لابد ان يدرك جميع ابناء هذا الوطن باليقين، ان الجريمة البشعة التي شهدتها كنيسة السيدة العذراء بالوراق، بكل ما تحمل في طياتها من خسة وجبن ونذالة، وبكل ما بعثته فينا جميعا من غضب هائل وألم عميق، ليست موجهة ضد بعض المصريين دون غيرهم، بل هي موجهة ضد مصر كلها، ضد كل الشعب وجميع ابناء مصر مسلمين واقباطا. ومن الضروري ان نقول بوضوح ودون تردد، ان كل المصريين يدركون ان الكنائس ليست هي المقصودة فقط، ولا المستهدفة فقط في هذه الجريمة الارهابية الجبانة، التي ارتكبتها يد الغدر والضلال في الوراق،...، ولكن المقصود والمستهدف بمؤامرة الارهاب الخسيسة والجريمة النكراء، هي مصر ذاتها بكل من فيها وبكل ما تمثله وما تعنيه. الكل يعلم علم اليقين ان الجريمة التي وقعت، حيكت خيوطها في سراديب الإرهاب المظلمة، كي توجه الي قلب مصر النابض بالخير والسلام والمحبة والايمان، لعلها تؤثر بالسلب علي النسيج الاجتماعي المتماسك للشعب، ولعلها تفلح في اثارة الفتنة بين ابنائه. ولذا فإن علينا جميعا الادراك بأننا جميعا مستهدفون من هؤلاء القتلة الخارجين عن كال ملة ودين، وان هذه الجريمة هي جزء من المؤامرة الارهابية التي تتعرض لها مصر، وان من قاموا بها ومن خططوا لها ومن حرضوا عليها، هم الكارهون لهذا الوطن، وهم عدو واضح ومعلن لمصر وشعبها وخطر داهم عليها، لانهم يهدفون بكل الحقد والكراهية لدمار الوطن وتهديد سلامه الاجتماعي. والقراءة الصحيحة للجريمة اللا انسانية واللا دينية، تقول ان معركتنا مع الارهاب طويلة وشرسة، وعلينا ان ندرك ان هذه المعركة مستمرة، وان مؤامرة خفافيش الظلام، وفلول التطرف والبغي الكارهين لمصر وشعبها لاتزال قائمة سواء في سيناء او غيرها من محافظات ومدن مصر. والحكمة تفرض علينا ان نكون في يقظة مستمرة واستنفار دائم لمواجهة طيور الظلام والتصدي لهم بقوة وعزيمة، واصرار،...، وان ندرك اننا في حرب لا هوادة فيها تنتهي فقط بالقضاء عليهم، واستئصال جذورهم النجسة من ارض مصر الطاهرة.