المشهد المصري في26 يوليو الجاري غير مسبوق الملايين في الشوارع تعاود النزول ثانية بعد أن اقتلعت حكم مرسي والإخوان وفترة الظلام الدامس عبر عام مؤلم وبائس من محاولات يمين ديني إعادة مصر لعهود ماقبل الدولة الحديثة. لذا اقتلعها الشعب بمؤازة قواته المسلحة خرج الملايين في ذلك اليوم المشهود26 يوليو في عزم وإرادة وتصميم وانضباط,كلمة واحدة, شعار واحد, هدف واحد, إدارة واحدة, رؤية واحدة, نرفض الارهاب البغيض والعنف ونلبي نداء قواتنا المسلحة بالنزول رفضا للعنف والارهاب وتاييدا لخارطة المستقبل نحو دولة مدنية حديثة تلائم القرن21.( الأمر الجدير بالذكر والملاحظة أن الشعب المصري خرج في26 يوليو ذلك اليوم الخالد الذي تنازل فيه الملك فاروق عن العرش, وهو اليوم الذي أعلن فيه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس, في26 يوليو الجاري بعث الشعب المصري رسالة إلي قواته المسلحة تقول: نتطلع اليكم وانتم تؤدون واجبكم المقدس في الدفاع عن مكتسبات الثورة وعن مصر ضد الارهاب الأسود, كما خبرناكم وعرفناكم في شجاعة وانكار للذات عشناها معكم اثر انتصاركم لارادة الشعب وتطلعاته في25 يناير2011 وانتصارا للشعب في30 يونيو, إن تضحياتكم بدمائكم في الانتصار لحق الشعب المصري في اقامة دولته المدنية الحديثة, بعيدا عن الإرهاب طلبا للحق وانتصارا لأحلام وتطلعات الشعب المصري معلنا ذلك الشعب العظيم أن مواقف القوات المسلحة هي رفع لمشاعل النور والحضارة علي أرض الحضارة لشعب حضاري. من أجل الإنسان المصري الحر ضد جحافل الظلام والظلاميين من اليمين الديني المتطرف. تحررت مصر في ثورة1952, وكان قائدها جمال عبد الناصر الذي أنجز برنامجا شبيها بقدرة سابقة قام بها محمد علي في بداية القرم19 وما كان محمد علي عربيا بل صار عروبيا شهد علي ذلك ابنه القائد إبراهيم الذي قال أنا لست عربيا لكن لوحتني هذه الشمس العربية وتحررت ثانيا في30 يونيو أعادت الثورة التاريخ الي انسيابه برنامج الثورة الحالية في مصر كتبه التاريخ نفسه, والجغرافيا نفسها, اللذان أنتجا ثورتي محمد علي وعبد الناصر لسنا عبيد التاريخ, ولا أسري الجغرافيا, لكن النهر نادرا ما يغير مجراه. وفي تلك الثورة أكدت الجماهير المصرية انها وجدت القيادة الأخلاقية للثورة فقد أثبتت أزمة25 يناير وازمة عام القحط وعام الرمادة أن مصر تحتاج إلي قيادة أخلاقية تعبر عن أهدافها كي يتسني لهذه الثورة السير في طريقها السليم, وكان السؤال الكبير الذي يردده الشعب المصري: من هو المصري الذي يتحلي بالضمير الأخلاقي الذي يمكنه ترتيب النظام السياسي؟ ووجدت الجماهير ضالتها في الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وابن مصر البار من قلب الضمير المصري الذي أخذ قراره التاريخي, قرار القوات المسلحة المصرية بالانحياز للشعب وفي إعلانه عن خريطة المستقبل, أكد القائد العام علي الوحدة المصرية والحرص علي التنوع في داخلها. واكدت قواتنا المسلحة ما أكده شعبها أن مصر هي مصر, لاتريد تطرفا أو مذهبية أو طائفية. مصر, دولة المؤسسات العريقة, أثبت الفريق أول السيسي أن جيش مصر في خدمة شعبها قادر علي صون المستقبل نعم لا دولة قادرة علي الاستمرار دون جيش وطني متماسك قوي لايتحاز ولا ينحرف في اتجاه هذا أو ذاك في اللعبة السياسية الداخلية, وأن ترك الارادة الثورية الحرة للشعب المصري لكي تقمع وتكبت هو نكسة للتقدم ولمستقبل مصر وآمالها وتطلعات شعبها إن ثورة30 يونيو وحنايتها في26 يوليو اثبتت انها ثورة الارادة الشعبية ضد الرجعية والطغيان والظلاميين وان تلك القوي المتحالفة مع قوي الشر الخارجية خدمة لمؤامراتها ولمشاريعها التي تريد اخضاع الشعب المصري وإرغامه علي أن يعيد يديه لقيود الحديد صاغرا مستسلما فكان لابد من تدخل قواتنا المسلحة لأمن مصر القومي لحاضر مصر ومستقبلها وتطلعات شعبها. وحين يري الجيش المصري ثورة الشعب قد بدأت مسيرتها لمواجهة مسئوليات بناء الحياة في اطار دولة مدنية حديثة فانه يشعر برضا أداء الواجب مهما تكن التضحيات. إن نجاح ثورة30 يونيو التي أكدتها مسيرات الخوج الكبير في26 يوليو هو تحية اعزاز واكبار للجيش المصري. الذي يظل مسئولا قبل غيره عن الحق والحقيقة في إقامة مستقبل آمن لمصر وهو شرف للجيش المصري شرف للمباديء شرف للسلاح في خدمة العقيدة ابتغاء مثلها العليا, تحية للشعب المصري وتحية للجيش المصري تحية للشهداء وللأبطال معا..تحية لجنود الحياة.. جنود الحرية..جنود النصر, تحية لجنودنا الأبطال وقيادتهم الحكيمة والعزة لرايات مصر الخفاقة في سماء الحرية والارادة ومصر ستظل أرضها حيث شعبنا العظيم بناة الحرية والحياة. خبير في الشئون السياسية والاستراتيجية رابط دائم :