يُعد التحالف الصهيوأمريكي الذي يحكم أمريكا وأوروبا المسرح حالياً في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط لإشعال حرب سنية شيعية. ومن مظاهر هذا الإعداد أنه بعد أن كانت كل من إيرانوسوريا وليبيا وحزب الله يشكلون محور الشر بالنسبة للتحالف الصهيوأمريكي. وقد بني هذا التحالف استراتيجيته منذ أوائل الثمانينيات في القرن الماضي علي تدمير هذا المحور.. فجأة ودون مقدمات حدث تحول استراتيجي في سياسة التحالف الصهيوأمريكي، أصبح الآن يخطب ودها ويسعي إلي مصالحتها تمهيداً للاستفادة منها والاستعانة بها ليكون هذا المحور هو الأداة الناجزة والنافذة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد أن فشل في تنفيذه علي أيدي تنظيم الإخوان الإرهابي الإجرامي الدموي بفضل الله أولاً وصمود الشعب المصري، وقد تأكد التحالف الصهيوأمريكي أن تنظيم الإخوان الإرهابي أضعف مما يتصور وليس له أرضية أو شعبية في الدول العربية بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة .. وعلي الرغم من وجود خلافات في وجهات النظر بين التحالف الصهيوأمريكي من جانب والإدارة الأمريكية من جانب آخر حول الاستراتيجية الجديدة حيث يري التحالف الصهيوأمريكي أن الاستعانة بالمحور الشيعي وعلي رأسه إيران لتنفيذ هذا المخطط الإجرامي سيؤدي إلي تنامي وزيادة القدرة الإيرانية وستطالب إيران بالثمن ولن يكون أقل من إقامة دولة شيعية كبري تشمل بالإضافة إلي إيران كلا من سوريا والعراق والكويت والبحرين والإمارات وأجزاء كبيرة من المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية التي تتركز فيها الثروة النفطية وبذلك ستهدد هذه الدولة الكيان الصهيوني ذاته ويمكن أن يؤدي إلي زوال دولة إسرائيل من المنطقة إلا أن الإدارة الأمريكية طمأنت التحالف الصهيوأمريكي بأنه عقب انتهاء هذه الحرب ستكون قوة الدولة الإيرانية أنهكت تماماً إضافة إلي استنزاف السعودية ومصر وإنهاكهما وفي هذه الحالة ستكون الدولة الصهيونية هي الدولة المحورية الكبري في المنطقة وسيتم تنفيذ أحلام الصهيونية بأن تكون دولة إسرائيل من النيل إلي الفرات كمرحلة أولي في إطار سيطرة هذا التحالف علي العالم ولزيادة ثقة الدولة الصهيونية في خطة التحالف قامت الإدارة الأمريكية ولأول مرة علي أرض الواقع بتنفيذ مفهوم الدولة اليهودية مما سيؤدي إلي حرمان الشعب الفلسطيني المشرد من حق العودة إضافة إلي طرد كل من لا يدين بالديانة اليهودية من دولة إسرائيل .. وبذلك أصبحت مرجعية تنظيم الإخوان الإرهابي الإجرامي الدموي مرجعية شيعية وأصبح المرشد الأعلي للثورة الإيرانية هو مرشد الإخوان الإرهابيين. إني علي يقين من فشل هذه الاستراتيجية الجديدة للتحالف الصهيوأمريكي ولديّ أسباب عديدة سأذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر وجود تحالف جديد يتشكل إن لم يكن قد تشكل بالفعل يضم كلا من مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين وستنضم الجزائر فيما بعد وهذا التحالف بدأ يقيم علاقات استراتيجية مع كل من روسيا والصين والشواهد علي ذلك كثيرة منها آلية 2+2 بين مصر وروسيا وزيارة مدير المخابرات السعودي إلي روسيا ورسالة بوتين إلي القمة العربية رقم 25 التي عقدت مارس الماضي في الكويت فضلاً عن الاستثمارات الصينية الضخمة في السعودية. وأعتقد أن إيران قد وعت درس طالبان والقاعدة فبعد أن استخدمهما التحالف الصهيوأمريكي لتفكيك الاتحاد السوفيتي السابق انقلب عليهما وفتح لهما سجوناً خاصة في العديد من الدول علي غرار جوانتانامو، أيضاً تعلم إيران علم اليقين أن روسيا والصين وقفتا بجانبها في حربها مع التحالف الصهيوأمريكي سواء الحرب العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية.. ونظراً لأن إيران حريصة علي أن تخرج بأكبر المكاسب بما يتعارض مع السياسة الخفية للتحالف الصهيوأمريكي فقد بدأت الإدارة الأمريكية في استخدام سياسة العصا والجزرة مرة أخري مع إيران وكل المؤشرات تؤكد فشل هذه الاستراتيجية الجديدة وتؤكد أن التحالف الصهيوأمريكي يسير من فشل إلي فشل حتي وصفته الأوساط الاستراتيجية بأنه أدمن الفشل.