يارب العزة والقدرة بناديك يارب في صلااااااااااة العيد.. عيد الثورة واناجيك يارب اللهم انصر بلدي وأيدها سدد خطوتها وخد إيدها يارب اجعلنا نحقق كل خيال. إجعل يومنا الواحد بكفاح أجيال فجر ينابيع الخير تحت اقدامنا المستقبل خليه نور قدامنا اللهم انظر لعملنا بارك في جهادنا ونضالنا واحفظ ريسنا, واحفظ ريسنا وبطلناااا, ياااااارب, يااااااارب بالأحضان الأحضان بالأحضان بالأحضان يابلادنا ياحلوة بالأحضان كل سنة وانتم طيبين, اليوم( يا للمفارقة) عيد الثورة الواحد والستين. وهذا دعاء أو مناجاة أو أغنية, كنا ندندن بها في الماضي في ذكري غالية لشعب تواءم ذات يوم مع بعضه بعضا واحتضن ثورته وبلاده الحلوة. انطلقت الحركة( المباركة) التي سميت فيما بعد ثورة23 يوليو1952 ليستقر حكم البلاد للبكباشي جمال عبد الناصر( الذي تغنت له الأغنية في مطلع المقال) وأذيع بيان الثورة الأول ليعلن أن مصر اجتازت فترة عصيبة من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم, حيث تآمر الخونة علي الجيش حتي تصبح مصر بلا جيش يحميها. وبشر البيان المصريين بأنه قد تولي أمر الجيش رجال نثق في قدرتهم وخلقهم ووطنيتهم فأصبح الجيش يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردا من أية غاية, والله ولي التوفيق. تنازل الملك عن العرش وغادر البلاد في26 يوليو1952 م,وتحولت مملكة مصر إلي جمهورية في18 يونيو1953 م أعلنت الثورة مبادئها الستة: القضاء علي الإقطاع, القضاء علي الاستعمار, القضاء علي سيطرة رأس المال علي الحكم, إقامة حياة ديمقراطية سليمة, إقامة جيش وطني قوي, وإقامة عدالة اجتماعية. شرعت الثورة في تنفيذ أهدافها وحققت نجاحات مبهرة, * فقضت علي الإقطاع, وحررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي, ووزعت الأراضي الزراعية علي صغار الملاك فتحول الفلاح من أجير إلي مالك, *ونجحت في القضاء علي الاستعمار بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال الإنجليزي وبعد كفاح طويل استنزف جنود المستعمر وعتاده * وتم القضاء علي سيطرة رأس المال واحتكار مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي والتي استأثر بها الأجانب, وصدرت قوانين لترسخ حقوق العمال في ملكية وسائل الإنتاج, وقضت علي معاملة العمال كسلع تباع وتشتري في سوق العمل. *ونجحت في إقامة جيش وطني قوي, حي نوعت مصادر السلاح, فكسرت احتكار السلاح العالمي, وامتلكت قرارها ورفضت التبعية, * وأقامت عدالة اجتماعية حيث انحازت إلي الطبقات الفقيرة والمهمشة فأتاحت فرص الترقي في السلم الاجتماعي للجميع, وتم إلغاء الفوارق بين طبقات الشعب فأصبح أبناء الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري. هل أزيدك من الشعر أبياتا, لقد حققت الثورة إنجازات وطنية هائلة,فلقد تم تأميم قناة السويس, وتم بناء السد العالي الذي أضاف إلي الرقعة الزراعية والطاقة الكهربية, وأقيمت المصانع والشركات الإنتاجية الثقيلة, وازدهرت الحركة الثقافية والتعليمية فترسخت مجانية التعليم العام وأضيفت اليه مجانية التعليم العالي, فنشأت عشرة جامعات جديدة توزعت في أنحاء البلاد بدلا من ثلاث فقط بين القاهرةوالإسكندرية, وتم إنشاء مراكز متنوعة للبحث العلمي. كما تم بناء حركة قومية عربية, وتم دعم الحركات التحررية في العالم العربي والإفريقي, ونشأت حركة عالمية لعدم الانحياز انتهجت أسلوبا متوازنا بين الشرق والغرب. اليوم عيد الثورة, فأين نحنن من مباديء ثورة52, وأين نحن من كل إنجازاتها التي تبخرت لتقوم ثورة2011, فلقد عاد الإقطاع متوحشا, وتملك المسئولون والمحظوظون( بل والأجانب أيضا) آلاف الأفدنة, وافتقدنا الإرادة الوطنية وكأن الاستعمار عاد في ثياب ناعمة, وتفككت القلاع الصناعية وضاعت حقوق العمال حيث امتزجت السلطة بالثروة فسيطر رأس المال علي الحكم بشكل فج,واعتمد جيشنا في تسليحه علي معونة أمريكية,وافتقدنا العدالة الاجتماعية فشهدنا من يسكنون القصور ومن يسكنون القبور, من يستوردون الوجبات الطازجة من مطاعم باريس ومن يأكلون من صفيحة القمامة!! ولكن أين الخطأ, ولماذا تبخرت إنجازات الفترة الزاهية في البناء الوطني؟ هل لاحظت أننا قد نسينا من أهداف الثورة الأم البند الرابع فلم يتم بناء حياة ديمقراطية سليمة, لقد سقط هذا الهدف( سهوا أو عمدا) فاندثرت كل الإنجازات الهائلة التي تحققت. الديمقراطية كانت تحمي المكتسبات وتضبط المسار وتغير الحكام الفاسدين وتحاسب المسئولين المفسدين, وتحافظ علي الإطار القيمي الذي تهاوي تحت أقدام الدولة الأمنية القمعية الفاسدة التي سامت الناس سوء العذاب وتحاول جاهدة أن تعود للتسلط علي رقاب العباد. فهل نعي الدرس إذا كنا راغبين حقا في بناء دولة لا تتقوض إنجازاتها؟ وهل نحافظ علي مسار ديمقراطي كنا بالكاد قد بدأناه؟ يأتيني صوت الشاعر العربي حزينا, عيد, بأي حال عدت يا عيد. جامعة الإسكندرية