×........... لست مع المبررات والحجج الواهية التى ساقها – ولا يزالون- لاعبو النادى الأهلى بعد الفضيحة الكروية الثلاثية، التى نالوها على يد فريق لا أراه كبيرا فى عالم الساحرة المستديرة بالقارة السمراء وان توج باللقب الافريقي فى التسعينيات،وذلك في قلب مصر التى كان يأتى لها الأفارقة سابقا وقلوبهم مرتعشة قبل أقدامهم، فما حدث لم تكن مباراة بين فريقين كلاهما مختلف الظروف لكنها كانت نكسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى للكرة المصرية، والحجج الفارغة بالصيام وعدم انتظام الدورى والبعد عن اللعب بالقاهرة أو الاسكندرية كلها تدخل تحت طائلة "عذر أقبح من ذنب" لأننا لو عدنا للوراء قليلا سنجد أن هؤلاء اللاعبين هم أنفسهم من توجوا ابطالا للقارة السمراء فى أحلك الظروف التى يتحججون بها الآن.. كما أن الصيام كان حافزا للفوز أكثر من الخسارة ولنتذكر أن الأهلى هزم بطل زيمبابوى في أرضه ووسط جماهيره الرهيبة بهدف للزئبقي خالد الذكر محمد بركات ومن قبلها لعب الأهلى مباراة العمر صائما فى جنوب افريقيا على وجه الخصوص فى ذهاب نهائي 2001 أمام ميمالودي صن داونز الذى يعتبر أقوى من أورلاندو بمراحل، لكن يبدو أن لاعبي الأهلى كانوا مسلمين "النمر" قبل اللقاء وأثنائه، ولا أبرأ محمد يوسف المدير الفنى للأحمر بتشكيله الغريب العجيب وتغييراته الأسوأ وعدم مقدرته على تغيير فكره أثناء اللقاء، من التسبب فى النكسة الكروية التى لم ينلها الأهلى من أكثر من عشر سنوات على أرضه بل ان هذه النتيجة لم يتجرعها الأهلى فى تاريخه الافريقي بدورى المجموعات لا فى مصر ولا خارجها وكان أقرب الهزائم لها فى 2001 أمام بترو أتليتكو التى خسرها الأهلى مع جوزيه أسطورة التدريب الحمراء فى القاهرة 2-4 لكن وقتها خرج الجميع ليؤكد أن الأهلى سيكون بطلا لدورى الابطال للمرة الأولى فى ثوبه الجديد ولا أنسى ما قاله البلدوزر مجدى عبد الغنى للناقد الكبير محمود معروف وقتها فى التليفزيون المصري ليلة الهزيمة بأن الأهلى سيتوج باللقب وهذا رهان بيننا وكسب البلدوزر الرهان.. لكن ما حدث عصر 4 أغسطس لم يكن هناك فريق من الأساس حتى اللاعب الوحيد الذى حاول قدر استطاعته وهو النجم الكبير محمد أبوتريكة لم يساعده الحظ ليتوج بمجهود من ركلة الجزاء وصناعته أكثر من 3 أهداف محققة لكن القدر أراد ألا يؤتى الأهلى حقا غير حقه.. وما فعله وليد سليمان وأحمد عبدالظاهر لم يكن الا اسباب غير مؤثرة فى الهزيمة.. وأعتقد أن الأهلى بمستواه الحالى وحالة الملل التى أدى بها لقاءى الزمالك وبطل الأولاد لن يكمل مشواره هذا الموسم وذلك على الرغم من أن التاريخ الأحمر مليء بالكبوات التى جعلته يخرج منها أقوى وأشرس ولكن ليس هذا الموسم واحساسي هذه المرة لن يخيب.. وسيتأكد ذلك للجميع فى رحلة الكونغو المصيرية التى أتمنى أن يخيب ظنى فيها ويعود الأهلى بالنقاط الثلاث، وذلك على الرغم من المحاولات الكبيرة من لجنة الكرة برئاسة حسن حمدي والأسطورة محمود الخطيب التى لا تتأخر أبدا فى توفير لبن العصفور للاعبين وهو ما اتضح فى لقائهم باللاعبين بالطائرة الحمراء العائدة من الجونة.. قولوا أمين!! ××............ ما قلناه على الأهلى ينطبق على الزمالك الا قليلا حيث ان الأبيض رغم فشله أمام ليوبارد المتوسط فنيا وبدنيا فإنه يجد بعض العذر فيما آلت اليه نتيجة اللقاء، فقد لاقى الأمرين فى رحلة برازافيل قبل وأثناء المباراة، لكن في النهاية خسر الزمالك من فريق ليس من أقوياء القارة رغم فوزه بالكونفيدرالية الموسم الماضى، وتعجبت مما صرح به رئيس بعثة الزمالك من أن الأبيض عاد بمكاسب من الكونغو بالحديث عن بعض اللاعبين العائدين لفورمة اللقاءات أمثال شيكابالا وهانى سعيد، وسر تعجبي هو أن الرجل برر الهزيمة بغياب العناصر المؤثرة ويقصد عبدالواحد السيد وأحمد حسن اللذين تم اقصاؤهما لأسباب غير فنية وبأوامر عليا من رئيس النادى الذى تسبب فى عودة فريقه مدحورا من الكونغو لاصراره على تأديب حارسه الأساسي الذى أعتقد أن وجوده بالكونغو كان سيمنع الهزيمة لما يمتلكه من خبرة كبيرة.. لكن فى النهاية هزم الأهلى والزمالك فى أحد أحلك الأيام وأسودها فى تاريخ الكرة المصرية التى دفعت فاتورة ما يحدث