شهدت الأوضاع الأمنية في مصر مؤخراً تصعيدا للهجمات الإرهابية التي تستهدف رجال الشرطة والتي تعتبر تحولاً استراتيجياً في تخطيط الجماعات التي تتخذ من العنف والإرهاب وسيلة لمحاولة هدم مؤسسات الدولة وفي مقدمتها جهاز الشرطة. والغريب في الأمر أن الطريقة التي يستخدمها الإرهابيون تجاه أمناء الشرطة والضباط واحدة في كل الحوادث. حيث دفعت وزارة الداخلية خلال الايام القليلة الماضية ثمنا غاليا لتصديها للجماعات الارهابية واستشهد منها العشرات من رجالها بعد استهدافهم بواسطة الدراجات البخارية التي يستخدمها الارهابيون في تنفيذ جرائمهم. وكان آخر تلك الجرائم استهداف الرائد فادي محمود سيف الدين عواد من قوة إدارة مرور بورسعيد بمنطقة الجولف بواسطة مجهولين يستقلون دراجة بخارية حيث قاموا بإطلاق أعيرة نارية تجاهه مما أدي إلي استشهاده متأثراً بإصابته وقد سبقه بذات الطريقة اللواء محمد السعيد مدير الإدارة العامة للمكتب الفني بوزارة الداخلية والذي استشهد في 28 يناير الماضي إثر اعتراض دراجة بخارية يقودها شخصان لسيارته وإطلاق النيران عليه بشارع الهرم. كما شهدت محافظة الشرقية خلال الأيام الماضية 4 هجمات مسلحة نفذها ملثمون يستقلون دراجات نارية أسفرت عن استشهاد 6 أمناء شرطة وإصابة رقيب بالجيش في حوادث متفرقة، وقد بدأت الهجمات يوم 29 يناير الماضي عندما حيث أطلق مجهولون أعيرة نارية علي هاني النعماني أمين شرطة بقوة مركز ههيا مما ادي الي استشهاده في الحال وكشفت تحريات المباحث أن الجناة شنوا هجومًا علي أمين الشرطة مستقلين دراجة بخارية. وهو ما تكرر في قرية بردين التابعة لمركز الزقازيق حيث اطلقت النار علي الأمين إسماعيل محمد عبد الحميد التلاوي31سنة من قوة شرطة نجدة الشروق مما أدي لوفاته. كما لقي شعبان حسين سليم 45 عاما أمين شرطة بمركز أبوكبير، مصرعه بعيار ناري في الرأس أطلقه عليه مجهولون ملثمون يستقلون دراجة بخارية أثناء ذهابه لعمله. وفي هجوم رابع فتح مسلحون يستقلون دراجة نارية النار علي رقيب بالجيش، أثناء عودته لمنزله بمركز منيا القمح ما أدي لإصابته بطلقات نارية بالرقبة والصدر، نقل علي إثرها إلي مستشفي الأحرار بالزقازيق، ومنها إلي أحد المستشفيات الخاصة بالقوات المسلحة بالقاهرة. وفي سياق متصل تعرضت نقطة شرطة المعهد الديني بمنطقة الحسينية، إلي هجوم مسلح ادي الي إصابة أمين شرطة ونقله للمستشفي لتلقي العلاج، بعد أن تمكن الجناة من سرقة السلاح الميري لأحد الأمناء وفروا هاربين. الامر الذي دعا اللواء سامح الكيلاني مدير أمن الشرقية لاتخاذ قرار بحظر ارتداء رجال الأمن للزي الرسمي خارج المقرات الشرطية، وأن يستبدل بآخر مدني عند مغادرتهم أعمالهم، حفاظا علي سلامتهم ومنع أي محاولة لاستهدافهم. وقرر مدير الأمن إعلان حالة الاستنفار القصوي بين الأجهزة الأمنية لكشف غموض الحوادث الإرهابية الأخيرة، وتم نشر 14 دورية أمنية راكبة علي مختلف الطرق مزودة بالأسلحة اللازمة، لتأمين رجال الشرطة وإحباط أي محاولة لاستهدافهم. كما قرر إعداد حملات موسعة لضبط الدراجات البخارية غير المرخصة و التي تسير بدون لوحات معدنية وسحبها جميعا. وأشار مدير أمن الشرقية إلي ضبط مئات الدراجات البخارية المخالفة، وإخضاع قائديها للفحص الجنائي للتأكد من هويتهم. وألقت الأجهزة الأمنية بالشرقية القبض علي 11 شخصا من عناصر الإخوان بمراكز ههيا وأبوكبير ومنيا القمح للاشتباه في تورطهم في التحريض علي اغتيال أفراد الأمن واتهامهم بالتحريض علي الجيش والشرطة وإثارة الفوضي وأعمال العنف، و ذلك تنفيذا لأوامر الضبط القضائي الصادرة بحقهم من النيابة العامة. وفي الاسماعيلية استشهد أمين شرطة إثر قيام مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية بإطلاق الأعيرية النارية مما أدي إلي مقتله في الحال. وذكرت وزارة الداخلية ان الشرطي مصطفي صادق أمين من قوة إدارة المرور بمديرية أمن الإسماعيلية، استشهد اثناء قيامه بتنظيم حركة المرور بشارع إبراهيم سلامة دائرة قسم شرطة ثالث الإسماعيلية، حيث قام مجهولان يستقلان دراجة بخارية بإطلاق عيار ناري صوبه مما أدي إلي استشهاده متأثرًا بإصابته. كما استشهد امس كل من الملازم أول أحمد حسين فهمي والرقيب محمد محمد عبد القادر، والعريف عيد خيري عبد الحفيظ "من قوة إدارة تأمين الطرق بمديرية أمن الإسماعيلية ".. بعد استهداف مجهولين سيارة كانوا يستقلونها أثناء مباشرة عملهم بتأمين طريق السويس - الإسماعيلية بمنطقة كوبري السماكين دائرة مركز شرطة أبوصوير بالإسماعيلية. وفي الدقهلية استشهد ثلاثة من أمناء شرطة بإحدي النقاط الأمنية بالمنصورة أسفل كوبري الجامعة بطريق طلخا المتجه إلي المحلة علي يد 4 إرهابيين ملثمين في الساعات الأولي من صباح أمس وأمطروهم بوابل من النيران لتصيبهم 56 رصاصة في مناطق متفرقة بأجسامهم وهم أمين الشرطة محمد صفوت من قوة مركز طلخا وأمين الشرطة سعد علي إبراهيم من قوة مباحث طلخا والمساعد أحمد عبد المحسن من قوة المرور.