لم افقد ثقتي طوال العام الماضي في ابناء قواتنا المسلحة.. ولم اشك لحظة في ان الفريق اول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي والفريق صدقي صبحي رئيس الاركان وباقي القادة سوف يسيرون علي نهج سابقيهم من الوقوف بجوار الشعب عندما يطلبهم . فالفريق اول السيسي كان عضوا في المجلس الاعلي للقوات المسلحة.. وكان مديرا للمخابرات الحربية التي تهتم دائما بقياس الرأي العام.. والفريق صدقي كان قائدا للجيش الثالث الميداني .. يعيش بين اهل السويس طوال ال24 ساعة يحميهم ويحل مشاكلهم حتي الوظائف والاسكان.. وهو الذي قام خلال شهر واحد من استعادة كفاءة احد الوية المشاة.. والدخول بها في مشروع تدريبي ضخم وقيام الجنود برماية بالذخيرة الحية واصابة الاهداف بدقة. واتذكر في هذا اليوم وكان احد ايام شهر اغسطس 2011 ان المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي في ذلك الوقت طلب ان يستمع الي تساؤلات الضباط الاصاغر والذين كانوا في منصة اخري ..وعندما وجد المشير طنطاوي ان الضباط لم يسألوا عن الجوانب السياسية رغم معرفته بوجود حالة من الاحتقان بينهم.. نزل اليهم ومعه الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس واللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث بصورة مفاجأة .. وتم اخلاء كرسيين لهما وسط الضباط.. وطلب المشير الاستماع الي اسئلة الضباط فتحدث احد الرواد.. متسائلا لماذا يسكت الجيش علي هتافات "يسقط حكم العسكر"؟.. وما يخرج من افواه البعض ضد الجيش من كذب وافتراء في الفضائيات؟.. واقترح الرائد ان تقوم القوات المسلحة بانشاء فضائية والرد علي ما يقال.. وبهدوء وانسانية تعودت عليها من المشير طنطاوي رغم صرامته العسكرية قال للضابط الشاب: "منذ تخرجي لم يهني احد.. ولكن يجب ان اتحمل ما يقولونه .. لانهم يريدون لنا ان نزهق ونترك مصر والمصريين لهم ..وقد اقسمنا علي ان نحمي هذا الشعب ولا نطلق رصاصة عليه.. ولن نسلم البلد الا لنظام مدني يختاره الشعب بكامل ارادته الحرة.. وانهم يريدون ان يقسموا مصر ويستأثر كل فريق بسلطة ويستمر الصراع والتناحر.. ثم سأله المشير طنطاوي ماذا يقول اهلك عن مانفعله؟ وماذا يقول جيرانك؟ فرد الضابط الشاب انهم يقدرون ما نفعله ..فرد المشير ان من يهاجمون المجلس العسكري "قلة" يريدون ان نترك الشعب لهم ليفعلوا به ما يريدون. لم يتمالك زملائي الصحفيون انفسهم ووجدت احدهم يخرج عن صمته.. ويقول ان الشعب يقدر ما يفعله الجيش.. حتي ان سائق تاكسي قال له ان "بيادة" جندي القوات المسلحة علي رأسه.. فرد المشير طنطاوي: لا الشعب المصري هو اللي علي رؤوسنا.. ولن نتركه فريسة لأي اتجاه اوجماعة الآن او في المستقبل.. وهو ما حدث علي مدار العام الماضي من تصريحات للفريق اول السيسي والفريق صدقي والتي تؤكد ان الجيش المصري لا ينقسم ولا يتحزب وان ولاءه بعد الله عز وجل لمصر.. وان الشعب هو الوحيد الذي يأمره وهو ما طبق عمليا يوم30 يونيو عندما استنجد الملايين بالجيش ليخلصهم من حكم الاخوان فاستجاب لهم بعد تفويض الازهر والكنيسة والاحزاب والقوي الثورية وعلي رأسها شباب "تمرد".. حتي ان "خارطة الطريق" لم تتضمن الا المطالب التي جفت الافواه من طلبها وهي دستور يتوافق عليه الجميع.. وتغيير حكومة "قنديل" الفاشلة.. وانتخاب مجلس شعب لا يسيطر عليه تيار معين .. والغاء "مجلس الشوري" الذي لم ينتخبه سوي 6٪ ..و كان كل دوره المشاركة في انتخاب او اختيار لجنة اعداد الدستور.. واخر المطالب جاء بعد تعنت "مرسي" في طرح نفسه للاستفتاء الشعبي هو تغيير رئيس الجمهورية. لقد سهر عشرات الملايين في الميادين حتي الصباح استجابة لدعوة الفريق اول السيسي واعطوا للجيش والشرطة تفويضا لمواجهة الارهاب والعنف المحتمل.. واتمني منح الفريق اول السيسي رتبة المشيرفما فعله لايقل ابدا عن ما فعله القادة العظام في التاريخ العسكري كما اتمني منح كل ضابط وجندي نوط 30 يونيو .