لما قامت ثورة يناير فوجئ ملايين المصريين باقتحام كامل للسجون المصريه وتهريب آلاف المجرمين والبلطجية بل والسياسيين خاصة من جماعة الإخوان المسلمين وإشعال مئات الحرائق في أقسام الشرطه والكنائس وقتل المئات. وتوزعت الإتهامات يميناً ويساراً دون ضابط ولا رابط .. وظهرت في حياة المصريين شخصية هلامية لم نكن نعرفها ولا ندرك كنهها من قبل ؛ ورحنا نضرب اخماساً في أسداس ونقضي الليالي الطوال نفكر في هذه الشخصية التي إنشقت الأرض عنها في بداية ثورة يناير 2011 وراحت بزبانيتها تدمر وتحرق وتقتل وتنهب مالا تستطيع شياطين الإنس والجن علي فعله في توقيت واحد وفي أنحاء متفرقه من أرض مصر وسمائها وكنائسها ومستشفياتها ومكتباتها . ولأننا شعب ابن نكته فقد أطلقنا عليها مسمي اللهو الخفي , وظل هذا اللهو الخفي يطل برأسه الشيطانية بين الحين والآخر يمارس دوره الجني الشيطاني في كتم أنفاسنا وقتل الفرحة في صدورنا بقيام ثورة يناير .. وطوال هذه الأعوام ونحن نفكرحتي أعيتنا الحيل والفكر حول حقيقة هذه الشخصية , إلي أن قامت ثورة شعبية عظيمة في الثلاثين من يونيو 2013 أبطالها وقوادها هم جماهير شباب مصر, صحيح أن الذي أطلق شرارتها الأولي هو ذلك البطل الذي جاء علي غير موعد وعلي غير توقع والذي أثبت أن مصر العظيمة لم تعقم وأنها علي مر السنين وتعاقب الأزمانمازالت فتية شابة تنجب بين الحين والآخر علي غير موعد مع القدر بطلاً مغواراً فكره ثاقب وفهمه مستنير وعقله ذكي لمّاح . وجاء البطلعبدالفتاح السيسي وأشعل شرارة الثورة فهب فتيانها وفاجاءوا العالم كله باكبر تجمع شعبي ثائر صادق في وطنيتهوبعد ليل أبطأ فجره وغاب بدره صحي الشعب من غفوته وانبثق فجر جديد يحمل في نسماته أريج الحب والخير والحرية لهذا البلد الصابر علي ما ابتلي به من حكم تلك الفئة الضالة المضلة ؛ وتخلصت مصر من حكم أثقل كاهلها وأفسد عليها الماء والهواء وكل شئ يتحرك في حياتها.. وثارت ثأرة تلك الجماعة الشيطانية وقامت باعتصامات ومظاهرات وقتل وحرق وتدمير؛ وظهر حقدهم الأسود في تشفيهم وتمثيلهم بجثث أبطال الشرطة العظام .. الآن ووسط برك الدم وحماماته وحرائق الكنائس وقتل الأبرياء عرف المصريون حقيقة اللهو الخفي الذي ظل يطاردهم في الشوارع ويقتل المئات ويحرق أقسام الشرطة ؛ عرف المصريون شخصية الطرف الثالث الغامض الذي كان سبباً مباشر وأساسياً في إجهاض ثورة يناير وقتل الثوار وتشتيت شملهم وتفريق جمعهم وإلقائهم في غياهب السجون .. عرف المصريون أخيراً كيف انتقلت السلطة بصورة ضبابية وغريبة وأقرب إلي جو المؤامرات التي تدار عادة بليل ومن وراء ستر حالكة السواد ذ ولم تكن إنتخابات حقيقية كما نعهدها في الدول الديمقراطية . فالذي يراجع الأحداث التي مرت بها مصر في تلك الفترة الحالكة السواد من تاريخها والتي سادتها عناصر من التحايل والغموض والشك المريب فيها , وكان ذلك كله وراء الظلم الذي وقع من الكثير منا علي جهاز الشرطة طوال أيام الثورة . ثم تبين لنا أخيراً أننا عشنا وسط ضحية مؤامرة خطيرة . فقد كانت اتهامات إخوان الشياطين دائماً لجهاز الشرطة بالعمالة والخيانة , وراحت تتواليدعوات شيطانية من قادتهم تنادي بالتطهير والتغيير حتي وصل بهم السفه والمكر والخديعة إلي المطالبة بانشاء جهاز شرطه بديل من المواطنين . الآن : والآن فقط أدرك المصريون سبب صيحات الإخوان المطالبة بالتغيير وهو أن جهاز الشرطه - هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه - كانوا يعرفون الحقيقة ولكنهم لم يجدوا حينها من يصدقهم . فقد قالوا بنبرة حب وصدق لمصر أن إخوان الشياطين هم من كانوا وراء إحراق السجون , وتهريب رموزهم؛ وتم لهم ذلك حين اقتحموا - بترتيب مريب مع حماس - يشبه ما عهدناه وشاهدناه في الأفلام الأمريكية . وأعلن رجال الشرطة المصرية البواسل في صدق ووضوح أن الإخوان هم الذين قتلوا بدم بارد المتظاهرين في موقعة الجمل , كما أعلنوا أن الإخوان هم الذين كانوا يتفاوضون مع أركان نظام حسني مبارك ذ من وراء شباب الثورة , وكشفوا لنا في صراحة ووضوح وصدق عن العلاقة المريبة التي كانت قائمة بين الإخوان وأمريكا وقيام أمريكا بتمويل تحركات وخطط الإخوان ومؤامراتهم ودسائسهم مقابل صفقات إخوانية مع إسرائيل... يالا الهول ذ مع الإعتذار لعميد المسرح المصري يوسف بك وهبي ألهذا الحد كانت خديعة إخوان الشياطين لنا نحن المصريين الطيبين المساكين !! هذا ... ولأن الشرطة المصرية الحاذقة لمهنتها والخبيرة بطبائع المجرمين وأساليبهم الشيطانية , كانت وحدها العارفة بحقيقة الفاعل الشيطاني , فقد انطلقت في الأيام الماضية لتستعيد مكانتها وتثبت براءتها ونصاعة ثوبها أمامطوائف الشعب المصري. نجح رجالها البواسل في تقديم الجوانب الخفية وحقيقة الإرهاب والإرهابيين , وكشفت لجماهير الشعب المصري من هو اللهو الخفي ومن هي الأيدي الآثمة المجرمة التي أحرقت وطننا الغالي مصر ودمرت بغل وحقد أسود مؤسساته الوطنية .