في بداية لجوء جماعة الإخوان للعنف بعد زلزال الثلاثين من يونيو، الذي أطاح بهم خارج السلطة ومراكز الحكم، كان التصور الغالب لدي عموم المواطنين ان هذه حالة مؤقتة لن تستمر طويلا، وسوف تنتهي خلال مدة وجيزة، وذلك بعد ادراكهم للواقع الذي يؤكد أن تلك هي إرادة الشعب ونتيجة فشلهم الكامل في إدارة الدولة وحكمها. ولكن ذلك لم يحدث،...، بل وجدناهم يصعدون من العنف ويمارسون كافة العمليات العدوانية ضد الدولة والشعب، ويعتدون علي المنشآت والممتلكات العامة والخاصة وينشرون الفوضي بالجامعات، ويروعون الناس في كل مكان، ويرتكبون جرائم القتل والتخريب في كل موقع، ويهددون الأمن والاستقرار في طول البلاد وعرضها. كنا نتصور انهم سرعان ما يثوبون إلي رشدهم ويفيئون إلي رحمة الله،...، فإذا بهم يشنون حربا إرهابية شرسة علي وطنهم، ويتحالفون مع الشيطان وكل الكارهين لمصر وشعبها ضد وطنهم، وإذا بهم جزء من مخطط له أبعاد أخطر وأعمق مما كنا نتصور. والقراءة الصحيحة والواقعية للمخطط الإرهابي الذي تقوم الجماعة علي تنفيذه الآن في مصر، بعد تحالفها الشيطاني مع قوي الشر الإقليمية والدولية الكارهة لمصر والمتآمرة عليها، يؤكد سعيها المستميت لإعاقة المسيرة الوطنية لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة، والعمل بكل الوسائل الإجرامية لتعطيل تنفيذ خارطة الطريق ووقف أو إفساد عملية الانتخابات الرئاسية بأي وسيلة ممكنة. والجماعة والمتآمرون معها والداعمون لها علي المستوي الإقليمي سواء في تركيا أو قطر أو حماس يسعون وهم ينفذون مخططهم الإرهابي في مصر لنشر الفوضي وعدم الاستقرار، واشاعة الاحساس العام بعجز الدولة وغياب قدرتها علي توفير الأمن والأمان لشعبها، واعطاء صورة للعالم عن ضعف الدولة المصرية وغياب السلطة فيها علي تولي شئون الحكم وإدارة شئون البلاد. كل ذلك في إطار ما كان مدبرا علي المستوي الإقليمي لمصر وغيرها من الدول العربية، من تفكيك لهياكل وأعمدة الدول، وهدم قواعدها ومؤسساتها الرئيسية، والقضاء علي الجيش والشرطة، حتي يمكن إذابة وجودها في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديدة،...، وهو المشروع الذي أطاحت به واسقطته ثورة الثلاثين من يونيو، في ذات اللحظة التي اطاحت فيها بالجماعة واسقطتها عن حكم مصر، وهو ما دفع جميعا للتآمر علي مصر وشن الحرب الإرهابية عليها.