عندما نطلق لفظ (معاق) يتبادر إلي الأذهان ذلكم الشخص الذي ابتلاه الله تعالي بفقد جزء من جسده. ومع تحفظي علي هذا اللفظ حتي مع من فقد أطرافه أو حواسه فهؤلاء مأجورون في الإسلام إلا أن القرآن الكريم يرفض هذه النظره، فيقول تبارك وتعالي عن أولئك الذين لا يعتبرون بآيات الله ولا يعملون العقول : «فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور» (الحج : 46). فالأعمي الحقيقي هو من عطل عقله، وأمات مشاعره، ليس الأعمي من لايري، وإنما الذي لايشعر بما يراه ولايتدبر فيه. في الحقيقة ليس من جلس علي الكرسي هو المعاق، بل هناك إعاقات كثيرة : فالفشل إعاقة، والتردد إعاقة، والكسل وعدم الإنتاج إعاقة، والمحبط الذي يعيش بلا رسالة أو أهداف معاق. هناك من أعطاه الله بسطة في الجسم، أتم الله عليه خَلْقه، لكنه معاق في تفكيره، لا علم ولا عمل، لا مشاركة في الحياة، بل هو في مصاف الموتي. إن البشرية عموماً والوطن خصوصاً ليسا في حاجة إلي نسخ من البشر، إنما هما في أمس الحاجة إلي العقول النيرة، والأفكار السوية، والهمم العالية. ورسالتي يا شباب: إما أن تنهضوا وتنفضوا غبار الكسل وتأخذوا بأسباب النجاح والتفوق ولا تلفتوا للوراء، وإما أن تظلوا في صفوف المنتظرين الذين يلعنون الظلام حيث العالم يسير ويتحرك من حولهم. فبالإرادة والعزيمة تُصنع المعجزات، وتحقق الإنتصارات والبطولات.