جاءتني رسالة علي بريدي الإلكتروني من ثروت عادل بعنوان " تبارك ويزيد" ، ووجدت من الأمانة أن أنقلها لأعزائي القراء لما فيها من الخير الكثير. الرسالة تحمل حكاية الطفل تبارك أصغر حافظ للقرآن الكريم في العالم، الذي أتم الله عليه حفظ كتابه وعمره أربعة أعوام ونصف، وذلك في رمضان منذ ثلاثة أعوام.. وكذلك صار الحال مع أخيه الأصغر يزيد.. وكان لوالدهما د.كامل اللبودي الحاصل علي بكالوريوس الصيدلة وماجستير إدارة الأعمال من إنجلترا ودبلوم علم النفس التربوي للأطفال، الفضل في تحفيظهما، والذي استغل خبرته كمحاضر في العديد من الجامعات لعلم تنمية الجودة البشرية، فأعملها لخير ابنيه تبارك ويزيد. ولم يكتف د. كامل اللبودي والد الطفلين بما حققه من نجاح مع ولديه، بل تبني تحويل تجربة نجاح ابنه تبارك الأكبر - والتي طبقها مع إبنه الآخر يزيد- إلي مشروع لجميع الأطفال بدءا من عمر ثلاث إلي سبع سنوات، ويهدف بالمشروع استغلال وتوظيف قدرات التحصيل الموجودة لدي هذه المرحلة العمرية في حفظ كتاب الله كاملا. والذي تحول إلي ورقة عمل من خلال التقرير اليومي المكتوب الذي كان والدا تبارك يسجلانه أثناء رحلة تحفيظ ابنهما تبارك أملا في أن يعود بالنفع علي غيرهم من أطفال المسلمين. وتحقق أمل والدي تبارك حيث خلصا لقواعد تستلزم من الضوابط ألا يقل عمر الطفل عن ثلاث سنوات ولا يزيد عن أربع سنوات، ولابد من أن يكون حافظا من أول سورة الكافرون إلي آخر المصحف.. ويتدرج المشروع إلي عدة مراحل، بداية بتلقين جزء عم كاملا بدءا بسورة النبأ وتعليم الحروف كمرحلة أولي تستغرق مدة زمنية قدرها مائة وثمانون ساعة معتمدة، مقسمة علي خمسة عشر أسبوعا، كل أسبوع اثنتي عشرة ساعة، يتم تدريسها في ثلاثة أيام، كل يوم أربع ساعات.. ولكل مرحلة خطة زمنية، ووسائل تعليمية ومعلومات إرشادية للوالدين وبرنامج تدريبي نظري وعملي. الدكتور اللبودي ينفذ مشروعه الآن علي عدد من الحلقات تضم أطفالا من مختلف الجنسيات, أتموا جميعا حفظ جزءي عم وتبارك ومن أول سورة البقرة حتي آخر سورة الأنبياء، ويختمون في العام القادم بإذن الله القرآن كاملا، ويكون قد إستغرق ثلاثة أعوام ونصف، يجيدون خلالها القراءة من المصحف.. هذا والفضل لله والله الموفق .. وبارك الله ،في اصحاب التجربة الذين لم يبخلوا بما تحقق لهم من خير، بل سعوا ليعم الخير علي الجميع، فلن يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.. أليس كذلك؟!