البرامج التي تعتمد في تقديمها علي النقد والسخرية هي من أهم البرامج التي يمكنها أن تصل للمشاهد بسهولة لما تحمله من نقد لسلبيات المجتمع وبعض القضايا المهمة التي يعاني منها المواطن المصري وقد شاهدنا عددا منها ترك بصمة لدي المشاهد منها "سيد أبوحفيظة" و"بني أدم شو" و"البرنامج" الذي يقدمه باسم يوسف ولكن ورغم أنها تحتاج في بعض الأحيان لمقدم برامج من نوع خاص تتوافر به شروط لا تتوافر في آخرين إلا أن بعض القنوات. خرجت عن حدود اللياقة في التقديم بل وتجاوزت أصول المهنة المتعارف عليها. "الأهرام المسائي" استطلع آراء خبراء الإعلام في هذه البرامج وأساليب "تقويمها" حتي لا تخرج عن أهدافها. - يقول الإعلامي طارق حبيب إن الخروج عن المألوف في تقديم البرامج خطأ مهني يجب ألا يقع فيها إعلامي محترف، فالإعلامي المحترف النموذجي هو الذي يستمع أقل مما يتحدث ولكن الإعلامي الآن يتحدث أكثر من الضيف بل ويحرضه ويبدي رأيه الشخصي فيما يطرحه من قضايا أمام المشاهد وكل هذه أخطاء كثيرة في حق القناة التي تقدم البرنامج وفي حق المذيع نفسه، للأسف انقلبت القنوات وعاشت صراعا إعلاميا وحروبا متبادلة ومصر تضيع بسبب الانقسام، للأسف الذين درسوا أعلاما ويحملون خبرات كبيرة وقوية لا يعملون بالمجال وحل محلهم من يفتقد للمهنية واختلط الحابل بالنابل وأصبحت القنوات تبحث عن الإثارة لجذب الإعلانات حتي أصبحت المادة أهم من الأخلاقيات. وقالت الإعلامية الكبيرة آمال فهمي: لقد انعدمت المبادئ والأخلاق وانتهت قواعد اللعبة وأصبح الأعلي صوتا هو الأكثر تأثيرا وأصبحت الألفاظ الخارجة هي الأقرب ودخلاء المهنة أصبح عددهم يفوق المشاهدين وأضافت فهمي للأسف الإعلام أصبح مباحا وانتهكت حرمته ولا توجد عقوبة تعاقب من يخرج عن اللياقة والأدب وأصبح علي المشاع لأنهم يحاربون أي كلام حول اللوائح التي تنظم أخلاقيات المهنة ويعتبرون ذلك قيدا علي الحريات ولكني أري لابد من وجود ميثاق شرف إعلامي لأننا افتقدنا اللياقة والأدب في تقديم البرامج. ورفض الإعلامي يسري الفخراني ما أسماه "الإسفاف" في تقديم البرامج وقال:سوف ندفع ثمن هذا غاليا في القريب، وأضاف الفخراني: نشاهد الابتذال في البرامج صباحا ومساء و معظم البرامج تزايد علي ما لا يليق لاختراق عقل المشاهد لتحقيق النجاح بأي صورة ولكن هذا ليس نجاحا ولا يليق بالمشاهد الذي ينتظر المعلومة المفيدة من البرنامج الذي يراه، للأسف يحدث هذا لأن القانون غائب عنا وعن المؤسسات وعن الإعلام وعن كل شيء وأعتقد ان هناك عمدا يطرحه البعض من وراء هذا أظنه بهدف تغيب الناس عما يحدث حتي لا يفكرونا كثيرا فيما يحدث علي الساحة السياسية. ومن جانبها أكدت سهير الأتربي أهمية البرامج النقدية التي تعتمد علي السخرية لأنها جذابة وتوجد مشاهدا ومتابعا جيدا لها بشرط أن تكون هناك قواعد لتقديمها وأن تحترم عقليته ويبتعد عن الألفاظ التي تخدش الحياء وقالت إن برنامج باسم يوسف وأن يحمل بعض الألفاظ فعليه أن ينتبه لها وعلينا توجيهه بشكل ملائم لأننا ضد الإساءه لأحد وضد وصول أي كلمة أو معني يؤذي أذن المشاهد الذي حملنا مسئولية الكلمة. ولكن يبدو أن التجاوزات أصابت كل شيء فليس الإعلام وحده هو الذي أصيب وإنما سبقته المسلسلات والأفلام التي حملت الكثير من الالفاظ التي لا تليق بمشاهد يجلس في بيته وبجانبه أبنائه، الإعلام وكل وسائل التواصل مع المشاهد تحتاج إلي إعادة صياغة من جديد لأنه بأقل القليل من التوجيهات سوف نصل للإعلام الذي نريد له أن يكون بيننا.