الدكتور مصطفي كمال طلبة أحد قامات مصر العلمية الشامخة التي قدمت لمصر والعالم عصارة خبراتها في مجال البيئة علي مدي أكثر من 02 عاما في برنامج الأممالمتحدة للبيئة. وعاد ليقدم تجاربه وفكره العلمي المتقدم. في كتابه »ذكريات العمر« الذي صدر أخيرا عن كتاب اليوم يقدم الدكتور طلبة نداء إلي شباب مصر الثورة قدم لهم فيه خارطة مستقبل خاصة بمصر الشابة العفية مصر المستقبل.. أرجو أن يستمع الشباب جيدا لهذا النداء المخلص الذي يقدمه عالمنا الجليل بتواضع العلماء إلي الشباب يطالبهم بأن يوحدوا صفوفهم ويتمسكوا بثورتهم ويدافعوا عنها. لأن علي عاتق هذا الشباب تعقد آمال كبار لبناء مصر الديموقراطية المتقدمة التي تخدم الإنسان المصري وتحترم كل الأديان. يقترح الدكتور طلبة علي الشباب أن يضعوا تصورا واضحا لما يحبون أن يروا عليه مصر في عام 0302 أو 0402 أو 0502.. لأن هذا مستقبلهم وهو رهينة بين أيديهم.. وأن يركزوا علي دعم التعليم والارتفاع بمستواه ودعم البحث العلمي لأنه يري ان أولي خطوات الاصلاح الحقيقي هو دعم التعليم والبحث العلمي.. وهو يري أن يتم إعداد هذا التصور عن طريق اختيار الشباب من بينهم أفضل المؤهلين في كل قطاعات العمل في مصر يشكلون منهم لجانا تسترشد بآراء من سبقوهم وتدرس تجارب الدول النامية مثل الهند والصين وتايوان وماليزيا وكوريا الجنوبية والبرازيل وكانت هذه الدول منذ سنوات قليلة مثل مصر أو أقل نموا عن مصر ولكنها ركزت علي العمل العلمي الممنهج والشاق لبناء مستقبلها.. وهذا التصور قد يستغرق عاما أو أكثر للدراسة العلمية الفاحصة المتأنية ثم يقترحون برامج العمل لتحقيق ما يصلون إليه وتحديد أساليب التنفيذ ومناقشة كيفية تمويل هذه البرامج وبدائل مصادره.. وأن تكون الدراسة دقيقة دون أوهام أو مزايدات.. وبذلك يقدمون خريطة طريق سليمة تحدد إلي أين نتجه وما هو العائد وكيف يكون حال الإنسان المصري الجديد. ويري الدكتور طلبة ان الأولوية الأولي تبدأ بالتعليم بكل مستوياته والبحث العلمي وتطبيقاته التكنولوجية والارتفاع بمستوي الخدمات الصحية.. وهذا كله يمكن أن ينتج عنه فرص عمل كثيرة لمواجهة البطالة وهذه ملامح خطة تنمية مستدامة تستند إلي مواقع مصادر الثروات الطبيعية المتاحة لمصر واستخدامها استخداما رشيدا.. إلي جانب الاهتمام بالمعرفة والمعلومات لأن غني الدول لا يقاس بالمال ولكن بحجم المعرفة لديها. ولأن الدكتور طلبة بنظرته الثاقبة يري ان الشباب ربما لا يحبون أن يفرض الشيوخ وصايتهم عليهم يسارع ليقول ان ما عرضه من اقتراحات ليست نصائح أو توجيهات يقدمها للشباب ولكنها واقع تجارب ومشاهدات عاصرها عبر عقود بامتداد عمره لهم أن يأخذوا بها ولهم أن يرفضوها فهم أصحاب القرار. ويؤكد عالمنا الجليل في كتابه الذي آثر أن يصدره ليتضمن خلاصة تجاربه في حياته العلمية انه علي ثقة انه سوف يظهر بين هؤلاء الشباب من هم في قامة د. طه حسين وتوفيق الحكيم ولطفي السيد والعقاد وعبدالوهاب مورو وعلي ابراهيم وعلي مصطفي مشرفة وكامل حسين وعبدالرازق السنهوري وهدي شعراوي ونبوية موسي ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وأحمد شوقي وحافظ ابراهيم وغيرهم من مشاهير مصر الذين أشعلوا جذوة العلم والفن والأدب ورفعوا اسم مصر عاليا.. فمصر غنية بثروتها البشرية وفيها الكثير من الكفاءات الشابة. انه يري ببصيرته ونظرته الثاقبة أنه سوف يظهر بإذن الله مخترعون قادرون علي متابعة التنمية الشاملة في مصر ولتكون مصر في مصاف الدول المتقدمة. ويختتم الدكتور طلبة نداءه لشباب مصر: صونوا ثورتكم وابدأوا عملكم والله يرعاكم وينصركم ويوفقكم.. المستقبل أمامكم.. ونحن من ورائكم نقدم خلاصة تجاربنا لكم.. لا نتدخل في قراراتكم.. وإنما نقدم لكم ما لدينا من تجارب دون تحيز لها. فهل يستمع الشباب إلي خبرة واحد من شيوخ علمائنا الأجلاء الذي خدم مصر والأمة العربية علي مدي 07 عاما كاملة منذ تخرجه في كلية علوم القاهرة.. أمد الله في عمره ونفعنا بعلمه.. آمين.