لن يفلح استمرار السعي الي سفك دماء مصريين للاتجار بها, عبر افتعال اشتباكات دموية, في تغيير حقيقة أن ملايين الملايين من المصريين عبروا الجمعة الماضية عن ارادتهم التي ستظل حرة مهما مكر الماكرون0 فلم يبق لدي من يقاومون هذه الارادة ويحاولون النيل منها إلا الاتجار بالدم بعد أن فقدوا القدرة علي الاتجار بالدين0ولكن الشعب المصمم علي أن تبقي ارادته حرة لن تنطلي عليه التجارة الجديدة حتي اذا انخدع بها بعض السياسيين الذين لا يدركون أننا اليوم في مفترق طريقين متناقضين. فإما أن ترضخ مصر دولة وشعبا للتهديد بتحويل شوارعها الي بحور دم إذا لم يعد مرسي للحكم بالإكراه, أو أن تدافع عن ارادتها التي تجلت في ثورة30 يونيو وتتصدي لهذا التهديد وما يترتب عليه من عنف وارهاب. فقد نقل بعض قادة الاخوان الشعار الذي رفعه مرسي في خطابه الأخير وهو كرسي السلطة دونه الدماء الي حيز الواقع تحت شعار أكثر وضوحا هو إما أن نحكمكم أو نقتلكم. ولذلك كان القرار صعبا بالنسبة الي الفريق أول السيسي, الذي لجأ الي الشعب ووضعه في موضع القائد الأعلي للقوات المسلحة ليتحمل معه مسئولية اتخاذ القرار إما بالتصدي للتهديد الارهابي أو الرضوخ له. ولم يتأخر المصريون في اتخاذ القرار الذي يليق بشعب عظيم ولكنه سيئ الحظ. فقد اصدروا لقواتهم المسلحة وشرطتهم المدنية الأمر بمجابهة العنف والارهاب المترتبين بالضرورة علي رفض الرضوخ لمن استمرأوا التهديد بالعنف واسالة الدماء0 واذا كانت التهديدات السابقة مرت دون أن تثير قلقا لدي الكثيرين بسبب الظروف التي أحاطتها, فالأمر هذه المرة مختلف لأن مصير مصر لعقود طويلة قادمة يتوقف علي كيفية التعامل مع هذا التهديد. ولذلك كان جيش الشعب المصري في وضع بالغ الدقة والصعوبة0 فعندما امتثل للارادة الشعبية التي عبرت عن نفسها علي الأرض للمرة الثانية في شهر واحد, كان الفريق أول السيسي وكل ضابط وصف ضابط وجندي يصنعون التاريخ في26 يوليو2013 مثلما صنع عبد الناصر مع شعب مصر وجيشه وشرطته هذا التاريخ في26 يوليو1956 عبر تأميم قناة السويس فتحية من كل مصري وطني الي خير أجناد الأرض. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد