يجلس أهالي الحي الشعبي في المقهي وينطلق صوت الراديو .. (هنا القاهرة إليكم أيها المواطنون البيان رقم 7 نجحت قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس .. ويهلل الجميع ويعلن المعلم صاحب المقهي أن (المشاريب علي حسابه).. رغم أن حرب اكتوبر كانت في الثانية ظهر السبت، السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان بما يعني أن الجميع صائمون .. مشهد بسيط يعكس ضعف وسطحية بعض الأفلام التي تناولت نصر أكتوبر .. ويمر اربعون عاما ومازالت حرب (العبور) تنتظر (عبور ) السينما إليها.. صحيح كانت هناك بعض التجارب والمحاولات الفردية لم ترق إلي قيمة وأهمية الحدث.. حيث قدمت السينما عدد من الأفلام في السبعينيات ومطلع الثمانينيات تناول معظمها قضايا اجتماعية تم من خلالها إقحام أحداث الحرب لمسايرة الحدث .. ولم يكن بينها فيلم واحد يمكن أن نطلق عليه فيلم حربي يماثل افلام السينما الأمريكية التي قدمت عن الحرب العالمية الثانية.. وتمر السنوات وتتجدد مع كل ذكري لحرب أكتوبر فكرة وجود فيلم عن هذا الحدث ويتواصل العجز السينمائي عن إنتاج أي أفلام لارتفاع التكاليف وعدم تحقيق عائد مادي من شباك التذاكر وهو ما يلقي بالمسئولية علي عاتق وزارتي الثقافة والإعلام..وخيرا فعلت إدارة مهرجان الاسكندريه السينمائي بإحياء ذكري حرب أكتوبر وعرض عدد من الأفلام التسجيلية التي تتحدث عن نصر أكتوبر ربما ينشط ذلك ذاكرة صناع السينما لتقديم عمل يليق بحرب أكتوبر .