قضايا وهموم المرأة حاصرتني علي مدي ثلاثة ايام عشتها في مدينة شرم الشيخ وسط اوراق ومناقشات وابحاث وورش عمل عقدت خلال المؤتمر الاقليمي الاول للمؤسسة المصرية لتنمية الاسرة تحت عنوان «المرأة بين الشرع والتشريع».. ترددت كثيرا قبل قبول الدعوة التي وصلتني من الاستاذة هالة عبدالقادر مديرة المؤسسة رغم كوني قد سبق وشاركت في العديد من الفاعليات واللقاءات لهذه المؤسسة الجادة، وأرجعت سبب ترددي لموضوع المؤتمر، فالقضايا الخاصة بحقوق النساء من منظور الشريعة الاسلامية من أكثر الموضوعات اثارة للجدل والنقاش واي لقاء يجمع بين انصار حقوق المرأة ورجال القضاء وعادة ما ينتهي بصدام معلن او غير معلن ويسفر عن صراعات فكرية بين الطرفين وأنا أشعر في أعماقي ان هناك هجمة شرسة تحاول الاقلال من شأن المرأة وسلب بعض المكاسب التي حصلت عليها منذ سنوات ويراودني إحساس شديد بالاحباط لانني كرست اربعة عقود من حياتي العملية لخدمة قضايا المرأة لاقتناعي التام بأن للنساء الحق في الحياة الكريمة والتمتع بحقوق اجتماعية واقتصادية وسياسية متساوية للرجل. منذ الجلسة الاولي للمؤتمر لاحظت ان بعضاً من مخاوفي قد تلاشت خاصة بعد سماع كلمة مشيخة الازهر التي اعقبها كلمة وزارة الاوقاف فقد رحب المتحدثان د. محمد ابو عاصي ود. احمد تركي بسماع الآراء المختلفة من عضوات منظمات المجتمع المدني والاعلاميين وتبادل الافكار مع الجميع بأسلوب عصري يدل علي ان المؤتمر قد خرج عن الشكل التقليدي النظري ومؤكدا ان الاختلاف لا يعني الخلاف، وتم مناقشة العديد من القضايا المهمة من خلال محاور المؤتمر الاربعة والتي اختتمت بثلاث ورش عمل اسفرت عن توصيات قيمة.. وتناولت المحاور الاربعة «الشريعة والقانون وحقوق الانسان» و «الاسلام والمعاصرة» و «المجتمع المدني والخطاب الديني» و «قضايا وتطبيقات قانون الاحوال الشخصية» وطرحت تجارب من بلدان عربية حول حقوق النساء مثل السعودية وتونس والمغرب وتداولت الحاضرات اعلان الاسكندرية حول حقوق المرأة في الإسلام والذي يعد مسودة للورقة المقرر ان تصدرها مشخية الازهر لاحقا. وأهمس في اذن من يهتم بقضايا المرأة اننا في حاجة إلي تحرير انفسنا من المفاهيم المغلوطة حول المرأة وان اكثر ما شد انتباهي في هذا المؤتمر ان جميع المشاركين من رجال الدين أكدوا قيم الوسطية المعتدلة المميزة للثقافة الإسلامية والثقافة الاسرية المنبثقة منها البعيدة عن التشدد والانغلاق .