انتهت أمس هذه الأيام المباركة العشر الأوائل من ذي الحجة التي أقسم بها المولي عز وجل في كتابه العزيز «والفجر وليال عشر» وقال صلي الله عليه وسلم «ما من أيام أعظم ولا احب إلي الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». وفي هذه الأيام المباركة نتذكر ونعيش مع الحجيج نتذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ترك زوجته هاجر وولده إسماعيل في واد غير ذي زرع وتمسك هاجر بأيدي أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وهي مذعورة وتقول: أتتركنا هنا؟! ولا يجيب وعندما أدركت أنه أمر الله قالت: «لن يضيعنا» نتذكر سعيها بين الصفا والمروة للحصول علي الماء ونتذكر تدفق الماء من بئر زمزم تحت قدم ابنها إسماعيل ونتذكر دعوة سيدنا إبراهيم «فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات» نتذكر طاعة إسماعيل لأبيه عندما قال له: «اني أري في المنام أني أذبحك» فرد عليه الابن «يا أبت أفعل ما تؤمر» نتذكر وفديناه بذبح عظيم وسار سنة عند جميع المسلمين. فيا كل مشتاق إلي زيارة بيت الله الحرام اجعل الكعبة في قلبك وعش مع الحجيج ثمانك معهم تنال من ثوابهم إلي أن يكتب الله لك الحج. وتتواكب هذه الأيام المباركة مع انتصارات اكتوبر 73 ودور القوات المسلحة في التضحية والفداء من أجل الوطن ونحتسب شهداء الوطن عند الله يرزقون فلولا هذا الانتصار ما كانت معاهدة السلام وما كان المفاوض المصري ندا بند مع إسرائيل التي لا تعترف إلا بمبدأ القوة ومازال دور القوات المسلحة ممتدا علي مر الأيام من انحياز لإرادة الشعب في ثورتين متتاليتين ومحاربة وتطهير سيناء من بؤر الإرهاب. دعاء من القلب لله سبحانه وتعالي أن يحفظ الوطن ويوحد شعبه علي قلب رجل واحد لتجتاز مصر أخطر مراحل حياتها آمين يا رب العالمين.