رغم الظروف الصعبة والأجواء الإستثنائية التي يعيشها بلدنا الغالي.. لكن لازال شعاع الأمل مصرا علي إختراق الجدار المظلم الذي يغلف حياتنا ليحافظ علي بقايا الأمل داخلنا في مستقبل نتمناه ونتعجله.. هذا الشعاع يتوهج ويخبو.. لكنه أبدا لم ولن يتبدد.. وأري أن الأيام التي نعيشها حاليا والمفعمة بأجواء إيمانية ووطنية بدأت تزيد فوهة ثقب الجدار المظلم لتتسع دائرة شعاع الأمل ونتحسس مستقبلنا المنتظر يكسر قيوده مقتربا منا فأمس كان احتفال أشقائنا الأقباط بعيد الميلاد المجيد للسيد المسيح رمز المحبة والصبر والتسامح والأمل.. جاء الإحتفال مختلفا هذا العام سواء بالزيارة التاريخية للرئيس عدلي منصور للكاتدرائية وتهنئة أشقائنا بعيدهم.. وكم كانت الزيارة ذكية ومفرحة للمصريين جميعا لتعلن لا أقول صفحة جديدة بين عنصري الأمة ولكن عودة العلاقات المتينة والمعروفة بيننا.. كما إختفت دعوات الجاهلية التي تحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم والتي ندعو الله الا تعود تلك الأصوات مرة أخري منغصة فرحتنا ومهددة وحدتنا.. ولنعترف جميعا أن احتفال الشعب بعيد الميلاد له مذاق خاص هذا العام بطعم وحدتنا المنشودة وتآخينا المعهود وذوباننا جميعا في بوتقة وطن نعشقه ويعيش فينا ونسكن فيه وما هي إلا أيام ويحتفل المسلمون بالذكري العطرة لمولد خاتم الأنبياء والمرسلين والمبعوث رحمة للعالمين.. سيدنا محمد رمز السلام والوسطية والتسامح.. ولعل الجميع يعيد في ذكري رسولنا الكريم قراءة أحاديثه الشريفة وتعاليمه الخالدة لنا بحرمة الدم ومنع الأذي وإعلاء الإنسانية ودرء المخاطر والأضرار والتسامح مع الناس جميعا.. لنهدأ قليلا في ذكراه العطرة ونراجع أنفسنا ونمنحها هدنة للتصالح مع النفس ومع الغير ونكبح الرغبة في الفوضي والسعي للإفساد في الأرض.. كل عام والجميع بمصرنا الحبيبة بخير ومحبة وسلام.. وندعو الله أن يقينا شر الفتن والمفتنين.. وشر الإنقسام والتناحر بين أبناء الوطن الواحد اللهم آمين أما المناسبات الوطنية نجد ان مصر تعيش لحظة فارقة في تاريخها الحديث.. لحظة نتحسس فيها تصحيح مسار ثورتنا الخالدة في 25 يناير مع قرب ذكراها الثالثة وتفعيل أهداف ثورة 30 يونيو مع بدء العد التنازلي لأهم إستحقاقاتها وهو الدستور الجديد.. ولعل الجميع يدرك أن الإستفتاء لن يكون فقط علي الدستور الذي أعتقد انه الأفضل في تاريخ مصر.. لكنه إستفتاء شعبي حقيقي علي ثورة 30 يونيو وما تلاها.. لذلك فليس من المستغرب ولا مفاجئا لنا ما يفعله أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وعشيرته.. لأنهم يدركون ان إفساد الإستفتاء وإفشاله الأمل الأخير لهم ليس للعودة للحياة من جديد فعجلة التاريخ لا ترجع للخلف.. لكن لإستمرار الفوضي وتنغيص حياتنا ووقف أية محاولات لاعادة إنتاج نظام ديموقراطي يحافظ علي هوية مصر وطبيعتها الخاصة ويحمي الحقوق وينشر العدل والمساواة.. ووسيلتهم بالطبع إرهاب المواطنين لمنعهم من الخروج والمشاركة في الإستفتاء حتي يظهر العدد المشارك هزيلا يؤكد إدعاءاتهم أنهم الأغلبية.. وثانيا ترويج الشائعات المضللة حول الدستور واللعب علي وتر الدين حتي تدفع من يحرص علي المشاركة لرفضه لكن أعتقد أن المصريين جميعا النخبة والبسطاء وعامة الشعب يدركون تلك المحاولات ويعلمون أن وطننا علي المحك ما بين الفوضي والاستقرار.. بين التقدم والرجعية.. وأمله الكبير في الانتصار علي الدعوات الإنهزامية الخروج وبكثافة للتصويت علي الدستور.. ربما تكون هناك ملاحظات او مواقف نرغب في مراجعتها.. لكن كل هذا يهون وقابل للتنفيذ.. أما الطامة الكبري من يسعي لتسقط مصر غير مدرك أن من يحميها من شر البشر خالق البشر.. ولن تسقط مصر