أثبتت الأبحاث والتقارير الفنية بوزارة التربية والتعليم أن هناك انهيارا كبيرا في المستوي التعليمي بالمرحلة الابتدائية وضعفا في القراءة والكتابة والحساب حتي ان نسبة الأمية في بعض المحافظات وصلت الي40% من عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية وان الأمية القرائية وصلت الي التعليم الفني بالمرحلة الثانوية وأدي ذلك الي قيام الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم الي تشكيل عدة لجان امتحانية علي مستوي كل محافظة بكنترول علي مستوي كل ادارة وكنترول مركزي علي مستوي كل محافظة. ويتم المشروع التجريبي في أكثر من1500 مدرسة علي مستوي الجمهورية وأظهرت النتائج الأولية تدني المستوي التعليمي بالمرحلة الابتدائية ويطرح الأهرام المسائي القضية وأسبابها وطرق علاجها من خلال لقاءات مع خبراء التربية والمدرسين والقائمين علي العملية التعليمية في مصر. في البداية يقول مدحت مسعد وكيل أول وزارة التربية والتعليم أن المحافظة أعدت مشروعا ضخما بالتعاون مع عدد من الهيئات الأهلية ومديرية التربية والتعليم لإجراء حصر شامل للأمية القرائية والحسابية بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية وكان المشروع مؤيدا العام الماضي بإدارات السلام والزيتون والمرج من خلال الروتاري وجمعية مصر الجديدة. وأشار مدحت سعد الي أن الادارات التعليمية أجرت اختبارا للقراءة والكتابة والاملاء للمرحلتين الابتدائية والاعدادية في1427 مدرسة وتم حصر النسب ونماذج الامتحانات وأوضحت النتائج ان هناك مدارس بلغت نسبة الأمية القرائية والحساب بها الي10% واخري20% وفي مدارس الأحياء الفقيرة والعشوائية وصلت الي45% من عدد التلاميذ بالمدارس وان المديرية وضعت4 خطط علاجية للطلاب حسب مستوي كل مدرسة والفئة وعدد الطلاب, وان الخطة لم تتوقف عند هذا الحد بل تم اعداد برنامج الكتروني من خلال الكمبيوتر يساعد علي تعلم القراءة والكتابة في مدارسنا من خلال جمعية مصر الجديدة وان من الأشياء الجميلة ان هناك بعض مديري المدارس الفنية تجاوبوا مع المشروع ودخلوا فيه خاصة بعد أن اكتشفوا وجود أمية قرائية في الثانوي الفني وتم وضع خطط مختلفة من المرحلتين الابتدائية والاعدادية وان هذه النسب تم تحديدها بناء علي الامكانات والتلميذ الذي يحصل علي أقل من6 درجات من10 درجات في المجموع الكلي يكون تلميذا ضعيفا ويدخل حصص التقوية في القراءة والكتابة والإملاء والحساب. ويقول مصطفي عبد النبي مدرس لغة عربية ان مشكلة القراءة والكتابة تعود الي عدة عوامل منها مدرس الفصل غير المتخصص والذي يكون غالبا من خريجي كليات التجارة أو الخدمة الاجتماعية, رغم وجود العديد من خريجي كليات رياض الاطفال والتربية قسم التعليم الأساسي. ويقول: يجب ان تكون هناك سنة امتياز بعد التخرج لخريجي كليات التربية الذين يرشحون للعمل كمدرسين الي جانب تدريبهم في السنتين الاخيرتين بالكلية في المدارس بجدول ومقابل أجر الي جانب الدرجات التي يحصل عليها في التقرير العملي كما يطالب بعودة دبلوم المعلمين والمعلمات الذي الغي نهائيا ويسبب هذا الالغاء انهيار العملية التعليمية بالمرحلة الابتدائية. ويرجع الدكتور محمود كامل الناقة أستاذ التربية بجامعة عين شمس وعضو مجمع اللغة العربية سبب تدني وانخفاض مستوي طلاب المرحلة الابتدائية وتحديدا في عملية الجهل بالقراءة والكتابة الي عدة اسباب أهمها زيادة أعداد الطلاب في الفصل الواحد حيث لا يستطيع المدرس ان يشرح الدرس أكثر من مرة حسب امكانات الطلاب وتحديدا الفئة ذات المستوي المنخفض التي تحتاج الي تكرار عملية الشرح وأيضا سؤال كل طالب وعن مدي فهمه وإعادة شرح الدرس إذا تطلب ذلك, ولكن في حالة زيادة الاعداد لا تساعده الظروف علي التأكد من فهم المعلومة عند كل الطلاب, بالاضافة الي عدم توافر الانشطة الطلابية التي تلعب دورا كبيرا في تفتح فكر وعقل الطلاب بشكل يتناسب مع المستوي التعليمي حيث انه من خلال هذه الانشطة يتم الاعتماد علي انشطة محددة توضح المناهج باسلوب عملي يساعد في زيادة فهم الطلاب للمناهج التعليمية. وقال إن عدم تعاون أولياء الأمور مع المدرسة والمدرسين ساعد أيضا علي انخفاض مستوي الطلاب حتي انهم لا يتابعون مستوي اولادهم في العملية التعليمية مع ضرورة زيادة الرقابة عليهم في المنازل والتأكد من أداء الواجبات بشكل جيد دون أي تقصير وتشجيع المعلم معنويا وماديا باستمرار لضمان التفاني في العمل. وقال د. الناقة ان انخفاض مستوي طلاب المرحلة الابتدائية يعود لعدم وجود معلمين مؤهلين ومدربين حيث ان كليات التربية أصبحت تخرج المعلم المؤهل للعمل بالتدريس لذلك يجب التركيز علي دورات تدريبية منظمة باسلوب علمي حديث للطلاب والخريجين لكي يخرج الطلاب بخبرات جيدة في هذا المجال تساعدهم في اداء واجبهم التعليمي بصورة جيدة عند التحاقهم بالتدريس. وتتهم الدكتورة كوثر كوجك استاذة التربية وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس الاسرة بأنها دائما وراء انخفاض مستوي الطلاب في المرحلة الابتدائية وتحديدا في عملية القراءة والكتابة, وقالت إن أولياء الأمور لا يهمهم سوي ان يحصل أولادهم علي100% مهما كانت الطريقة سواء كانت بالغش أو بالحفظ والسرد وهذا ما يجعل المحصلة النهائية صفرا دائما. وقالت للأسف التعليم والتعلم فقدا قيمتهما في المجتمع, ولقد تناسينا أن المعلم لابد أن يلعب دورا كبيرا في زيادة الرغبة عند الطلاب علي الإقبال علي التعليم. وقالت إن الطالب في المرحلة الابتدائية يمكن ان يستوعب أي معلومة ولكن بشرط أن يحبها ويعرف قيمتها ولا يمكن ان يقوم بهذا الدور الا المدرس خاصة ان الطالب قادر علي التعلم بسهولة في المرحلة الابتدائية.
