لاستمرار المفاوضات حتي لو لم يتم التوصل إلي اتفاق نهائي.