كتبت الأسبوع الماضي مقالا بعنوان " تبارك ويزيد"، حيث عرجت فيه علي حكاية الطفل تبارك أصغر حافظ للقرآن الكريم في العالم، والذي أتم الله عليه حفظ كتابه وعمره أربعة أعوام ونصف، وكذلك أخوه الأصغر يزيد.. وماكان لوالدهما د. كامل اللبودي من دور ناجح، مكنه من ترسيخ قيمة التجربة وجعله يتمكن من صياغتها بمنهج علمي سجله في وزارة الثقافة وأخذ بمنهجه براءة اختراع بدأ في تطبيقها من خلال حلقات تحفيظ للقرآن الكريم من خلال مشروع أسماه تبارك. ووصلتني رسائل كثيرة تدعو فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر ليصدر قراره بتبني مشروع تبارك لتحفيظ القرأن الكريم، وكذلك مد يد العون والمساعدة لإنجاحه، والعمل علي تحقيق الغاية منه. وجاءت الرسائل مؤكدة علي ضرورة تدارس تلك التجربة وصولا إلي تعميمها، من منطلق دعمها للحفاظ علي اللسان العربي، الذي صار يعاني الكثير، وما أقبحها من معاناة! وكان لمحادثة هاتفية من قيادة أمنية مرموقة واعية عظيم الأثر حيث ركز في حواره علي ضرورة إنجاح مثل هذا المشروع، بما هو متبع فيه من نهج علمي يمكن الشارع المصري من محاربة التطرف والتخلص منه، وهو ما اتفق عليه الأساتذة من علماء النفس الإجتماعي مؤكدين علي أن حفظ القرأن ينقي المجتمع من أمراض التطرف، ويخلص أفراده من الحقد والضغينة، ويذكي النفوس ويزرع فيها الطمأنينة والرضا، ويسلحها بالإيمان والإخلاص والانتماء للوطن، بقناعة أن الرزق من عند الله، وأن الحب هو الأصل في الحياة، وسر وجودها. والآن بات من الضروري بل من الحتمي علي العالم الجليل الإمام الأكبر د. أحمد الطيب أن يصدر تعليماته لمساعديه للإعداد للجنة من علماء الأزهر الشريف لدراسة مشروع تبارك والوقوف علي صلاحيته، تمهيدا لوضع خطة لنشره في أنحاء المحروسة من خلال معاهد الأزهر ليعم الخير علي الجميع، وليكون خطوة للدعوة لتطبيقه في جميع الدول الإسلامية. ولم لا وهو المشروع الذي قد يمكننا من خلق أجيال هي الأفضل لمستقبل بلادنا، وينصرنا علي أنفسنا، ويجعل شبابنا هم الأقوي في عالم لايعرف للضعيف مكانا. لتكون وحدتهم مؤلفة علي قلب واحد يحفظ كتاب الله في صدورهم، حينها لن نجد من عدو يتهدد مستقبل تلك الأمة، أليس كذلك؟!