تعود الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي المنطقة العربية لاستئناف عملياتها العسكرية بناء علي طلبات استغاثة من رئيس الوزراءالعراقي السابق نوري المالكي والزعيم الكردي مسعود البارزاني وغيرهما. ويردد المقربون من البيت الأبيض الامريكي انه رغم ان واشنطن انسحبت من التدخل المباشر وتفضل عدم الدخول في حروب جديدة.. إلا انها ستوجه ضربات جوية إلي تنظيم "داعش" الذي يتمدد في كل من العراقوسوريا. وتطرح هذه التطورات عدة تساؤلات مهمة : ألم يكن قرار حل الجيش العراقي فور اكتمال الغزو الامريكي للعراق، وتسليح وتدريب وتمويل عناصر سورية لضرب الجيش السوري بمثابة دعوة مفتوحة للمنظمات الارهابية للعمل في البلدين؟ ألم تكن امريكا تعرف من يقوم بتمويل "داعش" ودعمها وتسليحها، ومن الذي يفتح الأبواب والطرق لنقل آلاف المقاتلين والمرتزقة من انحاءالعالم حوالي 60 دولة للانخراط في القتال علي الأرض السورية وتأسيس المنظمات الارهابية هناك؟ أليس هؤلاء الممولون والداعمون حلفاء لواشنطن.. ومشاركين أصليين وفاعلين في تربية الأفاعي في كل من سورياوالعراق.. واعضاء في "التحالف الدولي" الجديد؟! لماذا تقتصر مهمة "التحالف الدولي لمكافحة الارهاب" علي مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء علي ثورة ارهابية بذاتها، ولا تشمل كل المنظمات الارهابية التي تختلف مسمياتها ولكنها ليست سوي منظمة واحدة تحمل عدة لافتات؟ ولماذا لا تشمل كل البؤر الارهابية في المنطقة؟ هنا تتضح صحة وسلامة الموقف المصري الرسمي. كيف تتفق مهمة ضرب الارهاب مع الحديث الامريكي عن المقاتلين "المعتدلين"- كما لوكان هناك ارهابيون معتدلون!!- ومع وضع خطط جديدة لتقديم مساعدات ضخمة- في التمويل والتدريب والتسليح لهؤلاء "المعتدلين" مثل "الجيش السوري الحر" بينما اعلن قائد هذا الجيش مؤخرا- واسمه باسل ادريس- انه يتعاون بانتظام مع "داعش" في العمليات ضد نظام الأسد، خاصة في منطقة الحدود السورية- اللبنانية؟ ثم ان عددا كبيرا جدا من افراد هذا "الجيش السوري الحر" قد التحق بصفوف "داعش"، كما ان الاسلحة التي قدمتها امريكا لهذاالجيش وصلت إلي أيدي "داعش"؟ مع الاصرار الامريكي علي ان تتولي واشنطن مهمة الاطاحة بالنظام السوري.. هل ستكون الضربات الجوية الامريكية موجهة ضد الارهابيين أم ضد الجيش السوري لاسقاط النظام الحاكم في دمشق؟ أم أن الهدف هو اطالة أمد الحرب في سوريا والحفاظ علي ما يكفي من الجماعات الارهابية التي يمكن الاكتفاء بإضعافها أو تحجيمها أو احتوائها وليس استئصالها.. لكي تلعب دورها في مواصلة تفتيت المنطقة وتحويلها إلي كيانات طائفية ومذهبية هشة ومتناحرة.. خاصة ان امريكا تضع نصب عينيها منع استفادة سوريا من الضربات الجوية؟ هل يمكن ان تقضي الضربات الجوية علي داعش بدون قوات برية؟ وماذا لو اختلط "الداعشيون" بالسكان لشل تلك الضربات الجوية التي سيكون ضحاياها- في هذه الحالة- هم المدنيون؟ كلمة السر: استئصال جذور كل منظمات الارهاب.