منذ تأسيس الدولة الفرعونية ومصر لها منظومة حربية دقيقة التنظيم، ولها أول وأقدم جيش نظامي في العالم تأسس قبل 0007 سنة. فقد وجدت علي جدران المعابد المصرية القديمة رسوم للجيوش النظامية لأول مرة في العالم، فمنذ توحيد الملك نارمر لمصر حوالي عام 0023ق. م أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر، وقد كان الجيش المصري أقوي جيش في العالم وبفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية مصرية في العالم، الممتدة من تركيا شمالا الي الصومال جنوبا ومن العراق شرقا الي ليبيا غربا، وقد كان ذلك هو العصر الذهبي للجيش المصري، وكان المصريون هم العنصر الأساسي في الجيش المصري الذي لعب دورا كبيرا في الدفاع عن الحضارة المصرية ضد الغزاة علي مر العصور، ورسخ الجيش الفكر العسكري المصري في أرقي المفاهيم والتقاليد الجندية حتي الآن، وكان بذلك الحبل السُري والرباط المقدس علي امتداد الزمن جيشا وشعبا، لانهم خرجوا من رحم واحدة. لقد خاض الجيش المصري معارك كبيرة ضد جيوش ضخمة هاجمت مصر، من بين تلك المعارك الكبيرة الخالدة معركة قادش التي قادها البطل رمسيس الثاني ضد الحيثيين ومعركة مجدو في عهد تحتمس الثالث، وايضا طرد الهكسوس بقيادة البطل احمس وامتد هذا الجيش بتقاليده الراسخة الي معارك حطين وعين جالوت والمنصورة، وضد المغول والصليبيين التي كانت من أقوي المعارك الضخمة بين أقوي جيوش العالم في زمنها. البطل هنا هو الجندي المصري، ومصر دائما كان عدد سكانها يتفوق علي الدول المحيطة بها، وهذا أعطاها القدرة البشرية علي تكوين جيوش ضخمة في وقت قصير، واحتفظ الجيش المصري منذ فجر التاريخ بالقيم العسكرية حتي الآن، وابتكروا علم الإدارة ورفعوا صروحا هندسية الي عنان السماء، فالحروب التي خاضتها مصر منذ القدم تدرس في جامعات أوروبا وامريكا، وآخرها حرب اكتوبر 3791 العظيمة التي استردت فيها مصر كرامتها وعزتها.