كشفت وثائق سرية خرجت إلي النور مؤخرا لأول مرة ان الولاياتالمتحدة خططت لاقامة قاعدة صواريخ نووية علي سطح القمر كنوع من استعراض القوة فوق هذا الكوكب. ففي قمة الصراع علي السيطرة علي الفضاء الخارجي بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وضع سلاح الجو الأمريكي خطه في أوائل الستينيات لبناء قاعدة عسكرية علي سطح القمر كي تتخذها منصة يمكن من خلالها إطلاق صواريخ نووية علي الاتحاد السوفيتي، بعد أن هزت ثورة السوفيت الفضائية واشنطن حين كانت موسكوا أول من يرسل انسانا إلي الفضاء. وأظهرت الوثائق التي أطلقها أرشيف الأمن القومي ان سلاح الجو الأمريكي كان يحلم بنظام لقصف الأرض بالصواريخ من الفضاء وهو المشروع الذي وعد القائمون عليه بأن يكون جاهزا بحلول عام 1969، أي نفس العام الذي هبط فيه رائد الفضاء الأمريكي نيل ارمسترونج علي سطح القمر. قدرت تكاليف المشروع ب 6 مليارات دولار وهو مبلغ ضخم جدا بمقاييس الستينيات حيث يحتاج المشروع إلي 147 صاروخا وكبسولة فضائية لنقل الرجال والمعدات إلي الفضاء.وتتلخص الفكرة الاستراتيجية وراء هذه القاعدة الفضائية في حماية المصالح المستقبلية للولايات المتحدة علي سطح القمر وتطوير تقنيات شبكات مراقبة الأرض المنصوبة علي سطح القمر بجانب شبكات نقل الاتصالات كما كان مخططا للمشروع كي يكون وسيلة لخدمة أبحاث استكشاف سطح القمر ونقطة انطلاق للمزيد من الابحاث حول الفضاء، وادارة العمليات العسكرية علي هذا الكوكب إذا تطلب الأمر ذلك وأخيرا دعم الابحاث العلمية الاكتشافات علي سطح القمر. ورغم خطورة هذه الخطة، إلا أنه سرعان ما تم تغييرها إلي الاسوأ والاكثر تطرفا بتزويد الصواريخ الموجودة علي سطح القمر برؤوس نووية كاستعراض لمدي قوة النيران الأمريكية. وقد أكد الخبراء ان إطلاق هذه الاسلحة النووية سيكون مرئيا علي الارض لانه سيخلف حفرة عميقة جدا وينتج عنه سحابة من الغبار تتطاير في كل الاتجاهات بدلا من سحابة عش الغراب التي تنتج عن اطلاق الاسلحة النووية علي الأرض.