بدأت أمس في تونس حملة اول انتخابات رئاسية ما بعد «ثورة الياسمين» والتي يعتبر رئيس الوزراء السابق ورئيس حركة النداء الباجي قائد السبسي (87 عاما) الاوفر حظا للفوز بها، بعد تقدم حزبه «نداء تونس» في الانتخابات التشريعية علي حركة «النهضة» الإسلامية. وقال السبسي الذي فاز حزبه بالعدد الاكبر من المقاعد في البرلمان إنه مستمر في ترشحه للانتخابات الرئاسية. وأشار إلي أن الشعب رفض حديث بعض الاطراف عن اختيار «شخصية توافقية». وتقدم 27 مرشحا للانتخابات التي تجري في 23 نوفمبر من بينهم الرئيس السابق المنصف المرزوقي والقاضية كلثوم كنو، ووزراء من عهد زين العابدين بن علي الذي اطاحت به ثورة شعبية في يناير 2011 بعد 23 سنة في السلطة. ويفترض إجراء جولة ثانية من الانتخابات في نهاية ديسمبر إذا لم ينجح اي من المرشحين في الحصول علي الاغلبية المطلقة في الجولة الاولي. ورغم كبر سنه، يتقدم الباجي قائد السبسي في استطلاعات الراي علي منافسيه بعد ان وعد الرجل المعروف بقوة حجته، باعادة هيبة الدولة، وهوما يتطلع اليه كثير من التونسيين بعد الأزمات المتعاقبة التي شهدتها البلاد. وكان قائد السبسي وزيرا للداخلية والدفاع والخارجية في عهد بورقيبة، ثم رئيسا للبرلمان من 1990 الي 1991. وينتظر ان يعلن قائد السبسي انطلاق حملته اليوم من امام ضريح بورقيبة في مدينة «المونستير». ويتطلع اليه انصاره باعتباره الوحيد القادر علي التصدي للإسلاميين المتشددين، في حين يتهمه معارضون بأنه يسعي لاعادة رموز الحكم السابق وبانه لا يمثل تطلعات الشباب الذين قاموا بالثورة. ولم تقدم حركة «النهضة» مرشحا للرئاسة لانها تعارض من حيث المبدأ انتخاب الرئيس عبر الاقتراع العام. ولم تعلن الحركة تأييدها لأحد المرشحين، ولا حتي للمنصف المرزوقي الذي انتخبته الجمعية التأسيسية في نهاية 2011 رئيسا علي أساس تحالفه مع الإسلاميين. وقال عبد الحميد جلاصي أحد مسئولي «النهضة» ان الحركة «منفتحة علي كل الخيارات». واضاف «لا زلنا نبحث عن مرشح يحقق أهداف الثورة»، موضحا أن مجلس شوري الحركة سيجتمع لبحث المسألة.