دبي (رويترز) - قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي يوم الاثنين ان ايران مستعدة لحل كل الخلافات بشأن ملفها النووي خلال الجولة المقبلة من المحادثات مع القوى العالمية اذا بدأ الغرب رفع العقوبات. وفي مقابلة مع وكالة الطلبة الايرانية للانباء لمح صالحي أيضا الى أن ايران قد تقدم تنازلات بشأن تخصيبها لليورانيوم الى مستويات أعلى والذي يمثل مبعث قلق رئيسيا للقوى الغربية التي تشتبه في أن ايران تعمل سرا على اكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية. وتنفي ايران هذا الاتهام. وعبر الجانبان عن رضاهما بالتقدم الذي احرز خلال محادثات السبت في اسطنبول والتي رغم عدم خوضها في التفاصيل ميزها عدم خروجها عن موضوع البرنامج النووي الايراني خلافا لجولات المفاوضات السابقة. ونقل عن صالحي قوله "اذا كان الغرب يريد اتخاذ اجراءات لبناء الثقة فيجب أن يبدأ فيما يتعلق بالعقوبات لان هذا العمل يمكن أن يسرع عملية المفاوضات لتصل الى نتائج." وأضاف "اذا توفر حسن النية فيمكن أن نجتاز هذه العملية بسهولة ونحن مستعدون لحل كل المشاكل سريعا وببساطة وحتى في اجتماع بغداد" في اشارة الى جولة ثانية من المحادثات مع القوى العالمية مقررة في العاصمة العراقية يوم 23 مايو ايار. ولم يتضح ما اذا كان وزير الخارجية الايراني يقترح رفع العقوبات قبل ان تتخذ ايران خطوات لطمأنة الغرب بشأن انشطتها النووية لكن واشنطن قالت ان هذا لن يكون مقبولا. وقال مسؤول كبير بادارة اوباما بعد المحادثات يوم السبت "الحوار ليس كافيا لاي تخفيف للعقوبات ينبغي اتخاذ اجراءات ملموسة ومهمة." وأضاف "لا يمكن بدء النظر في تلك القضايا الا بعد اتخاذ خطوات ملموسة كافية تستدعي تغيير موقفنا من العقوبات." وقالت الدنمرك التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي انه لا مجال لتخفيف العقوبات على ايران الى ان تتخذ خطوات للاستجابة لمطالب القوى العالمية الكبرى. وقال وزير الخارجية الدنمركي فيلي سوندال للصحفيين "اعتقد انه سيكون أمرا بالغ الخطورة أن نوجد موقفا نقول فيه للايرانيين اننا سنرفع جزءا من العقوبات. انهم ابطال العالم في اجراء مفاوضات طويلة جدا لا تؤدي الى شيء." وقال صالحي ان من حق ايران تخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية لكن قد يكون هناك مجال لحل وسط فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى. وأردف "التخصيب حق لايران لكننا يمكن ان نتفاوض بشأن كيفية حصولنا على اليورانيوم الذي له مستويات تخصيب مختلفة." ومضى يقول "صنع وقود (نووي مخصب) بنسبة 20 في المئة من حقنا ما دام هذا يوفر حاجات مفاعلنا ولا جدال في هذا." لكنه أضاف "اذا ضمنوا أن يقدموا لنا الوقود المخصب الى مستويات مختلفة الذي نحتاجه فهذه مسألة أخرى." وتشير تصريحاته الى ان ايران قد تكون مستعدة لبحث نسخة معدلة من اتفاق مبادلة الوقود الذي تم التوصل اليه عام 2009 وانهار بعد فشل الجانبين في الاتفاق على تفاصيل تطبيقه. وكان ذلك الاتفاق يقضي بأن تصدر ايران كمية متفق عليها من اليورانيوم الاقل تخصيبا مقابل وقود من اليورانيوم الاعلى تخصيبا لتشغيل مفاعل طهران للابحاث. وتقول ايران انها بدأت تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة لتشغيل مفاعل طهران لكن كثيرا من الدول تعتبر ذلك خطوة خطيرة نحو التخصيب الى درجة نقاء 90 في المئة اللازمة لصنع قنبلة نووية. وقال دبلوماسي غربي ان الوفد الايراني في اسطنبول أشار الى اتفاق 2009 على انه "فرصة ضائعة". وأضاف "هذا الحديث عن مفاعل طهران للابحاث قد يكون علامة ايجابية. نحن على استعداد لفتح موضوع المفاعل من جديد لكن مع تعديل الكميات لان الظروف تغيرت منذ تقديم ذلك العرض." وكان اتفاق 2009 يقضي بأن تورد ايران كمية تزيد عن 1200 كيلوجرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل كمية كافية من قضبان الوقود لتشغيل مفاعلها. ويقدر خبراء غربيون مخزون ايران الحالي من اليورانيوم المخصب بما يكفي لصنع اربع قنابل ذرية اذا خصب الى مستويات اعلى. وقال الدبلوماسي الغربي ان تصريحات صالحي ذات ملمح ايجابي ومع ذلك يجب النظر اليها ضمن الاطار العام "فلا غموض هناك. محادثات بغداد ستكون معقدة. المسألة ليست اجراء محادثات من اجل المحادثات وانما التحرك نحو وفاء ايران بالتزاماتها." ويقول كثير من المحللين وبعض الدبلوماسيين انه ينبغي للجانبين تقديم تنازلات حتى يمكن التوصل الى تسوية طويلة الاجل تقوم على السماح لايران بأن تواصل على نطاق محدود تخصيب اليورانيوم الى مستويات منخفضة اذا وافقت في المقابل على قيام الاممالمتحدة بعمليات تفتيش اكثر فعالية بكثير لمنشاتها النووية. وقال دبلوماسي غربي اخر انه يعتقد ان الايرانيين يحاولون ايجاد قوة دافعة للوصول الى اتفاق يدور حول اليورانيوم المخصب الى نسبة 20 في المئة وان تصريحات صالحي ليست مجرد كلمات. وأضاف "مضى وقت طويل منذ فتح هذا الموضوع بمثل هذا الوضوح. لا اعرف الام سيؤدي هذا ... لكنه قد يكون على الاقل بداية طيبة للاجتماع القادم." من ماركوس جورج