وصفت وكالة أنباء النظام السوري (سانا)، اليوم الخميس، سياسة واشنطن ب"الراعية للإرهاب" والمعرقلة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وذلك تعليقاً على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعرض فيه استراتيجيته لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش". وأضافت (سانا)، أن "سياسة واشنطن الراعية للإرهاب في المنطقة وخاصة تجاه سوريا شكلت عقبة أساسية أمام إيجاد حلول واضحة لحل أزمات المنطقة إذ أن واشنطن كانت تقول من جهة إنها تريد حلا ومن جهة أخرى كانت تصدر القرارات والتعليمات وتأمر مخابراتها بايصال السلاح والمال للارهابيين الذين يقاتلون في سورية". ويطلق النظام السوري صفة "الإرهابيين" على من يحمل السلاح ضده سواء أكان من الجيش الحر أو الفصائل الإسلامية المتحالفة معه أو "داعش". وأضافت الوكالة الرسمية أن "واشنطن تظهر عبر مواقفها وسياساتها المتناقضة عدم جديتها في محاربة الإرهاب إذ تعلن الحرب على جزء منه وتدعو لتسليح جزء آخر كما فعل الرئيس الأمريكي اليوم عندما طلب موافقة الكونغرس على تسليح من يسميهم "المعارضين السوريين المعتدلين" الذين لا يقل إجرامهم عن أفعال إرهابيي (داعش)"، حسب تعبيرها. وفي الوقت الذي علقت فيه الوكالة الرسمية للنظام على خطاب أوباما فإنه لم يصدر أي تعليق رسمي من رئاسة النظام أو خارجيته على الموضوع حتى الساعة (5.30 تغ). وأعلن وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، 25 أغسطس/آب الماضي استعداد دمشق للتعاون والتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي بخصوص مكافحة الإرهاب ضمن احترام سيادة واستقلال البلاد، إلا أن واشنطن وعدد من العواصمالغربية رفضت ذلك العرض من خلال تصريحات أطلقها مسؤولين غربيين بهذا الشأن. وألقى أوباما خطاباً، مساء الأربعاء(بتوقيت واشنطن)، تضمنت أربعة عناصر ضمن خطته لمواجهة تنظيم "داعش" أولها بحسب ما ذكر "تنفيذ حملة منهجية من الغارات الجوية وسنوسع حملتنا كي تتجاوز المساعدات الإنسانية، والحملة ستستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية أينما كانوا وهذا يعني أنني لن أتردد في توجيه ضربات إلى التنظيم داخل سوريا وليس العراق فقط فهؤلاء لن يجدوا مكانا آمنا في أي مكان". في حين أن البند الثاني تضمن زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل مقاتلي "داعش" حيث قال أوباما "سنزيد من دعمنا للقوات البرية التي تقاتل هؤلاء المقاتلين وقد أرسلت مستشارين لتقييم أفضل الطرق لدعم القوات العراقية وهذه الفرق أكملت عملها وسنرسل 470 خبيرا اخر إلى العراق وهؤلاء لن يقودوا القتال على الأرض ولكن هناك حاجة لهم لدعم القوات الكردية والعراقية في التدريب والتجهيز بمعدات واليوم أطلب من الكونغرس مرة أخرى أن يسمح لنا بمزيد من الموارد لتجهيز القوات البرية لحلفائنا على الأرض وفي سورية يجب أن ندعم "المعارضة المسلحة المعتدلة". أما البند الثالث من الاستراتيجية، فقال عنها الرئيس الأمريكي "سنواصل الاستفادة من قدراتنا في مكافحة الإرهاب للحيلولة دون وقوع هجمات من تنظيم الدولة الإسلامية وسنمنع مصادر التمويل من توصيل المال إليها وسنحاول منع المقاتلين الأجانب من الانضمام إلى التنظيم وفي خلال اسبوعين سأترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي لدراسة هذه الموضوعات". وأخيراً تضمن البند الرابع "مواصلة تقديم المساعدات الانسانية للمدنيين الأبرياء الذين نزحوا بسبب هذا القتال". واستبق خطاب أوباما اجتماعا إقليميا من المقرر أن يُعقد، في وقت لاحق من اليوم الخميس، تستضيفه السعودية يضم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست، ومصر، والأردن، وتركيا وأمريكا، لبحث "موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه، وسبل مكافحته"، وفقا لوكالة الأنباء السعودية. ويتزامن الاجتماع مع جولة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في منطقة الشرق الأوسط، تشمل العراق، والأردن، والسعودية، ضمن جهود بلاده لتشكيل تحالف دولي من أكثر من 40 دولة لمحاربة تنظيم "الدول الإسلامية" (داعش).