القراءة الصحيحة لجرائم الإرهاب والترويع البشعة، التي تقوم بها فلول جماعة الإرهاب والعصابات الإجرامية المتحالفة معها والداعمة لها، في الجامعات وما حولها وغيرها من الأماكن والمواقع، تؤكد سعيها المستميت لإعاقة المسيرة الوطنية لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة، والعمل بكل الوسائل الإجرامية الدنيئة لتعطيل تنفيذ خارطة المستقبل ووقف أو إفساد عملية انتخابات رئيس الجمهورية. وفي هذا الإطار علينا أن ندرك أن هؤلاء القتلة في سعيهم للإضرار بمصر والمصريين، لن يتورعوا بأي حال من الأحوال عن ارتكاب أكثر الجرائم دناءة وجنباً، لتحقيق أغراضهم والوصول لأهدافهم، حتي ولو تطلب ذلك اللجوء إلي أحط السبل وأكثرها دموية وشراسة وهي عمليات التفجير والقتل العشوائي. وعمليات القتل والتفجير المجنونة التي تمارسها جماعات الإرهاب وعصابات الجريمة المتحالفة معها، تهدف بوضوح لنشر الخوف والقلق والترويع بين المواطنين بطول مصر وعرضها، وهو ما يؤدي إلي نشر الفوضي وعدم الاستقرار في البلاد، وانتشار وإشاعة الإحساس العام بعجز الدولة وعدم قدرتها علي توفير الأمن والأمان لأبنائها، بالإضافة إلي إعطاء صورة للخارج عن ضعف الدولة المصرية وغياب قدرة السلطة فيها علي تولي شئون الحكم وإدارة البلاد. وحتي نستطيع الإلمام الصحيح بالأبعاد الحقيقية لما نتعرض له حالياً، لابد من الإدراك بأن الحرب الإرهابية الشرسة التي نتعرض لها الآن، تأتي في إطار ما كان مدبراً علي المستوي الاقليمي لمصر وغيرها من الدول العربية، من تفكيك لهياكل وأعمدة الدول، وهدم قواعدها ومؤسساتها الرئيسية، والقضاء علي جيشها وحراس أمنها، حتي يمكن إذابة وجودها في إطار مشروع ومخطط الشرق الأوسط الجديد. وعلينا أن ندرك أن ثورة الشعب التي دعمها الجيش في الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو، وما نتج عنها من الإطاحة بالجماعة وعزلها عن سدة الحكم ومراكز السلطة في مصر، قد أطاحت في ذات الوقت بمشروع ومخطط الشرق الأوسط الكبير، الذي كان قد تم الاتفاق عليه تحت جنح الظلام بين المعزول وجماعته في جانب والولايات المتحدة وإسرائيل في جانب آخر وبمشاركة تركيا وحلف الناتو، وتورط قطر وحماس، ...، وهي ما لم يكن وارداً ولا متصوراً من جانب هؤلاء جميعاً. ومن أجل ذلك وبسببه تتعرض مصر الآن لحرب الإرهاب الشرسة.