سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاسكتلنديون يقررون اليوم مصير المملكة المتحدة توقعات بإقبال تاريخي علي الاستفتاء..و قضايا شائكة يطرحها استقلال اسكتلندا مستقبل كاميرون علي المحك .. ومخاوف أوروبية من عدوي الانفصال
اللحظات الأخيرة للحملات المؤيدة والمعارضة لانفصال اسكتلندا يتوجه الاسكتلنديون اليوم إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء حول الاستقلال يمكن أن ينهي 3 قرون من الاتحاد مع إنجلترا ويهدد بتفكيك المملكة المتحدة. وسيكون علي الاسكتلنديين الإجابة علي السؤال الوحيد المطروح في بطاقات الاقتراع «هل يجب أن تصبح اسكتلندا بلدا مستقلا؟». ومن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الاستفتاء عالية جدا لتصل إلي مستوي قياسي ومن بين 5 ملايين مواطن هم عدد سكان اسكتلندا سجل نحو 4،3 مليون شخص أسماءهم للمشاركة في التصويت أي ما يعادل 97% من القاعدة الانتخابية مما يدل علي الاهتمام الشديد بهذا الاقتراع الذي سيشمل للمرة الأولي الشباب البالغين من العمر 16 و17 عاما. وستبدأ النتائج في الظهور خلال الليل في 32 منطقة محلية من جزر شيتلاند في الشمال إلي ادنبره وجلاسكو في الجنوب علي أن تعلن النتائج الرسمية صباح غد. وفي حال حصولها علي الاستقلال ستصبح اسكتلندا أول دولة مستقلة تنشأ في أوروبا منذ تفكك يوغوسلافيا والأحدث في العالم منذ جنوب السودان عام 2011. وسيفتح فوز مؤيدي الاستقلال الباب أمام مفاوضات معقدة تمتد عدة أشهر قبل الحصول علي استقلال كامل. ورغم النجاحات التي حققتها الحملة المؤيدة للانفصال التي يقودها رئيس الوزراء الاسكتلندي أليكس سالموند وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة ارتفاع نسبة التأييد لها بثلاث نقاط إلا أن رافضي الاستقلال مازالوا يحافظون علي الصدارة بنسبة تأييد وصلت إلي 52% بعد استبعاد الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم. وأشارت استطلاعات الرأي إلي أن 8% من الناخبين لم يتخذوا قرارا حتي الآن. وأثارت حملة الاستفتاء انقسامات شديدة في الآراء داخل اسكتلندا حتي ضمن العائلة الواحدة أو الأصدقاء لكنها بقيت سلمية في مثال نادر للحركات الانفصالية في العالم. ورغم اشتداد المنافسة بين المعسكرين تسود نغمة من الثقة في خطاب مؤيدي الاستقلال حيث أكد رئيس الوزراء الاسكتلندي أليكس سالموند الذي يعتقد أنه سيصبح «أتاتورك اسكتلندا» أنهم «علي وشك أن يصنعوا التاريخ». وفي بريطانيا يسيطر القلق علي الحكومة في الوقت الذي كثف فيه رئيسها ديفيد كاميرون جهوده لإقناع الناخبين الاسكتلنديين برفض الاستقلال بعدما تعهد هو وزعماء الأحزاب الرئيسية في بريطانيا بمنح البرلمان الاسكتلندي مزيدا من الصلاحيات وهو ما اعتبره سالموند «عرضا فارغا في اللحظة الأخيرة». ويهدد الاستفتاء بتفكيك المملكة المتحدة التي ستخسر ثلث مساحتها في حال استقلال اسكتلندا وقد يتسبب الأمر بظهور دعوات مماثلة للحصول علي سلطات محلية أوسع في ايرلندا الشمالية وويلز كما يهدد أيضا مستقبل كاميرون بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أن 31% من البريطانيين يعتقدون أنه علي كاميرون أن يقدم استقالته إذا استقلت اسكتلندا لكن كاميرون أكد أنه غير نادم علي طريقة تعامله مع الاستفتاء. وحصلت قضية استقلال اسكتلندا علي اهتمام واسع حول العالم. وتشعر الولاياتالمتحدة بالقلق من انفصال اسكتلندا بسبب نظام الردع النووي بينها وبين بريطانيا كما يوجد في اسكتلندا 58 صاروخا أمريكيا استأجرتها بريطانيا وقد يتعين علي بريطانيا أن تخصص قاعدة أخري للأسلحة النووية التي أعلنت الحكومة الاسكتلندية أنها تريد حظرها من علي أراضيها. وأوروبيا يخشي الاتحاد الأوروبي أن يتحول استقلال اسكتلندا إلي عدوي وهو ما دفعه للتلويح برفض انضمام اسكتلندا للاتحاد. ويطرح استقلال اسكتلندا عددا من القضايا الشائكة معظمها قضايا اقتصادية ففيما يتعلق بحقول النفط والغاز في بحر الشمال سيتم تقسيمها لتحصل اسكتلندا علي 85% من المخزون ليسهم بنسبة 15% في اقتصاد اسكتلندا الجديدة ويتهم مؤيدو الاستقلال بريطانيا بإهدار هذه الموارد. ومن بين القضايا المحافظة علي الملكية ويريد الاسكتلنديون أن تبقي الملكة إليزابيث ملكة للبلاد وتثير قضية مشاطرة دين بريطانيا البالغ 1،4 تريليون جنيه استرليني التساؤلات. أما القضية الأخطر فهي العملة ويسعي دعاة الاستقلال لاستخدام الجنيه الاسترليني لكن في حالة الانضمام للاتحاد الأوروبي سيكون علي اسكتلندا الالتزام باليورو.