عندما تابعت مشاهد من اجتماع الرئيس المؤقت بمجلس إدارة نقابة الصحفيين، انتابني شعور غريب امتزج فيه الفرح بالحزن.. أما الفرح والاستبشار فمرده إلي أن المشهد يجسد عمليا إدراك أعلي قيادة بالدولة بأهمية »الإعلام« والأهم أن هذه القيادة سلكت الطريق الصحيح للتعرف علي مشكلات »الصحافة« ووسائل علاج القصور وأساليب التطوير والتعرف من »أهل المهنة« علي وضع خارطة مستقبل تضمن الحرية والاستقلال والالتزام بالقواعد المهنية وتكفل للصحفيين المناخ الذي يشجعهم لتحقيق هذا الهدف، في ظل نظام مؤسسي يضمن للصحفيين حرية حقيقية.. هذا عن دوافع الفرح والاستبشار.. أما عن مشاعر الحزن والقلق التي تدافعت موجاتها جنبا إلي جنب مع موجات الفرح، فسببها غياب الجناح الأهم من وسائل الإعلام، وهو الإعلام المرئي والمسموع. وقد يقول قائل إن نقابة الصحفيين لم تغفل الحديث عن مشكلات وقضايا الإعلام المرئي والمسموع، هذا القول وإن كان صحيحا، إلا أنه لا ينفي غياب الرؤية المدركة لتفاصيل كثيرة لا يعرفها حق المعرفة إلا أبناء المهنة من »الإذاعيين في الراديو والتليفزيون.. أعرف أن النظام الحالي ليس مسئولا عن غياب الإذاعيين عن هذا المشهد وأي مشهد مماثل، لأن السبب الحقيقي يرجع إلي حرب شرسة شنها وزراء الإعلام السابقون لمنع الإذاعيين من إنشاء نقابتهم المهنية القادرة علي أن تكون الممثل الشرعي للإذاعيين في الراديو والتليفزيون والتي تملك حق الحديث عن قضايا الإعلام المرئي والمسموع.. فهل أطمع أن يتحقق حلم الإذاعيين الذين ناضلوا لعشرات السنين لتحقيقه، وهو إصدار »قانون« بإنشاء نقابة مهنية للإذاعيين راديو وتليفزيون .