د. محمد السعدنى أما أنتم اليوم تحاولون تهديد الجغرافيا بالتقسيم وتحاولون انقطاع التاريخ بردنا الي عصور البداوة والتخلف، ولا تتوقفون عن الإملاءات والتسلط والنصائح المدرسية التي لا يقبلها السذج أمام :شغف الأمريكان في مؤتمر المنظمة العربية الامريكية في كازابلانكا زاد اصراري علي وضع الحقائق كما نراها امامهم، واستطردت: يا سادة ما يبحثه الكونجرس صباح اليوم بشأن تخفيض أربعمائة مليون دولار من المعونة العسكرية المقررة لمصرلدعم الاستمرار والابقاء علي كامب ديفيد، هو أمر لا يزعجنا بل لا أغالي إن قلت ان غالبية الشعب المصري يطالبون الرئيس السيسي برفض هذه المعونة التي تمنون بها علينا بينما انتم المستفيدالأكبر منها وهي تقع علينا بالخسارة، إن سياساتكم هي المستفيد الاول من المعونة، اولوية المرور في القناة حتي لحاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية بما يعنيه من احتمالات تلوث مياهنا الاقليمية، واستخدام لممراتنا الجوية لطائراتكم فور الابلاغ عن إقلاع طائراتكم، بل وإمدادنا إسرائيل بالبترول والغاز، والتمكين لسياسياتكم في الشرق الاوسط وأفريقيا التي كنا بوابتها والتي عمل نظام 23 يوليو وجمال عبدالناصر علي تحررها، اليوم تلاعبونا بأوراقها، في تقسيم السودان ودارفور ودول حوض النيل وإثيوبيا وسد النهضة، وفي سلوك غريب لاتدعي مصر لحضور القمة الأمريكية الافريقية، وكما نقول في ادبياتنا الشعبية علي مثل هذه التصرفات «كيد النسا» وهذا هو الاسلوب الذي اختاره مستر أوباما لمناوءة مصر لأن السيسي جرأ أن يقول لا للسياسات الأمريكية، وراح أوباما يتباكي علي الديقمراطية وحقوق الإنسان وهو يعلم جيداً أنها حجاج واهية وحق يراد به باطل فلطالما ساعدت الولاياتالمتحدةالأمريكية كل الديكتاتوريات مادامت تحقق مصالحها وتدور في فلك سياساتها. تحد آخر يزعجنا وهو دس أنوفكم في أمورنا الداخلية ومحاولتكم فرض الوصاية علي تصرفاتنا وخياراتنا وسياستنا بتصور أنكم تعرفون أكثر وبفرض أننا شعوب تحتاج أن تعلموها كيف تتصرف وماذا تفعل وكيف ومتي تفعل طبقا للطريقة والتوقيت الأمريكيين، لا تتوقفون عن الفتوي في شأن ماذا ينبغي أن نفعله للتحول نحو الديمقراطية، وكأنكم حولتم الديمقراطية «باترونا» للموضة وعلينا أن نرتدي ملابسها علي مقاس مستر أوباما وإدارته الذين يصرون علي ادماج الإخوان في العملية السياسية رغم كل الإرهاب والإجرام الذين يقومون به لضرب مصر والاضرار بها، ورغم أحكام قضائية باعتبار الإخوان تنظيماً إرهابياً ورغم التحققات والوقائع والملابسات والأدلة علي تنسيقهم واتصالهم مع القاعدة وبقية منظماتها الإرهابية، وعندما نرفض ذلك حرصاً علي وطننا ومصالحنا يعاقبنا السيد الذي في البيت الأبيض ويقيم حولنا الدنيا ولا يقعدها، ياسادة هذه هي التحديات التيتواجهنا وهي في مجملها من صنعكم يا سادة لقد عاشت بلداننا العربية فترات ازدهارها العظمي بالحفاظ علي إتصال الجغرافيا وتدفق التاريخ، فكنا يومها نحمل النور والعلم للعالم كله، اما انتم اليوم تحاولون تهديد الجغرافيا بالتقسيم وتحاولون انقطاع التاريخ بردنا الي عصور البداوة والتخلف، ولا تتوقفون عن الإملاءات والتسلط والنصائح المدرسية التي لا يقبلها السذج ومحدودا العقل. كفوا عن تدخلاتكم وتعاملوا معنا باحترام العقل والمنطق وسياقات اللياقة والتحضر، ولا يتجاسر أحدكم أن يطلب منا ان نغسل ايدينا قبل الأكل وبعده فكل الأديان التي حضت علي النظافة خرجت من بلداننا. بعد عودتي من كازابلانكا قرأت مقال الكاتب النابه ابراهيم عيسي وهو ينعي علي رجال الإدارة المصرية أنهم لا يوقفون اولئك المتنطعين الذين يتحذلقون بحجة تعليمنا الديمقراطية والأدب ونعي الكاتب الجميل بمناسبة زيارة كيري وتصريحاته في القاهرة ان تعدم ادارتنا من يرد عنا هذا التدخل، ساعتها قلت إذن لم يكن ابراهيم عيسي يؤذن في مالطا، بل في كازابلانكا.