المسئولون في جميع القنوات التليفزيونية العربية في حالة استنفار قصوي هذه الايام استعداداً «لمهرجان» شهر رمضان.. فقدتحول شهر رمضان الي «مهرجان مفتوح» لعرض المسلسلات التي تتنافس في تقديم كل ما هو مثير لتنال الرضا السامي من مسئولي وكالات الإعلان؟! وقداصبحت رغبات وكالات الاعلان أوامر لا تستطيع أي قناة رفضها أو مخالفتها وإلا حرمتها هذه الوكالات من اموال الاعلان التي اصبحت «القوة» القاهرة التي تقبض بيد من حديد علي شاشات التليفزيونيات العربية بلا استثناء. وفي ظل سطوة الاعلان هذه انهارت كل المعايير المهنية الاعلامية، وتم استبعاد كل من لم يرضخ لتوجيهات اباطرة الاعلان، سواء كان إعلامياً اراد ان يحترم مهنته أو علي الاقل يستبقيالحدالادني من الاحترام لهذه المهنة، أوكانت مادة اعلامية تم ضبطها من مسئولي «الاعلان» وهي ترتكب جريمة الحرص علي تقديم خطاب إعلامي يحاول الالتزام بمعايير المهنية للاعلام أو يحاول الابتعاد عن الاثارة الفجة بكل صورها أو السقوط في مستنقع الاسفاف والابتذال. هذا هو المناخ السائد الان فيجميع المؤسسات الاعلامية العربية.. وستزداد مساحة الانحطاط والنشوة فيالخطاب الاعلامي ما لم تبادر جهة تملك الشجاعة والقدرة علي رفض هيمنة «الإعلان» علي «الإعلام».. والجهة الوحيدة المؤهلة لهذه المواجهة هي «إعلام الدولة» فهل يجرؤ المسئولون بهذا الإعلام علي اتخاذ هذه الخطوة لانقاذ الخطاب الاعلامي العربي من مستنقع الاثارة والابتذال؟