سياسيا وأمنيا، لكننا فى ظروف عصيبة تتطلب منا التضحية بالكثير والكثير من أجل تخطيها حتى وإن كان على حساب بطولة افريقيا لأن مصر تستحق منا أكثر من ذلك.. وأتمنى أن يوفق الزمالك فى رحلة جنوب افريقيا كما الأهلى فى الكونغو لأن الزمالك ولاعبيه يبشرون الى حد ما بتكملة المشوار على عكس الأهلى الذى أراه "شبع" وليست لديه القدرة هذا العام على مجابهة ظروف أكثر صعوبة من العام الماضى.. وإن غدا لناظره قريب!! ××.......... التعليقات التى خرجت بعد هزيمة الأهلى التى زلزلت افريقيا كلها أراها مبالغا فيها وكأنها كانت منتظرة لفش الغل الكبير من الأحمر، فقد تابعنا جميعا المواقع الكبيرة الدولية والقارية والصحف العالمية وهى تشمت فى هزيمة الأحمر ومعه الزمالك لكن الجلد فى الأهلى كان كبيرا ويفوق الوصف ولا أعتقد أن هذا كان صدمة مما لاقاه الأهلى في اللقاء مع أورلاندو لكن أن تتجاوز حدود التعليق الى ألفاظ مثل "البهدلة" والذل والسقوط والمرمتة وغير ذلك من هذه الشماتة والتى جاءت احداها من صحيفة سودانية كانت تنتظر السقطة الحمراء في أغسطس الأسود للأهلى حيث تفننت فى التقليل من الأهلى ولاعبيه وأسهبت فى وصف قوة لاعبي الأولاد وكأنهم برازيليون، وهو ما ذكرنى بالممثلة خفيفة الظل رجاء الجداوى والفنان العظيم عادل امام فى مسرحية "الواد سيد الشغال" عندما كانت تكرر افيه "يا شماتة أبلة ظاظا في".. ونسى الاخوة السودانيون أن ممثليهم فى البطولتين قد سقطوا سقوطا مريعا وحتى البطلان الكبيران المريخ والهلال خرجا على أرضهما فى الأدوار الأولى، فلا داعى لهذه الشماتة فكان يجب عليهم أن يشدوا من أزر اخوان النيل، لكن لا نعتب على الآخرين لأننا من وضعنا أنفسنا فى هذا الوضع السيئ ولا بد من الرد داخل المستطيل الأخضر من ممثلي مصر فى المواجهات المقبلة للرد على كل من شمت وضرب تحت الحزام فى هزيمتي الأحد الأسود!! ××......... يواصل الأمريكي بوب برادلى المدير الفنى لمنتخبنا الوطني ضرب المثل الصالح فى تعاملاته مع كل من له علاقة بكرة القدم المصرية، حيث لم يكتف الأمريكاني بمواقفه الجريئة السياسية وتأكيده على أن مصر بلد الأمن والأمان ورفضه الرحيل أكثر من مرة برغم التحذيرات الأمريكية التى وصلته، وكذلك حواره المبهر فى أمريكا الشهر الماضى الذى أذهل المسئولين فى مصر من حب الرجل الجارف لكنانة الله فى أرضه وكأنه من أهل البلد وليس مدرب جاء ليسترزق فى كرة القدم.. وأخيرا موافقته على ترك لاعبي الأهلى والزمالك –رغم أحقيته الدولية فيهم- وعدم ضمهم لودية أوغندا المقبلة التى يستعد من خلالها لختام تصفيات افريقيا المونديالية، فقد كان من الممكن أن يتمسك بلاعبي القطبين حيث ان المباراة ضمن الأجندة الدولية التى توجب على كل الأندية ألا تتمسك بلاعبيها فى أوقات "فيفا دايت" ورغم أهمية المواجهة التى تأتى في وقت لا كرة قدم ولا دورى ولا كأس فى مصر والفراعنة مقبل على مواجهتين مصيريتين نحلم بهما كل 4 سنوات للتأهل للمونديال الحلم البعيد عنا منذ 24 عاما، فإن برادلى أراد أن يقف بجانب الأهلى والزمالك فى محنتيهما الافريقية خاصة بعد الهزيميتين المفاجئتين فى الجولة الثانية بدورى المجموعات فأراد أن يفسح لهما المجال للاستعداد أكثر وبقوة للجولة الثالثة المصيرية عل البعد عن ودية أوغندا يسهم فى الفوز.. فتحية تقدير واحترام للأمريكي برادلى الذى يأتى بمواقف قد لا يفعلها مصريون كثيرون والتاريخ مليء بالمواقف ولا داعى لذكرها!! ××.......... كل عام والشعب المصرى والأمة العربية والإسلامية بألف خير وصحة وسعادة بمناسبة عيد الفطر المبارك وأدعو الله في هذه الأيام المباركة أن يخرجنا من محنتنا هذه التى تحيق بالأمة كلها سالمين غانمين لا تراق منا قطرة دم واحدة. ××........... ولا أجد أفضل من هذه الأبيات الشعرية للإمام الشافعي رحمه الله لأختم بها حديثي هذا: يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أرادا قول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله أفضل ما استفادا ولرب نازلةٍ يضيق لها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج والسلام ختام..................................................................................