أصبح رغيف الخبز المدعم في البحيرة مشكلة تبحث عن حل ليس فقط من جراء معاناة المواطن البحراوي في الحصول عليه, ولكن أيضا في تدني مستوي جودته. والتي وصلت به إلي أدني المستويات شكلا ووزنا, وأصبح المواطن شريكا للطيور والحيوانات في تناوله دون تفرقة. ورغم ذلك فإن احتياجات المواطنين للرغيف المدعم تجعلهم يقفون في طوابير العيش منذ السادسة صباحا وحتي الثانية عشرة ظهرا للحصول علي عدد قليل من الأرغفة يكفي بالكاد أفراد أسرته ليوم واحد وزادت الأزمة في البحيرة بعد ارتفاع اسعار الدقيق وتهديد اصحاب المخابز بتصعيد الموقف في حالة عدم قيام الجهات المسئولة بالتدخل لحل الأزمة, وارجع بعض موظفي التموين الأزمة الي ارتفاع اسعار الأرز والمكرونة والدقيق الحر والأعلاف, مما اضطر المواطنين في الريف ومربي الماشية للإقبال علي شراء الرغيف المدعم كعلف للحيوانات والدواجن. يقول المهندس سعيد بسيوني, رئيس الاتحاد الاقليمي للجمعيات الاهلية بالبحيرة, من يصدق إننا مازلنا نعاني سوء حالة رغيف الخبز, رغم مرور أكثر من عامين علي ثورة يناير والتي كانت أول مطالبها هي( العيش) فمازال المواطن يشكو من سوء صنع الرغيف ورائحة العفونة التي تصدر منه, لكن من يتحمل المسئولية هل أصحاب الافران أم الجهات الرقابية باعتبارها مقصرة في عملها الرقابي أم الحكومة أم المواطن صاحب الحاجة الماسة لهذه المادة باعتبارها مادة يومية لا يستغني عنها كيفما كانت صناعتها. وأكد المهندس بهاء يونس, أنه من الضروري تكثيف الجهود الرقابية لمواجهة اصحاب المخابز الجشعين ومحاولتهم استغلال الأزمة, وكذا عدم عدالة توزيع حصص الدقيق علي المخابز, فحين توزع الحصص الكبيرة علي عدد محدود من المخابز الكبري بالمدن يرفض المسئولون في المقابل زيادة حصص المخابز الصغيرة خاصة في المراكز والقري. وقال الدكتور عبدة النحال إن سبب الأزمة هو ثبات حصص الدقيق للمخابز بالرغم من زيادة عدد السكان وبالتالي زيادة الاستهلاك, مضيفا انه للخروج من تلك الأزمة لابد من زيادة حصص الدقيق لمحافظة البحيرة وتشديد الرقابة علي توزيعها وتصنيعها بالكامل لأن ترك الدقيق حر ليس كافيا ولا هو ملزما لاصحاب المخابز تصنيعة. وتصرخ الحاجة سعدية عبدالفتاح, ربة منزل من المعاناة التي تتكبدها يوميا في الحصول علي رغيف الخبز المدعم لان دخل أسرتها لايوفر لها شراء أي من أنواع العيش الآخر والمخبوزات خاصة مع الزيادة في أسعار العيش الفينو رغم انخفاض وزنه وكذا التلاعب الواضح في أحجام واسعار وأوزان الأنواع الأخري مع العيش مثل الرغيف الطباقي والسياحي وغيره. ويضيف رجب عبدالله( عامل بناء) أن رغيف العيش المدعم أصبح الآن صعب المنال وأصبح مثل الدين, هم بالليل وذل بالنهار. واعترف مصدر مسئول بتموين البحيرة بأن المحافظة تعاني أزمة في رغيف الخبز المدعم خاصة بعد امتناع المواطنين عن شراء الرغيف السياحي بعد انخفاض وزنه الي50 جراما, في حين بلغ وزن رغيف الخبز المدعم إلي120 جراما وزنا وأرخص سعرا. وقال فكري عبدالسلام( سائق تاكسي) إن حالة الرغيف المدعم ومظاهر الأزمة تجدها في المشهد اليومي أمام المخابز والمتمثل في طوابير ممتدة منذ صلاة الفجر والعيش المسلوق الذي يخرج ناقص الوزن من الفرن ووضعه علي الأرصفة بجوار المخابز حتي لا يتحول إلي عجينة. وحول ما أثير عن مشروع توزيع الخبز علي المنازل مقابل اشتراك شهري, أكدت سحر علي( إحدي المشتركين) علي سوء حالة الرغيف الذي يقوم المشروع بتوزيعه وعدم انتظام وصوله للمشترك, وسوء الأسلوب الذي يتم به توصيل حصص العيش للمشتركين, حيث يصر الموزعين علي التوزيع بعد صلاة الفجر والقاء حصص المشتركين من الخبز بالبلكونات وعلي الأبواب بالاضافة إلي قيام المشروع بعمل أكياس متميزة للمشتركين المتميزين أصحاب الحظوة بالرغم من قيام المشترك العادي بدفع ضعف قيمة ثمن كيس العيش لضمان وصوله بالاضافة الي الاشتراك الشهري.. وتظل مشكلات الخبز بالبحيرة مستمرة.. وتنتظر أن يضع المحافظ الجديد حلولا عاجلة لتلك الأزمة.