نفض الاعتصام أو نؤخر فضه صارت هي القضية التي تشغل الشارع المصري الذي صار كله في جانب والجماعة في جانب آخر. فوضنا الجيش والشرطة في محاربة الإرهاب وهذا حق حشود الجماهير التي قدرت ب 04 مليونا خرجوا للشوارع لإعلان قرارهم وهذه حقيقة، لم يأت ذلك من فراغ ولكن لثقة كاملة في جيشنا وفي شرطتنا التي عادت لنا والتي ثبت أن هؤلاء الخارجين هم من كان وراء الهجوم عليها ومحاولة تدميرها وتصويرها علي انها عدو الشعب مع انه بشوية تفكير لم يكن الشعب يشكو منها ولكنهم هم من كانوا علي خلاف معها لأنهم خارجون عن القانون بأفعالهم وأقوالهم وتحريضهم. النغمة السائدة حاليا بين بعض الناس والتي تطالب باستعجال تدخل الجيش والشرطة بالقوة وتعلو نبرتها كلما مر الوقت لا تضع في اعتبارها أن الأمر يحتاج إلي ترتيبات فمن يحتلون النهضة ورابعة 08٪ منهم مغرر به أو واقع تحت وهم زرعته قيادات الجماعة في عقولهم بأن وجودهم هو من أجل الدفاع كذبا عن الشريعة والإسلام قبل شرعية الرئيس المعزول وهؤلاء ضحايا إذا ماتوا. ولأننا كلنا ثقة في جيشنا وبوليس بلدنا فعلينا ان نعطيهما الفرصة الكاملة للإعداد الجيد علي أرض الميدان والواقع والتجهيز إعلاميا قبل اتخاذ أي قرار قد ينتج عنه دماء خاصة أن الأمر يتعلق بالتعامل مع »محترف« إجرام لا يهمه حتي التضحية بكل الناس في الاعتصامين. بعد أن غسل أمخاخهم ووصل الحد به لتهديدهم في أرواحهم وأولادهم وأموالهم إذا ما فكروا في تركه وحيدا في الميدان. وسائل الإعلام التي تحاول ان تصف التأخر في فض الاعتصام بأنه بسبب أياد مرتعشة لا تجرؤ علي اتخاذ القرار خاطئة إذا كانت تقصد بذلك المؤسسة العسكرية وقياداتها أو الشرطة وإدارتها فهؤلاء لا يعرفون الخوف وإلا ما ساندوا الشعب وأبهروا العالم بوقفتهم مع كل تلك الجموع التي خرجت تطالب بإبعاد من أهانوا وباعوا مصر وتاجروا بها، وخلال عام واحد كادت تضيع منا لولا انتفاضة الشعب وتأييد الجيش والشرطة وهو ما حمي مصر وأعادها للمصريين. فض الاعتصام سلما بالتفاوض مطلوب تطبيقا لقول الله سبحانه وتعالي »وإن جنحوا للسلم« ولكن إذا ظلت الجماعة علي رأيها بالعند والتصعيد والعنف فتأكدوا أن عملية تصفية تلك الجيوب وضبط من يحرضون عليها لن تكون إلا مسألة وقت فقط ينتهي بعدها الأمر وتعود الأمور لنصابها وتاريخ مصر يثبت ذلك. الأيدي المرتعشة نراها حقيقة في بطء التعامل مع بعض الظواهر التي تصاحب ما يحدث علي الأرض فرغم خطورة واقعة استغلال الأطفال في الاعتصامات إلا ان تعاملنا مع هذه القضية أشبه بالمتفرج أقمنا الدنيا علي شاشات فضائياتنا وصورها هم علي ان البوليس المصري يقبض عليهم وهم يشترون لبس العيد ويحاول تصوير الأمر علي غير حقيقته وأن هؤلاء الأطفال لم يذهبوا إلي رابعة أو النهضة مع أن الصور المنشورة لهم في الاعتصامين تفضحهم لو أحسنا استغلالها. ما يبثه القرضاوي من سموم لا نجد من يرد عليه بسرد تاريخه وفضح أقواله التي لا تتسق مع الزمن ولا المواقف ولا الدين مع انه رجل معمم وأزهري. أما ذلك الصمت الرهيب الذي نراه في هيئة الاستعلامات فهو أمر يحتاج إلي ألف وقفة ووقفة هذه الإدارة أليس لها تأثير في أي من دول العالم حتي اننا لا نجد إلا مايبثه الأخوان عبر الجزيرة الحقيرة؟ إنني أدعو رئيس الوزراء للاستعانة بتجربة الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الإعلام في حرب أكتوبر أو به نفسه اطال الله في عمره. لقد عبأ حاتم العالم كله لتغيير صورة مصر ولعب دوراً في الخداع الاستراتيجي فنجحت مصر في العبور وتحقيق النصر.. بخطة خداعه الاعلامية التي اذهلت العالم.